مناديل ورقية / محمد حسن الشرقي                           

مناديلٌ من الورقِ      ستبقى مصدرَ القلقٍ

لقد أودت بسمعتنا       كحكمٍ عادلٍ ونقي

فدولتُنا غدت نهبا          لأفّاقٍ ومرتزقِ

أطفلٌ أنتَ أم قدرٌ؟      غدا ينسلُّ في الطرقِ

تنافسُ جوقةَ السرَّاق؟    يالكَ من فتىً َنزقِ

أما تخشى دعاةَ الخير     بين مجاهدٍ وتقي

وهذا المجلسُ الأدنى     بدا في غايةِ الحنق

على قومٍ قد إنزلقوا        بِنَا في أيّ منزَلَقِ

أتسرقُنا مناديلاً؟            لقد بالغتَ بالسرَقِ

أمحكمةَ السماوةِ قد     أشعتِ العدلَ بالأفقِ

فبَرّئتِ (ابنٓ سودانٍ)      بكلِ سلاسةٍ ورُقي

وجرّمتِ الفتى الجاني     كطفلٍ حاقدٍ وشقي

يشوّهُ سمعةٓ الفضلاءِ     أَهْلِ الدينِ والخُلقِ

ويحسدهم بما فيهم     لنهبِ المالِ من شَبَقِ

فملياراتُهم جُمعت     بفضلِ الحاكمِ الحٓذِقِ

وفضلِ عمائمٍ للنهبِ      صارت خيرَ منطَلَقِ

ومظلوميةٍ سلَفت     أتت كنزآ على طبَقِ

أتحرمُ أدعياء الدينِ      من كسبٍ لهم غَدِقِ

فقد ضحوا وقد بذلوا     عظيم الجهدِ والعرقِ

ليستولوا على أموالِ        شعبٍ صامتٍ قلقِ

تنافسهم بما جُبلوا      عليهِ أأنت في حمقِ؟

لقد شَوّهتَ سمعتَنا      بِرَب  النَّاسِ والفَلَقِ