عارٌ عليكَ لقد غدوتَ ملونا../  خلدون جاويد

عارٌ عليكَ لقد غدوتَ ملونا

وغدا ً نغيلا مومسيا مُنتنا

تنضو كما الحرباء جلدَك لاثما

أقدامَهم مُتـَعوْلِما مُتديّنا 

بالقاتلي شعبي تلوذ تـَرَزّقا

وتقبّل الاذيالَ ، أذيالَ الخنا

تقفو الاراذلَ قانعا بفِتاتِهمْ

كموظفٍ وسِخ ٍ لسيّدِهِ انحنى

تدري بموطنك القتيل وترتضي

أن تـُستبى شعبا وتـُطعن موطنا

يا أنت ياسمسيرُ تدري أنهم 

تجّارُ سوق ٍ للعواهر والزنا

أنت الخؤونُ لكي تفوز بمنصب ٍ 

مُتـَمسْكِنا من أجل أن تـتمكـّنا

في النار ترمي المعدمين جميعهم

من أجل ثوب ٍ من حرير ٍ يُقتنى

 تـُلقي العراق بأهله ِ وبنخلِهِ

في هوّة ٍ ، من أجل قصر ٍ يُبتنى

 

كموظف ٍ قذر ٍ تتوه ُ مرفها ً

والموتُ حولك قد تناهبَ شعبنا

كلّ ُ العهود ترودها متياسرا

متيامنا متشيّعا متسنـّنا

وتطيلُ لحيتـَك البذيئة خانعا

لاقانعا بطقوسهم لامؤمنا

ولبست ثوبا أسْودا ً مُتفجعا

متباكيا متثعلبا  متثعبنا!

يا أيها المأبون من أجل الغنى

لاضيرَ لا ، أنْ في العجيزة تـُطعنا

بعضٌ من الشعراء يصمت خانعا

صمتا بذيئا عهرويا  أرعنا

بعضٌ من الأدباء كان مُحابيا ً

ويظلّ في كلّ العهود مُداهنا

ومثقف ٍ وغد ٍ وآخر أوغداً

ومثقفٍ درن ٍ وآخرَ أدرنا !

ولمَ الشجاعُ غدا إزاءَ فسادِهمْ

أوهى من الوغد الجبان وأجبنا ؟ !

وإذا "المناضلُ" باتَ من إيّاهمُ

متدروشا ًواذا الرفيقُ تديّنا

سحبوا البساط ، فلم نجدْ من ثائر ٍ

في ركبنا إلاّ  الرخيّ الليّنا

الناقدون بكل "لـُطف ٍ" مجرما

والمنزلون الى الحضيض جباهنا

والثائرون الاقدمون تقهقروا !

أسفا على نسر النسور تدجّنا

الدون كِشوتيّون لا طاحونة ٌ

حمراء قد بقيتْ لهم كي تطحنا

والشعبُ أين الشعبُ لا من وثبةٍ 

لتزلزل النفـَر البغيض الأرعنا

وإذا انتقدتَ خصيصة ً في  نأمة ٍ

قتلوا بصيصَ الضوء بل خنقوا السنا

من كان بوصلة َالزمان ونجمة ً

يُهدي له أعمى ويَعضِدُ موهَنا

قد عاد مثل المومياء محنـّطا

قد بات في نعش الحياة مكفـّنا

ومواطن ٍعجبي عليه مكبل ٍ

ولدتهُ اُمّهُ كي يُغلّ ويُسجنا

ياموتُ لاتجعلْ بلادي ذليلة ً

خذنا اليكَ بعزة ٍ، رفقا بنا .

لابد أن ْ نشفي الجراح ببلسم ٍ

ونداوي من غل الحروب نفوسَنا

نفدي الجنوب  محررا  من قيدِهمْ

نفدي الشمال  معظـّما ومُحصّـنا

ومع النخيل ورافديه وشمسهِ

نفدي بحدقات العيون عراقـَـنا