تَوَجُّس / الدكتور ابراهيم الخزعلي                                          

إستيقظ صباحا كعادته ، فرآها ليست كما هي ، كانت تتأمل، مع حزن شفيف  يشوبها، فيما الغيوم المدلهمة  تحجب السماء تماما، إلاّ فسحة صغيرة  تخللت  منها الشمس لتبعث رسالة حب صباحية  اليها ، وهي تركن في زاوية  من النافذة .

شيئا فشيئا راح يدنو منها ، وقبل أن ينحني ليشم عطرها ، إمتدّ قلبه من بين أضلعه اليها ليدرك كنه كآبتها ، فاستشف  خلجاتها ، تقول له ، ان عالم غربتك الضيّق الذي يعدّ أنفاسك ، كالأناء الذي أنا  صُلبْتُ به ، معزولة عن عالمي الذي ولدتُ فيه ، النهر والشجر والفراشات والفضاء الرّحب ، بينما  هو يصغي الى هسيس احاسيسها ، وإذا بصوت  ينطلق من داخل القفص المعلق على الجدار  قائلا : وأنا كذلك . وساد التأمل جو الغرفة!

 

موسكو

2.02.2017