حمامة لو غراب ؟ / د.هاشم عبود الموسوي
من أين جاء المثل الشعبي الذي نستعمله اليوم
عندما توقف المطر ، وعلقت سفينة نوح بقمة أحد الجبال ، إنتظر نوح عدة أيام قبل أن يغامر بالنزول ، وأراد أن يعرف هل أن اليابسة قد ظهرت أم لا ؟ ! فأرسل الغراب كي يكتشف له ذلك ، وطار الغراب ، و أثناء طيرانه راى جثة حيوان طافية كان قد غرق أثناء الطيران ، فنسي المهمة التي أرسل من أجلها ، ودنت نفسه الى تلك الوليمة غير المتوقعة ، فنزل فوقها ، وبقى هنالك يأكل منها !! وطال بنوح الإنتظار ، فأرسل حمامة في أثره ، وبعد سويعة عادت الحمامة وهي تحمل في منقارها غصن زيتون و طين في رجليها !! ففرح نوح بها ، وعلم أن اليابسة قد ظهرت !! وتثمينا منه لإخلاصها ، وللبشارة التي جاءت بها ، لف غصن الزيتون على رقبتها كالقلادة ، ولذا ترى حتى اليوم طوق أخضر يطوق رقبة الحمام !! ودعا لها أن تعيش في أمن وسلام !! وأصبحت الحمامة تعيش مع البشر في مساكنهم وحولها ، وهم يستبشرون بطلعتها ، أما الغراب فإنه لما عاد شم نوح رائحة الجيفة في منقاره ، فدعا عليه بالخوف والفزع ، وهكذا أصبح الغراب طالع شؤم ، ويسكن بعيدا عن البيوت خجلا من فعلته .
ويضرب مثلنا أعلاه للشخص الذي عاد من مهمة ما ، وهل نجح في مهمته أم فشل فيها ، فإذا قال : حمامة ، فأن ذلك يعني النجاح ، وإذا قال : غراب ، فأنه يعني الفشل .
---------------------------------------------------------------
*( من الأساطير ذات الطابع الديني )