في مسرحية القربان - ناهدة الرماح.. "زنوبه" .. / أكرم الخاطر

كالعادة، كان الكل متلهفا لمشاهدة عرض مسرحي جديد لفرقة مسرح الفن الحديث، والتواصل مع عالم "غائب طعمة فرمان" الروائي، ومع كبار الفنانين العراقيين، وقضاء أمسية ثقافية "دسمة"، مع والنص والحوار والاخراج والتمثيل.

المسرحية هي مسرحية القربان، مأخوذة عن رواية رائعة بنفس الاسم للروائي الكبير غائب طعمة فرمان، والمكان هو مسرح بغداد، والزمان هو الأول من شهر تشرين الأول عام 1976.

لم يدر بخلد أحد، أنه سيشهد واقعة مؤلمة لاحدى أشهر الفنانات العراقيات، ولم يعرف أحد ما كانت تعاني منه الفنانة الخالدة ناهدة الرماح، من صداع كبير اضطرت على اثره الى الذهاب الى الطبيب الذي نصحها بمراجعة طبيب العيون، والأخير نصحها بعدم الذهاب الى المسرح، والخلود للراحة التامة، لأن هناك بداية فصام في شبكية عينيها.

ورغم تحذيرات الطبيب، أصرت الرمّاح على الذهاب الى المسرح لتقديم العرض.

تقول الكبيرة "ناهدة": وأنا على خشبة المسرح، ومع كل مشهد، كنت أحس بأن النور يتلاشى شيئا فشيئا، وفي المشهد الأخير فقدت البصر وشعرت بأني أسير في ظلام دامس، لكن صيحات الجمهور "عيوننا فداك يا ناهدة" بددت ذلك الظلام.

لم يعرف أحد وقتها أن مخرج المسرحية الراحل فاروق فياض كان قد طلب منها تأجيل عرض المسرحية بعدما لاحظ ان ارهاقا غريبا ينتاب الرماح قبل بدء العرض بأيام لكنها رفضت وقررت تقديم العمل في موعده!

 توقف العرض لمدة أسبوع، بعدها تم ترشيح الفنانة إقبال محمد علي لتؤدي دور "زنوبة"،  في المسرحية.