الهاوية / محمد حسن الشرقي                                      

لاتطمعوا بالكهرباء فأنهُ 
ترفٌ يذكركم بدنيا فانية 
فنبيكم قد عاش كلَ حياتهِ 
في ضوءِ فانوسٍ حياةً راضيه
لم يقتنِ في بيتهِ ثلاجةً 
او صحنَ دشٍ في سطوحٍ عالية
لم يعرف التبريدَ في قيظِ اللظی
كانت مهفتُه لذلك كافية
ماذا دهاكم هل نسيتم حيدراً 
قضی لياليه ببطنٍ طاوية
وخذوا ابا ذرٍ مثالا عندما 
يختار من خشن الثياب البالية 
فاخشوشنوا حتی تدومَ بعزةٍ 
نعماؤكم ودعوا الحياة كما هي 
المترفون سيصطلون بنارها 
والمعدمون لهم جنانٌ زاهية
لاتتركوا النسوانَ تُظهُر اعيناً
حوراً لترشقنا سِهاما حامية
لغةُ العيونِ اشدُ فتكًا بالوری 
من كلِ اسلحِة العدوِ الغازية 
فاللهُ ماخلقَ النساَء لفتنةٍ 
خُلقت نساؤكمُ لغسلِ الآنية
لاتنشدوا التغييرَ فهو حماقةٌ 
ماذا جنيتم من زوالِ الطاغية 
اذ راحَ صدامٌ وخلفَ بعدهُ 
مليونَ صدامٍ بنفسِ القافية
قد بدلوا بنطالَهم بعمامة ٍ 
و كووا جباهَهُمُ فكانت قاسية 
لاتُزعجوا حكامكم بمطالبٍ 
ناءت بها حتی الجبالُ الراسية
الغازُ والبنزينُ شرٌ مطلقٌ
لم تستقم بهما بلادٌ نامية

لاتثقبوا الاوزونَ فالارضُ التي 
ترثونها ام ٌ رؤوم ٌ حانية
لاتركبوا سيارةً بدخانها
تتلوثُ الاجواءُ وهي الصافية
ما ضرَ أن تطئوا الحميرَ فأرضُكم
ملأی باصنافِ الحميرِ الغالية
من سادةٍطبعَ الوقارُ وجوهَهم 
فاقوا به حقاً وقارَ معاوية
وادعوا دعاءَ الافتتاح فأنهُ 
سيزيدكم حتماً غنیً ورفاهية
واتلوا دعاءً للثمالي الذي 
لولاه ُمابقيت لكم من باقية 
ودعا كميلٍ قد يقيتُ جياعَكم 
لو انهُ يُتلی بروحٍ سامية
هيا الطموا يا سادتي وتطبروا
هيا اهرقوا هذي الدماء الزاكية
لم يخلق الرحمنُ أجملَ منظراً
من لاطمينَ علی صدورٍ عارية
لاتجعلوا الموبايل يُفسدُ عيشَكم
باغٍ أتاكم من بلادٍ باغية

واستبدلوه بسبحةٍ حبّاتُها 

تومي لخيباتٍ لكم متتالية
عاشورُكم ملأ الشوارعَ(قيمةً) 
رمضانُكم ملأ البيوتَ (زلابية)
ومواكبُ العَزَواتِ تَتْری كلما 
مرَت مناسبةٌ تُفرّخُ ثانية
فَلِمَ التذمرُ والحياةُ رغيدةٌ
وعلائمُ الفرحِ المميزِ بادية
هذا العراقُ و هذهِ مأساتُهُ 
إنَ العراقَ يسيرُ نحوَ الهاوية