عروس مندائية  تـُزف الى جنان../ خلدون جاويد

" إلى روح السيّدة  طيبة الذكر ، خيرية دبش أم سعد " أبو روزا " التي وافاها  الأجل  في ستوكهولم ـ السويد  " .

كانت لؤلؤة  ً بقلادة  ِجُوري

ملاكا ً من عبق الورد

كانت نهرين من الحُبّ ِ

وكنت ُجلست ُ قبالتها كالظلّ الباهت

كم كانت  نورا في نورْ

وبلورَ البلورْ

قرأتْ ليْ قصة  َأندرسون !

رفعتني نحو الجَدة في ليلة أجراس ونجيماتْ

عجوزا كانت وارقّ َ صبيّة ْ!

عجوزا  بثمانينْ

لاتـُشبه فجرا بل يُشبهها الفجرُ

أحرفها من ذهب ٍ

والصمتُ من الماسْ

وهنالك أحلى شجرة ْ

 وضعوها في ليلة عيد الميلاد قبالتها

قالت بل لخـّصَتْ الكونَ النورانيْ : ـ 

 ياولدي : ـ  حافظ على الضوء

الماء والضوء غبطة الوجود

وزينة العالم

أنظر هذه الشجرة

فلسفة ٌ هي في عيد الميلاد

اذا انطفأتْ 

ألوان الطيف الشمسي بها

يُطبق الظلامُ على الروح

ونعود الى الوحشية

الضوء ياولدي أوصيك به ـ 1

الضوء

الضوء

وُضوُءُ الاعماق وشمعة ُ قبو الذات !

جَدة روزا لن أنسى

حكمَتها في الماء المندائي

وطهرانيتـَهُ الكونية َ

وصيّتها مثل قلادة برد ٍوسلام ٍ للعالم ِ

لا أحملـُها في صدري

أخشى أن أفقدها يوما

" القلبُ

هي من قلبي " كما  ـ هاملتْ ـ قالْ .

لن أنسى جَدة روزا  

لن أنسى هيبتـَها

صوفيّتـَها في صورة محيي الدين بن العربي

اُستاذتي في الروح ِ

مليكة َ حُبّ الحُبّ بأرجاء المعمورة ْ

وملاكا ً في هيأة بلـّورة ْ

ما ماتتْ جدة ُ روزا

خلدت في العطر وفي الأنسام وزُفتْ

بهوادجَ من نور ٍ بمواكبَ من ماء ِ

زُفتْ لعريس ٍ مندائي .

*******

1/ 12 / 2013

توقٌ أخير :

1ـ ما أوقدتُ مصباحا في بيتي إلاّ وتذكرت جدة روزا . لن أقتل كائنا يوما فاطفئ  "الروح ـ الضوء" في بيت الجسد .

ـ " اللهم ربي اجعلني فريسة الأسد من قبل أن تجعل الأرنب فريستي ـ جبران خليل جبران .

ـ قولوا لمُشعلي الحروب كم من مصابيح ٍ قتلتم .

ـ غادرتْ اُم سعد الحياة عن عمر يناهز التسعين عاما وكان لي الشرف الكبير أن زرتها منذ كانت في الثمانين من العمر تقريبا .