في المول ( السوق الكبير ) / سميرة الوردي
من خطوات المارة
أُجدد خطواتي
أسندها بحبة بنادول المفاصل
وفيتامين د والكالسيوم
أقوي عظاما استهلكتها
مطاردة الجلادين
وبحبوب الكلسترول والضغط
أُغذي قلبا
أنهكه الحصار والخوف
...
بخطوات المارة
اعوض ما فات الحياة في بلادي
سنوات مريرة مرت وتمر
سنوات خُلطت فيها
حبوب القمح بالحجر
...
سنوات تمر
مازال طعم الأنين
ونداء الأمهات
القابعات خلف المقابر
ينغص يومي الغارق بالصمت
...
في المول الكبير
المتلألئ بنور الكهرباء
تتراقص الألوان
المعطرة بالروائح
الإيطالية والفرنسية
القادمة من وراء الحدود
تفوح من أثواب العارضات
تمتزج أقدام العابرين
بألوان قوس قزح
المنبثق من زجاج المعارض
...
تطالعني (صورةَ ) طفل الفيس بك العراقي
عاري القدمين
يلبس أسمالا
وينتعل الأرض الترابية
وأنا أدون خاطرتي
تأتين أخبار براميل النفط المصدرة بالملايين
( مؤنبة ً) ..
أين الضمير !!!
هناك في مدينتي ما زال
يسكنُ
الفقر والموت والثراء
هناك في مدينتي يسكن الموت بلا حياء
وهنا خلف الحدود حياة بلا حدود
تساءل الطفل الصغير
طفل الفيس بك
لِمَ ..؟ !!!
ليس لي حقٌ في الحياة
وأنا أمتلك النخلةَ والاف البراميل ؟ !