دقات قلب / نجم خطاوي                                

حين لاحت الفريسة

بدى الأسد

مثل أرنب مذعور

في انتظار قفزة مجهولة

.....

حالماً بدفء الشموس البعيدة,

أنصت في دهشة

لجاري السويدي

يحدثني عن متعة غريبة

جولة دراجة في طقس ثلجي

.....

يا للخسارة !!!!

الحدس لم يخبرني

عن صانع العسل صاحبي

وكيف كان

من فصيلة الأفاعي

.....

وسط الحروب والفواجع

عند حافات الذعر والخيبة

معلقاً بين حلم اللا جدوى,

والآمال العريضة ضاعت ...

بعامي الستين

سأحتفي بعد عام

.....

وطني البعيد

الرحلة طالت حد اللعنة

كيف الوصول اليك

خلفي بحار وحدود

شمالي قطب ووحشة

تباعدني عن شموسك

محيطات وموانئ

غابات وصحاري

دروب دون نهايات

وحدود لا تحصى

كيف الوصول إليك

قدماي واهنتان

والشيب غزا رأسي كالاميبيا...

.....

شكراً للوطن الأول

قاسمناه اليتم والتشرد

العوز والخسائر

وأورثنا الحزن

والأحلام المستحيلة.

شكرا للوطن الأول

الغير معني بشؤون الأبناء

.......

مهنتي الجديدة

موزع بريد في DHL

كل صباح

أعوم وسط الطرود

ورائحة الرسائل

باحثاً عن طرد ما

أو رسالة عابرة

تخبرني عن حبيب

ضيعته في العاصفة ..

.....

تقول الحكمة:

السائر خلف البغل

لا يسلم وجع الرفس

المصيبة يا صاحبي ..

كيف سرنا أعواماً كثيرة

خلف بغال هائجة ...؟؟

......

وطني البعيد القريب

هذا العراق العجيب

كيف لي حل طلاسم راياته

أخي يحثني صوبه

صاحبي يحذرني

من عبوة قاتلة

يكتب لي:

لا تقدم الحرائق في كل مكان.

زوجتي تقول تمهل

البلاد غير صالحة للعيش

ابنتي لا زالت تحلم

بالجنائن المعلقة

رحل الجد ثم الجدة

وهي في لجة الانتظار.

وأنا في كومة تشابك الحروف

أحاول ترتيب كلماتي المبعثرة

لعلي من بوصلة

توصلني صوب السدة

هناك عند جرف النهر.

 

 ستوكهولم 14 كانون الثاني 2016