يوميات القبطان 2 / د.محمود القبطان                        

 إن تفاقم ظواهر الخروقات اليومية في العراق ليس لها من نهاية في ظل فقدان الرقابة وضعف القانون مما جعل من المبالاة عند المواطن سمة وإن كانت سلبية جدا لكنها اصبحت مقبولة عند الكثيرين .

1:الفضائية العراقية وفقدان المهنية

أمس 20 ت2 خرجت الجماهير المطالبة بتفعيل القوانين  إصلاح النظام وكشف الفساد والفاسدين وتقديم الخدمات  الخ.. من المطالب والتي في النهاية تؤدي حتما الى الاصلاح الحقيقي. وكان عدد المتظاهرين في ازدياد حيث المئات قد تجمعت في ثلاثة مجاميع في ساحة التحرير وكلهم رفعوا اللافتات والشعارات وترديد الهوسات كلها تصب في فضح الفساد والخيبة من تردد العبادي في الاسراع في اصلاحاته التي أعلن عنها لاسيما التي تخص المواطن مباشرة.لكن الملفت للنظر في النشرة المسائية لقناة العراقية الفضائية في هذا اليوم قالت المذيعة ومن خلال فلم قديم وفي النهار المبكر وقد ظهر رجال الامن في الساحة نفسها في وقت لم يكن أي شرطي من فوق النفق واقفا ,قالت المذيعة ان عدد المتظاهرين قد انخفض كثيرا بسبب الاصلاحات التي اقدم عليها رئيس الوزراء.حسنا,لنتحاسب عما أقدم عليه السيد رئيس الوزراء والذي وقفت معه الجماهير والمرجعية:أولا, لم ينجح في اقالة احد ليومنا هذا من نواب رئيس الجمهورية فأحدهم قدم دعوى ضده الى المحكمة الاتحادية بسبب عدم دستورية إقالته,قال النجيفي,أما المالكي فقال في اكثر من مناسبة إنه مازال نائبا لرئيس الجمهورية ويُقدم على إنه نائب لرئيس الجمهورية ولكن العبادي كرر وفي أكثر من مناسبة انه اقالهم حسب الدستور وبعد مشاورة مجلس الوزراء والنواب,يعني انه لم يقدم اي إصلاح في هذا المجال.ثانيا,احد أهم مطالب الحراك المدني والمرجعية هو إصلاح القضاء وهذا يعني وبدون لبس أو سوء فهم إن القضاء فاسد بحكامه وقضاته وفي مقدمتهم مدحت المحمود والذي يُسيّر من قبل مجموعة فاسدة ايضا لانهم يمسكون بملفات عليه.ثالثا,عدم تقديم الفاسدين للقضاء بالرغم من كشف اسمائهم في الاعلام ومقدار الاموال المهدورة والمسروقة من العراق.رابعا,لم تتقدم الخدمات خطوة واحدة باتجاه تحسينها وفي أول مناسبة للمطر غرقت المدن وأصبحت بعض المدن كأنها بحيرات مما شكل مشكلة كبيرة ولم تستيقظ الحكومة عبر امانة العاصمة إلا بعد أن مات الكثيرين من تلك المدن بسبب الصعق الكهربائي وعندها نزل الجيش في بعض المناطق المنكوبة لسحب المياه في وقت السيدة امينة بغداد تباكت على ضعف الامانة ماديا حيث لم تكن لها مخصصات لكن ألم تكن لها آليات لسحب المياه مباشرة لاسيما والانواء الجوية أعلنت عن المنخض الجوي في المنطقة قبل ايام من قدومه؟خامسا,فقدان حريةالتعبير عبر اعتقال وضرب وتعذيب المتظاهرين في يوم الثلاثاء الماضي ونكران العميد سعد معن هذا التصرف اللادستوري والمهين حيث تلفظ رجال الأمن بكلمات يتعفف الانسان الشريف من حتى ذكرها وذكر معن انه لم يحدث أي اعتقال أو ضرب أو إهانة وإنما نقل المتظاهرين الى ساحة التحرير ولكنه لم ينقص قوله إلا القول بانهم قدموا وجبة غذاء مع المرطبات لهم.يكذبون لكنهم لا يحسنون حتى الكذب.

