مرآة.............. / اسامة الزهيري
ربما للذاتِ صراعات أخرى
أنظرْ بقوةٍ ..
نحو تلكَ المنبثقةِ
من جَنَباتِ الضوءِ
أنها مرسومةٌ جيداً كي لا يخطأٌ أحدٌ ما
سهامَ لحاظهِ
حينَ يطلقها
أن يحاولَ أن يكونَ في الظلِ
الواحدِ ما بينهُ وبينها
كقصيدةٍ رائعةٍ
أحتسبْ :
أيها النَظّارُ في أفقٍ رحبْ
صرخاتٌ خفيةٌ ) (
حاكِ ما تودُ أن ترسمهُ كلغةٍ على مهبِ الريحِ
ثُمَ أرفعْ بكُلِّ عزمٍ
شراعكَ الأبيضْ
أمتطي ما تبقى لكَ من اللسانِ
ثم أهجرْ
رقعة الورقِ الأخيرةِ ..
لكي يأكلها (فتاتُ الذكرياتِ)
فَعلى كُلِّ حالٍ المطرُ لن ينساب كثيراً في الأيامِ القادمةِ
لأن الله أختلقهُ لكي
نزرع بهِ
ونغسل عتباتَ بيوتنا
ونطهر به صدقنا
ونعفو به عن أيامنا الغابرةِ
لا كي نغسلُ بهِ أكفانُ الموتى
والجروح
التي يستطيعُ أن يرتاضَ بها
حصانٌ جامحُ
أن تسلكَ به الريح ما طابَ لها
***
حاولْ جيداً أن تُسَدِدْ
أخر الحركاتِ في موضعِهنَّ الصحيح
وأرفع سيفكَ الممتدُ أمامكَ كي تستطيعْ أن تميزَ حقاً
بين الملوثات التي قد أصطنعها الأنسان
وبين الابتلاءات التي يرسمها الله لنا
لتغيير الطريق الترابي
الى الطريقِ المعبدِ ؟
هكذا يجبُ أن يميزَ الناظرُ بقوةٍ
نحو ملامحهِ عبرَ المرآةِ
او عبرَ نفسهِ في حينٍ أخر
عندما لا تتواجد المرآة
في المكانِ المناسب !
اسامة الزهيري