تجارب واعدة / خيون الواسطي                                 

عندما ينتشلك النص من سبات الكلمات التي جف مخزونها من كثرة الترداد ، عندما ينتشلك من حوافي المعاني التي كثيرا ماتدوّردون الوصول الى احساس متجدد ، او تجربة جديدة تكامل وجودها في اعماق الكثيرين ، ولاتحتاج الا الكشف عن مخزونها في تجليات لغوية تتناسب طرديا مع رهافتها ومكوناتها النفسية . والأنتشال يبقى العلامة الأكثر وضوحا في هذا الزمن الذي تراجعت فيه قيم الجمال والأدب الرفيع، ليس في الشعر فقط بل وفي جميع الفنون البشرية.

لم اقصد كتابة نقد عن قصائد الشاعر علوان عبد كاظم ، بقدر ماهي احتفاء بالأسلوب الذي ينهتجه في تفجير الأحساس ، وذلك من خلال التصادم البناء بين مفردات اختزنت كثافة الأحساس لتوّلد تدفقا تصويريا لم يحتسب له تهيؤ في ذهن القاريء.

الفجاءية في استحداث الفكرة الجديدة المثقلة برهافة الأحساس رغم وعورة التصادم اللفظي  هو جوهر بناء القصاءد التي نشرها علوان في الفترة الأخيرة.

في قصيدته الأخيرة " رعاف الهداهد " المنشورة يوم 2015-7-15 في عدة مواقع ،تستحوذ القصيدة على اهتمام القاريء من العنوان، حيث التجانس الحركي بين رفرفة اجنحة " الهداهد " وبين رفيف الرعاف الذي يكاد ان يكون غير منظور بل محسوس فقط. التساؤل والأستغراب يفتتح به القصيدة " اتسمع القطارات والبرق والرعد؟ ".

ويبقى القاريء يتابع توارد المعاني قبل ان يشد انتباهه تركيب الجمل والمفردات، وما تحويه من صور بلاغية تكون ذات معنى لوحدها ان هي قرءت بعيدا عن النص.

على كل حال ، يبدو ان هذه القصاءد ليست الأولى في شعره ، فقد بينت هذه القصائد رغم قلتها على ان الشاعر يمتلك تجربة ثرّة في البناء الشعري . ولو تيسر – وهذا مانأمله- الأستمرار في تطوير هذا الأسلوب ، فالأمل كبير للأحتفاء مستقبلا بشاعر حقيقي. وقد تكون العلوانية احدى الأضافات الجديدة للشعر الحديث.