(صليت وصلت أشعاري) / الشاعر نجاح العطيه             

من ذاكرة الشعر العراقي المقاوم

باقة ورود شعرية عطرة الى العسكري الاردني الغيور احمد موسى

الذي قتل السياح الصهاينة الذين استهزؤوا به وبصلاته وهو يصلي اثناء اداء واجبه في عمان عام 1997م  والذي اعتقلته سلطات النظام الاردني بعد ذلك.

 

(صليت وصلت أشعاري)

 

حدثني وجه (سليمان)* بساعة عرس الفجر

واخبرني ان الله يقاتل زيف التلمود الدموي

القابع فوق حصار الارض المنكوبة

بالغثيان الحجري وليل الغصب

العصري اللون....

حدثني وجه (سليمان) طويلا

في ساعات شهيق البرق...

وحرضني ان اشتل ورد الاصرار

وسنبلة الاشعار باوردتي...

ان اتكور قنبلة تمتص زحار الموت

بليل العسف الموتور...لكي احيا...

لاسافر حيث المجد النبوي الوضاء الابهى

لاجحفل نبضي ممتطيا ...

صهوات خيول النبأ

المكي المتجذر في ارضي المنهوبة

والحبلى بشفيف مواعيد البحر...

حرضني وجه سليمان...

وصوت القدس المذبوحة يقذفني...

رعبا ثأريا منهمرا

من عرصات سعير الشمس

وصحراء البدو الاعراب

المزدحمين على ثكنات الغبراء

ووهم اساطير القوم...

سافرت...نهارا وجهارا

قسمت شراييني هبة

لانين غصون الورد المنثور

على اضرحة  الاطفال الموؤدين

ب(تل الزعتر) و(الكرمل)...

ودماء العشق المنحورة

في (صبرا شاتيللا)...

وعيون ثكالى الشمس المشنوقة

في (بحر البقر) الاولى وشجون

ملايين الطهر الشهداء

ببغداد المنكوبة بالوغد الصنمي

العابث بالنهرين وبالقران

وبالانسان وبالقدس...

سافرت ايا هذي الكثبان

لكي احيا

وسعار الممسوخين

يذكرني لاسائل من صحب

الليل التلمودي المعتوه الاخرق

ماذا فعلت (قانا)*...

وحلبجة والغراف

وغزة والانفال...

حدثني وجه سليمان وحرضني

كي احيا ...واسافر حيث رحيق البحر

سافرت... مزقت شرود الاوراق

واحرقت ضجيج المؤتمرات

الموبوءة بالعهر...

رافقت طيور شواطيء

عشق النيل ودجلة والبردى

وانين فرات الطف

وعاشوراء الكون...

والقمر الموعود

بفيض الصبح واغنيتي

وتفتق بين الغمد

وسيف الصحو الابدي ندائي:

يا كل جنون العشق المنفي

باسلحة التزوير تعال معي...

كن قنبلتي كن اسلحتي

وهوى نبضي ومقاومتي...

كن قنبلتي كن اسلحتي

كن عرف يقيني وضميري

في ليل رياح التخدير

في قلب سموم التهجير...

كن وخز الالم الخلاق ونازلتي

كن جمر الثورة

والعصيان الغفاري باوديتي

كن سيف حسين الاحرار باروقتي

كن (حنظلة)* الموتور بعشق الارض

ودمدم قتل العسف بحنجرتي

 

 

حدثني وجه سليمان بساعة عرس الفجر

واخبرني ان النوم زحار صنمي همجي

يشربنا ويبددنا يوميا منتشيا...

