يحق لي ان احاور البلاد فيك /علي حنون العقابي
الى الشهيد الانصاري حاتم السيد نمش" ابو كريم"
يا لها من غفوة على وسادة الزهد
يا لها من رهبة لهذا المسجى في عفاف العراء الناصع
يعيد الينابيع لاصلها، ويلتحم بأسلاك الألم
مثخنا بكل هذا الحنين، يأبى ان يستغيث في ضريحه المتبتل.
من يعرف هذا الفتى النائم على قارعة اليقين؟
من يعرف هذا الذي يطرد الوحشة كلما عبرت الينا
ويدفعها براية الانشاد قبل طلوع الجنون؟
من يعرفه؟
اذن سوف اعرفكم بهذا الجسد المبارك
اعرفكم بهامة لا تنحني
بأسطورة العناد التي عاندت الزمن المثلوم
هو المدى الضارب في الكون
هو القدر الذي ارتدى هجرته ليغرس دمه في النشيد
هو الخلاص حين ينهض قبل الآوان
لكي يبقى نقيا في العهود
ماذا عساي ان اقول عن طيفك لآخر النسل؟!
وقد تركتني اضيع في ذروة فيضك
لأعانق غيابك المتوج في الحضور
يحق لي ان احاور البلاد فيك
يحق لي ايضا
ان ارسم النهار، وانا متلفع بجرحي
فأنت التؤام الازلي الذي لم ينقلب على سجيته
انت الحرف الذي قاسمني وجعي
وتوشح بهدوء في تعاويذي
من اين لك يا «حاتم» كل هذه البشاشة؟
من اين لك هذه النكهة، وانت المكبل بجعبة المواويل؟
يقينا اقمت الصلاة في محراب العراق
ثم اسست اواصر اخرى لبراكين الحب على الحدود
كبر بأسم البلاد في كل مرتفع
كبر بطبائع الوجد من الوريد الى الوريد
كبر بين الجسارات، وتقدم الصفوف بغبطة
كن كما عهدتك ايها الباسل
لم تسرق النار، ولم تفكر بأسئلة الخلود
بل كنت اول من ينهض بين العواصف
تلقي القرابين في اوج الصعود
سوف اضمك برفق ايا هذا النديم
مثلما تضم الام وليدها
لانك لم تزل تحمل لوائي، وتستدرج الأفق بضوع مترف
وحدك كنت المختلف في العصف
تعيد الخرائط وتشد مسالكها بالصبر
وحدك تستنفر الغواية نحو «بهدنان»
فيغويك مطار «بأمرني» لترتدي درع البراكين
سنبقى يا «حاتم» نغازل الجبال،
ربما تكون الجبال نجوما،
ربما يردنا الهوى لطعم الجنون
فهذا مسرحنا وقدسية الادوار
هذا شأننا، وتلك اغانينا لكل العصور
نحن معا في خاصرة العاصفة، ننافس «الخابور» بالفيض
نتنفس الحب بما تبقى لدينا من عتاد
نتقدم بشكيمة، ولا نعبأ بالرهط الكسول.