تجريد - ربما / اسامة الزهيري

لمْ أكنْ مقرباً من أحدٍ كما منكِ

ومع ذلك أجهلكِ تماماً

 

ربما الوجعُ الذي بي هو اشبهُ بالحاجزِ الصمتي ! !

الذي يشرأبُ بالصوتِ مع الأرضِ كما ( الأيرثْ ) تماماً

 

او ربما قطعةٌ أخرى مني سَقَطَتْ سهواً

لما أرهقني العقلُ

القابعُ في فضاءات اصابعي

عن قصيدةٍ تمردت عليَّ - ومزقتْ نفسها - رغماً مني .. و أحببتُ الأمرْ

 

و ربما يكونُ مَوْجُكِ الأسودُ قاحلٌ جزئي

 

في مرعى قصيدتي

التي تظمأُ كثيراً بعد أن نضمتها شتاءاً

في الآونةِ الأخيرة !

 

على كُلِّ حالٍ

يا ايتها العاريةُ مني

والمتشبثةُ بكل ما حولكِ

 

ستكونين قصيدتي ذات ليلةٍ وحيدةٍ بي ....

 

او ذات رحلةٍ مع حبيبةٍ أخرى ...

 

سَتَشْرَبُني على مَهَلٍ

دونَ أن أسأمَ ابداَ

.او اشعرَ بالضجر

الذي يحلكُ كُلَّ موعدٍ قد ذبحناهُ بأيدينا

 

(..كُلَّ مرةٍ ..)

 

كي أرتدي نفسي بعيداً عنكِ او قربها

مع القصيدة او بدونها

في تلكَ الساعة

الخاوية من كل تقاسمِ الأنفاسِ

 

ربما كان موعدنا المنصرم في واحةِ المواعيدْ

كان حرياً بهِ الرحيلْ قبل وصولنا بوقتٍ طويلٍ جداً

 

فالموعدُ الذي يجهرُ بنفسهُ

حرياً بالساعةِ ان تجهضهُ بكلَّ عنفٍ

 

الموعدُ الذي يفضحُ كل تقاليد السرِ في الحبِ

عليه البقاء بصوتهِ

 

ما اكتسبَ القمرُ هالتهُ الشاعرية من الفراغ !

 

ربما ما كان بيني وينك الا أجتماعٌ مسرفُ الكلماتِ حتى اصابهُ

عثةَ الأنتظار بأزمةٍ شعريةٍ تخلو من الكلماتِ

 

هكذا هو الصمتُ الذي كثرما تحدثنا اليهِ عَنّا !

 

وهو يردُ علينا بكل ما يحبُ وبكل ما أوتي من صمتٍ

وننصتُ اليهِ بأحترافِ المستمعينِ

 

بكل صراخْ !

 

ربما