ويسطرنا في نشرات الاخبار

كاسوأ خلق بشري

يرتكب الصمت بلا خجل

يرتكب الموت بلا وجل

في زمن النفط – الدولار

حدثني وجه سليمان بساعة عرس الفجر

بان الخيمة في (صفوان)* و(طابا)*

قرصان يحتكر الاوتار

يدوزنها لحساب خرافة هيكلهم

ويصول بتاج الوهم

لينتحر الزيتون بجب التيه الملعون

حدثني ان الخيمة في صفوان وطابا

موت اموي قبلي من فعل من اعتقل

الاشجار وصيرها قحطا دمويا

في شفة الحرف المستلقي

في غربة هذا الموت اللا معروف

بكل معاجم موت اللون...

وتكوكبت صدى لزلازل وعد الثار

لنبض الارض ونفح الشهداء

المنذورة للنور الفتح

وتجمهر صوت الشعر المسلول

بوهج اللفظ بكفي حرابا

تمتهن العزف على قيثارة

عاشوراء القدس

حلق فوق الشرفات المنحورة

في (شرم الشيخ) دمي

وتفجر في غزة ايقاعي

نذرا تستنطق كل جرائم هذا العصر

التلمودي المقبوح بمحكمة العشاق

وترجمها وتناثرها

وتصير هذا الولع المبهور

بشيطان النفط – الدولار

هباءا منثورا...

هذي نذري واعاصيري

تنفث في الغابات لغات

تستعمر قلب الانسان ووجهته

في محنة خلق الاشعار

فليقبر هذا العالم

ان لم تتلون اشرعة الابحار

بصحو الطين...وجرح القدس

وبدء الزحف لنسف فحيح الاعصار

حدثني وجه سليمان

وكانت ل(دلال)* ترانيم تسكن خاصرتي

نهجا وضاءا وقطوفا

من زهد رحيق الانسان

و حروفا من ايات الوعد الداني

تدعوني لاغير لون العشق

البدوي بالواني...

صليت وصلت اشعاري...

غنيت وغنت اوتاري...

لم اتبرقع بسخام الافك

وقبح (المملوك العبد)*

وصمت قطيع التيجان...

من اجلك يا قدس القران

انا الطوفان الموتور الجاني...

اطلقت قصاصي ورصاصي...

غضبا علويا في وجه القتل الوثني...

وجلق شام النصر...

وارض الطف تقاسمني...

خبز الخطوات الى يافا...

وسمو حشود الشهداء

ورهصة خصب التوق

لشهقة سيف الكرار...

 

فلتسمع (اوسلو)* دندنتي

وخشوع صلاتي وهباتي

فلتسمع (اوسلو) وقع نجيع الطف

باوردتي وشراييني وهتافاتي

هذا غيض من فيض

بريق الانسان

الراحل صوب النور بذاتي

هذا وجه الارض المنتفض

المنذور لوعد الله الاتي...

 

الشاعر نجاح العطيه

24/3/1997 م

 

الاشارات

سليمان: الشهيد سليمان خاطر مجند مصري بطل قام بقتل سياح صهاينة استهزؤوا به اثناء تجولهم في مصر عام 1985م

قانا: مدينة لبنانية في الجنوب اللبناني كان فيها موقع للامم المتحدة  وقد تجمع فيه حشد كبير من الاطفال والنساء والشيوخ اللبنانيون وقامت الطائرات الاسرائيلية بقصفهم في مذبحة رهيبة واستشهد على اثر هذا القصف الجبان عشرات الشهداء الذين كانوا لاجئين الى الموقع وذلك عام 1996م واطلق الصهاينة على هذه المجزرة عملية (عناقيد الغضب)

 

دلال: هي الشهيدة الفلسطينية المعروفة دلال المغربي احد المناضلات الفلسطينيات في السبعينيات من القرن الماضي وقائدة عملية اختطاف الباص الصهيوني بعملية (الشهيد كمال عدوان)

 

طابا : مدينة مصرية في سيناء تم فيها عقد عدة لقاءات صهيونية مع الحكام العرب.

شرم الشيخ: مدينة مصرية عقد فيها مؤتمر بين الحكام العرب الخونة وبين الاسرائيليين سمي بمؤتمر شرم الشيخ.