الشهداء يعودون ام لا يعودون ، هل من ريب في ذلك؟/ ابو حازم التورنجي
سألوني: هل للشهداء من عودة ؟
فتسألت بدوري :وهل غادرنا الشهداء ليعودوا ؟
فأن غادرونا فتلك خطيئتنا
أذ لا نستحق أمتدادهم*
**************************
جثت ملائكة في أزقة الفقراء
وتمايلت السعف و عثوق النخل
قبل الاوان بالرطب
واحتشد اطفال البصرة
بدشاديش العيد واللعب
لخطى أمرأة قادمة من زمن الخصب
كشرارة تومأ لازمنة الهجيان في الشعب
وغليان يواجه الطغيان والذبح والنهب والسلب
وزغردت ارملة تستشرف أطلالة الشهداء
لا تبتاسوا فللشهداء حضور
أبهى من تحليق طائر العنقاء
وليس كغيبوبه أحياء هم موتى !!
والاسماء ليس شظايا مطفأة من الشهب
في زمن الرماد وقد انفرط العقد
باحضان بريمر وسماسرة النفط المنهوب
وتسألت ارملة أخرى :
بنت ياسين لم تأخرت ؟
فما أنت ككل البنات، في الزمن الرخو والزغب
وكثبان الاحزان لا تستوي الا ببسمه محياك
وتوابيت الاحياء مسربلة
ولايوفقها تدليس يسار ولا لغو يمين مستعرب
مالذي أخرك بنت ياسين ؟
وصبايا البصرة حملن سفاحا لافاق ومغتصب
بفرمان الوالي الايراني وهرطقة (ثوري )متلون متقلب
تحت رماح و سيوف بني مالك وطوائف التعصب
ورؤوس الاطفال ترمى في الطرقات
بدل الحلوى واللعب
وضج الخياط مرتباكا بين
فساتين العرس واكفان الموتى
مالذي أخرك بنت ياسين؟
فلا احد سواك يبطل سجود المصلين
على قبلة المنفرطين
ولا احد سواك يقطع حبال الصمت
في افواه الخرسين
فما خلقت الا اجلد من شهرزاد
بوجه السياف ،ولغة المنطوعين
بنت ياسين هو ذا الوعد
وقد ان الاوان لصوتك ان يوقظ
خلايا البصره من عمال وفلاحين
ناموا على حلم ان الله يرزق من يشاء
بغير حساب ، لكن الله خذلهم مرتين
ومن سواك يسقي ازهار تتلقح بفكر
لا يعبأ بوعيد الجنة والنار
وخزعبلات زيف الدين
ومن سواك يلكز نواطير نيام
ملت من الجدب
وابواب المدينه مشرعة
لآفاقين بلا دين ولا حسب ولا نسب
بنت ياسين !!
اقرعي أجراس الهبة
ليفيق من يحلم بوطن حر
ان القيامه قائمة لا محال
فمن يستهين
بشعب من العراة والجياع
والمحرومين
والويل للطغاة والسراق
مثلما هو الويل للمتكاسلين
المستسلمين والمتأسلمين
بنت ياسين
مالذي اخرك فالوقت ليس طويل؟
في درب التبانة
بين المعقل وخمسه ميل
بنت ياسين تحدثي
بلغة الشهداء التي لا يدركها
امعاة مستكينين ومسلوبين
فالعالم مرهون بما جبلت عليه
من الاولين
فقد مل الجمهور طرطرة المنفلقين
وثرثرة المهرجين في اعراس
بلا حناء ولا كتاب ولا يقين
بلا عد ولا وعد ولا يمين
أجل فيك صمتا مقدسا
فنحن في زمن لا يجيد
الا لغة التدليس و النعي و التأبين
فما لي الا الصمت اجلالا
سلام لامرأة ما لفها قبر
سلاما لامرأة اسرى بها الله لهام الثريا
وما عاد في الارض لها اثر يستبين
سوى هيبة و ترنيمة اجلال
في قلوب السائرين
سلاما لامرأة نجما تدوزن لي بوصلتي
في زمن ليس لنا فيه خيارا
سوى مقارعة البغي لحكام فاسدين
*ليس تميزا او اختزالا للاسماء في قوافل الشهداء وهي طويلة وعلى مدى عمر الحزب ، وما الشهيدة عايدة ياسين أم علي هنا الا رمزا لكل شهيدات وشهداء الحزب الشييوعي العراقي