أنحنُ ؟ ... / خلدون جاويد                                               

أنحن الذين زرعنا المكارهَ في الناسْ؟

أنحن الذين شققنا العراق ثلاثة أثلاثْ؟

أنحن الذين بذرنا الشقاق النفاق المفاسد؟

أنحن النظيفون قلبا ويدْ

غدرنا بصاحبنا ياترى؟،

طعَنّا ؟ قتلنا أحدْ ؟

وفي عهد كثرتنا ماحكمْنا

وفي عهد " قلتِهم " نصّبوا

في " الأذا ـ ن " غرابا

وبغداد قد سوّيتْ بالتراب ِ وعادتْ خرابا

..........

سلامٌ سلامٌ سلامْ

لكثرتما نحتفي بالسلامْ

حصدنا المشانقْ

لأنّا نحبّ ُ جُزينا بما لانحبّ ُ

لأنّا عشقنا الحمام بُلينا بأعتى "الصقور ِ"

لأنّا حملنا السنابلَ للجائعين

أكلنا تراب السجون وبتنا وراء جدار المنافي

ـ في نقرة السلمان كان القمرْ .... يهدهدُ الطِيبَ على النائمين ـ .

وجاء الغريب فامطرَنا بالرصاص

وفي بركة الدمع طاحَ هلالُ العراق

ومن يومها الشمسُ تذرفُ دمْ

وخلف غيوم الغيومْ

توارتْ توارتْ أحبّ النجومْ .

 

..............

 

أذاكرة الناس خضراء؟

أمْ غدَتْ فاقعة ْ

وران عليها التذبذبْ ؟

ف "كاكية " مرة وسوداء اخرى

وماذا دهى الناسْ ؟

نسيَتْ أنها الجلـّنار البهي ؟

وهل مايزال بأعماقِها عشقـُها الأوليْ ؟

" كم منزل في الأرض يعشقه الفتى

وحنينه أبدا لأول منزل ِ"

ـ أم انتكستْ

في الزمان الرذيل ِ؟

 

ـ  أيا نجمة ماتزال بأرواحنا

بالسنى تلمعين :

ـ الناس في بلدي عراقيون أصْلا

هيهات أن يتبدلوا روحا وشكلا

كلا ّ، همُ النبلاء لن يتغيروا ،

بل ألف كلاّ ـ .

...........

 

أنحن الذين أخذنا الفلذات للحربْ ؟

زرعنا دموع الثواكل وردا قتيلا على الشرفات ؟

أنحن الذين أشعنا الحداد السواد

وفكر التمايز بين العباد

وفرقْ تسدْ

وفرض الحجاب

ومن إسمه لايشابه أسماءَنا يُقتلُ

ومن ليس من صلبنا يرحلُ

أنحن سواسية مثل أسنان مشط  ٍ ؟

وأنتمُ سيفٌ علينا مُسَلّط ْ ؟

ظلامٌ ظلامٌ ظلامٌ

قتامٌ

خرابٌ

وإفلاسْ .

هذا بحق ٍ زمانٌ رذيلٌ

وعهدهُ عهدُ الدناءة والانحطاط ْ.

 تعالوا انظروا مالدينا

لدينا المشانقْ

لدينا المحارقْ

لدينا المسالخْ

لدينا الدماءْ

وأين الفرحْ ؟

وجارتنا من تعادي الفرحْ

وفي عمقنا لم تعد ذرة ٌ من فرحْ

لقد قتلونا جدودا وأبناءْ

وأحفادنا عرضة ٌ للفناءْ .

 

*******

 

10/7/2014

 

*******

 

توقٌ أخير :

 

ـ لستَ "منذ اليوم لي ياموطني "!

في مهب الريح إذهبْ ياعراقْ .