سحقأ لكم يامن عمائمكم .. / حسين عبدالامير
لايزل عبق الكلمات , ونوافل الحروف , والمعاني , للمعلم , والشاعر معروف الرصافي , حيث منذ أمد بعيد, قد وصف لنا , الرصافي الكبير , في أصدق تعبير ملائم للواقع , في طرحه البارع للمشاكل السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية المنصرمة , من خلال قصائده التي لاشك , ذات روءية واقعية , وروءية فذة . . واذا ما نظرنا الئ شعر الرصافي , نجد الئ أي بعد يصف لنا في العديد من القصائد , اذ نستطيع ان تتبين من خلال الاسلوب الذي لاشك بأنه أوضح دلالة للتعبير عن الحالة السياسية التي يعيشها الناس , والتي تعبر عن المعاناة والأزمات , وعن الظلم والقهر الذي ألم بحياة الفرد والمجتمع حيث ان الشعور العميق , والهام الشاعر , واهتمامه في سبر أغوار الواقع , فهو يقدم لنا ,
من خلال روءيته الثاقبة , صورة المشهد السياسي , وطبيعة المناخ , وحالة الوباء المزمنة من فساد زمفسدين , وعملاء , وجلاوزة زمتأمرين
يتأمرون
علئ العراق وأهله
زمر علئ وطن الابا تتطاول
فهنا عميل ضالع متأمر
وهناك وغد حاقد متحامل .
وهنا الرصافي نفث ما في صدره في قوله :
سحقأ لكم يامن عمائمكم كما
بزاتكم , شكل بليد باطل
ما أنتم الا بناء ساقط
نتن مليء أرضه متأكل
هذه القصيدة الرائعة , والتي تستحق ان تكون معلقة . . حيث تعكس تمامأ صورة الواقع الحالي المقيت والتي مطلعها ..
هذا العراق سفينة مسروقة . . حامت براكين بها وزلازل
هذا الوطن الجميل , مسالخ . . ومدافن وخرائب ومزابل
هي في الحقيقة تعبير واقعي حقيقي بليغ , اذ كان الشاعر يرئ الآشياء والصور كما يعبر عنها في صدق واحساس ومقدرة , في وصف الحالة المأساوية التي يعاني العراق , من تأمر وفساد ومن الكوارث التي توالت , والفواجع , ومن خراب لمدنه , وموت وسبي لآبناءه . .
. . في بغداد المسبية . .
تلك المسبية ما كانت وطنأ . .
ما كانت الا سجنأ . .
يلتف بجدران سوداء وأسوار . .
بغداد ماتت من جرح فيها . .
من خرس أعمئ شل بنيها . .
هذه الكلمات للشاعر بلند الحيدري
أما الشاعر القروي في قوله :
أبكي بدجلة مدمعي وفراته . . وطنأ ولم يتبقئ سوئ رفاته
غابت البلابل عن محافله . . فلا تقع العين الا سوئ حشراته
هذه الصياغة , والبلاغة , مما لاشك فيه , لها صلة مباشرة بهذا الواقع المقيت . .
نعم يامولاي . . عراق ولم يتبقئ سوئ رفاته . .
عراق مفعم بالخراب والفساد . . انما !
عراق حر مستقل ديمقراطي فيدرالي "موحد" . . من قلعة أربيل حتئ قلعة صالح . .
حسين عبدالامير
هولندا 14-01-2014