بدرٌ على دجلةٍ ... / خلدون جاويد                                    

بدرٌ على دجلةٍ بالنور ينسابُ

عمراً حلمنا بهِ

والحلمُ كذ ّابُ

طالتْ منافي حنين ٍ، كالسرابِ غدا

عراقنا

لاشبابيكٌ ولا بابُ

تبا ً فهذي قلاعٌ إسمها وطنٌ

يحميه وغدٌ

وسادِيٌ وصَلاّبُ

أدنيه في الحلم يُقصيني وأحضنـُهُ

شوقا فيدفعني زجرا ً

ويرتابُ

أبكيهِ مثلَ يتيم ٍلاملاذ َ لهُ

لا ملجأ ٌ  راحَ يأويهِ

وأعتابُ

أنى تلفـّـتّ ُ صحرى لاسرابَ لها

أنى توجهْتُ

أجلافٌ وأغرابُ

يامهجرَ الموت قد ضيّعْتَ لي سبلي

يامُهلكي ،

مالنا أهلٌ وأحبابُ

بعد العراقيْن ِ مالي في الدُنى أحد ٌ

 

فلا نخيلٌ ولا نهرٌ

وسيّابُ

لم يبق لي غيرُ تذكار ٍ يرمّضني

دمع ٌعلى وجنتي

يجري وينسابُ

والشعبُ تطحنهُ الويلاتُ لا املٌ

بسعدِهِ

فهو نوّاحٌ وندّابُ

والله لم يلتفتْ عطفا ًالى وطن ٍ

إنْ كان أذنبَ

إنّ الله َ توّابُ

لمَنْ يشيح بوجهٍ عن كوارثِهِ

فلا صلاة  ٌغدتْ تجدي

ومحرابُ

وللمنائكة ِالابرار ِ فلسفة ٌ

تقضي بأنْ يغتني

لصٌ ونهّابُ

" والمؤمنون " جميعا دونما شرف ٍ

عن الفضيلةِ

والايمان ِقد تابوا

والعلمُ محضُ خرافات ٍوأدعية ٍ

والدينُ قتلٌ وتفجيرٌ

وإرهابُ

ساد النواحُ

فلا كأسٌ ولا وترٌ

بل أقفرتْ حانة  ٌ مُذ ْ ماتَ زريابُ

يا جنة الخلدِ يا بغداد

قد ذهبتْ

أزمان ُمجدِك فالأفذاذ ُ قد غابوا

ولم يعدْ من أزاهير ٍ

على فـَنـَن ٍ

جواهريٌ وسيابٌ ونوّابُ

ولا "كريم ٌ" اذا ينمى ،

ففي دمِهِ

من العراقة ِ في النهرين أنسابُ

تسمو نيافتـُهُ

عن أعْجَميّتِهمْ

وما حوى ، من أفاعي حقدِهمْ ، غابُ  

عصرُ انحطاطِكِ هذا ،

إترعي وجَعا ً

ففي دنانِكِ أسقامٌ وأوصابُ

لتكرعي من ذعافِ السُم ،

قد رُفعَتْ

الى شفاهِكِ  يومَ البَيْن ِأنخابُ

عصرٌ برمتِهِ يُدعى

مُسيلمة ٌ

وغدٌ ـ دنيءٌ ، ودجّالٌ ، وكذابُ

 

*******

 

ـ " استعملت الأسم مسيلمة الكذاب بالإفتراض السائد عند العامة وإلاّ فهناك آراء أكاديمية معتبرة أخرى " .

 

14/7/2016