حمامة / نجم خطاوي
نغمات هديلي
صارت وشما
في ذاكرة أطفال المدينة
من صفاء نياتي
وألوان قميصي
تلونت أعالي السطوح .
أنا الحمامة الوديعة
من سر حكمتي
تعلمت المدارات
معنى الحرية .
من رفرفات جناحي
تشكلت بدايات السمو .
في كل المواسم
كنت الصاحب السمير
لشجرات حدائق الناس .
من تحت
ظلال غيماتي الداكنة
من سمائي الهائلة
نثرت فوق أرض الله
ودون ثمن
رسائل الحب والبهجة .
أنا الحمامة الوديعة
مكثت طويلا
أسيرة لهذيان التحنيط
في طوق الوحشة
موشحة بالحزن
أندب سوء طالعي
ومكائد طقوس الطيش
في ساحات المدن العريضة .
لم يعد لي من خيار
صمتي جروح نازفة
أدمت ريشاتي الناعسة
سجني مسامير صدئة
مزقت مهجة الوثوب
في رحلة السمو .
من هذه اللحظة
سأعلن عن
صرختي المجلجلة
وسأسمع العالم
هدير جناحي .
ولن يكون باستطاعتكم
ولو لمرة
مواظبة خنق حروفي
وحجب احلامي .
وستعجزون بالتأكيد
من حبس أناشيدي
في قفص هرطقتكم
ودهاليز مكركم .
أنا الحمامة الوديعة
سأعود محلقة كالهيبة
في فضاء شوارع المدينة
وسأسمع أطفال الحارات
نغمات هديلي
وسأكتب بهمسات الحب
نشيد البلاد الجديدة.
ستوكهولم السويد
ظهيرة الأحد 9/8/2015