2:أمانة العاصمة والكهرباء

من أولى واجبات أمانة العاصمة وباقي البلديات في البلاد هو مراقبة الخدمات التي تقدم الى المواطن عبر نظافة المدن بشوارعها وارصفتها ومنتزهاتها وتوفير ابسط الخدمات فيها.في بغداد ليس هناك من مكان يستطيع فيه الانسان من اخذ قسط من الراحة أو ممارسة الرياضة إلا ما ندر من الأماكن ولكن ماذا عن الاشجار التي غطت الاصفة مع تواجد البسطيات والكشكات مما تعيق مرور السابلة ناهيك عن احتلات كل الارصفة في الشوارع العامة من قبل الباعة بمختلف بضائعهم دون حساب  او رقابة.ولوزارة الكهرباء حصة في هذه الفوضى دون الالتفات الى حياة المواطن.ففي شارع ابي نؤاس إبتداء من نهاية آخر"منتزه" الى الجسر المعلق هناك اعمدة كهرباء الغيت لكنها واقفة في مكانها وقد مال بعضها الى الجانب أما الكيبلات المقطوعة فما زالت متروكة على الرصيف والمواطن لا يعلم هل هذه الاسلاك مازالت فاعلة ام لا.اكثر من كابينة كبيرة للكهرباء مفتوحة الابواب فهل هي صالحة للعمل أم مجرد "كومة" حديد متروك للصق الصور والدعاية والشعارات ومكان للقطط؟أغصان الاشجار المتدلية تعيق مرور السابلة على الرصيف وقسما من فروع الاشجار اصبحت حالة خطرة قد تسقط في اي وقت مما قد تسبب كوارث انسانية.السياج الحديدي قد اتلف قسم منه حيث كانت قوات امنية تقف خلفه مع كابينتهم المهلهلة ,القوات الامنية قد تركت اماكنها لكن الكابينات التعيسة مازالت في اماكنها والفتحات والتجاوزات التي اقيمت في السياج مازالت قائمة.فهل تصليح ما خُرب في هذا الشارع يتطلب موارد مالية وميزانية خاصة,يا سيادة امينة بغداد؟اذاَ أين آلياتكم المركونة في الكراجات؟وهل من الصعب اخراج الآليات تلك لكنس ورش الشوارع الرئيسية يوميا بدل كنسها بالطرق المتخلفة الحالية بالفرشاة والمسحاة؟متى يفتتح الممر من تحت الجسر المعلق الذي وعدوا به لتخفيف شدة الازدحامات؟

3:مروريات

مديرية المرور  وتحديدا اقصد العميد المروري السيد عمار والذي يعاقب كل من لا سيتعمل حزام الامان ويظهر في برنامجه المروري ليعطي النصائح من فوائد هذا الحزام لكن ما يلفت للنظر ان ضباط المرور الذين يجلسون في سيارات المرور لم يطلبوا من سائقي سيارتهم الالتزام باستعمال حزام المرور ليكونوا قدوة للاخرين,وقد صورت العديد من هذه الحالات , أما السرعة في شوارع بغداد لاسيما في شارع ابي نؤاس فهي غير محددة الى حد الجنون,فهل المرور قادر على الضغط باتجاه تحديد السرعة أم شرطي المرور لا علاقة له بهذا الأمر؟

بعد كل هذا فالفضائية العراقية تقول ان الاصلاحات مستمرة ولذلك قد انخفض عدد المشاركين في الحراك الشعبي في كذبة ارادوا أن يمرروها على المواطنين الذين لم يخرجوا يوما من اجل الاصلاح أو الذين لم يهمهم خراب البلاد وسرقة امواله وفساد حكامه.لكن الحراك المدني سوف يستمر ويستمر مهما كان عدد الذين يخرجون في التظاهرات ويبقىون جمعة ورا جمعة الى ان تتطبق الاصلاحات  وينصلح نظان المحاصصة الفاسد وبدون تسويف وكذب وتنكنس الوجوه الكالحة من المشهد السياسي ليقف العراق ومن جديد لبدأ عملية حقيقية في الاعمار والبناء .

 

د.محمود القبطان

 

20151121