جاءوا فهاجرنا / فضيلة مرتضى                             

أقسم بأني

هجرت أرضي لأني_

 من جنون الحرب_

أستريح

لانواح ولاعويل

لابكاء على قوافل

الراحلين

أهرب من النهارات_

الكئيبة

والهواء الملوث بأنفاس_

الفاسدين

أحلق في سماء الحرية_ 

مع الطيبين

أطير بجناحي ملائكة_

الى المساكن الخالية_

من القبور

أنام بأسترخاء_

أستيقظ مع الذين في أفواهم_

أغصان الزيتون

:

شواهد تشهد_

بأن أحلامي نهبت_

وحريتي أعتقلت

الشرفات أثقلتها_

 الرايات السود_

وأحجبتها

وأعلام الزيف_

وصور غليظي الوجوه_

شوهتها

صممت أن أكون مهاجرآ_

لأعلق الزهور على شرفتي_

وأتحرك براحتي

لأستعيد أنسانيتي المفقودة_

أهرب من هاويات المقاصل

أنقذ آخر رمق لهامتي_

من سيرك وسط الجحيم 

:

كل سنين عمري_

حملت أثقالا من حجر الهموم

وأمتلأ رأسي بالكوابيس_

تنثر في تلافيف عقلي الرعب

تعودت على الخافتات من الكلام_

أسمعهم يرددون أغلق الباب_

الرياح الهوجاء لاترحم

سفننا لاتوصل الى الشاطئ_

جاءوا بالذباحين

:

جاءوا حفاة_

من ثقوب المزابل_

على عجلات الغزاة_

يدوسون على الزهرات_

النظيفات

يصرخون_

كونوا عبيد_

تلفلفوا بالسواد

فتحوا للفتنة طريقآ_

شق جموع الأحرار

عابثون_

رجال عابثون

يحفرون في شعاب القلوب_

لينزف الألم

هواء المدينة تلوث بأنفاسهم_

أختنقت الطيور_

هاجرت

لم تر الشمس عبادها_

شدت رحالها

ومن شواظي حرائقهم_

ذابت الفتية كالشمع_

تسطحوا على الذاكرة

:

لم تكن مصادفة قدومهم_

جاءوا من رصاص ونار_

دخلوا ضلوع الشيطان

تقاطرت طعناتهم_

ومن هولها جفلت_

الأمم

:

كف السطوة حملهم_

رعاهم وكبرهم

أسنان الذئب حط على_

أسنانهم

والحرائر جفلت_ 

من وقع أقدامهم

أفق هناك_

ثارت ثائرتها_

فتحت صفحات الدفاتر_

فكتموا أنفاسهم!!

أقلام سطرت ظل الكوابيس_

في عصرهم

أنتظرت مع المنتظرين_

صهر أصلابهم_

فطال الأنتظار_

وثقلت الأحجار

فأقسمت أن_

أرافق  الطيور_

في هجرتهم

أفتش عن أرض وغرباء_

يحتضنون كل ما أملك_

من أمنيات على أرضهم

أشم عبير الحياة_ 

حين تنطلق كركراتهم

مافقدته في أرضي_

وجدتها في أرضهم

08/04/2016