مُسافر الى العراق  ؟ !!!!!/ خلدون جاويد

" قصيدة مهداة الى صديقي الغالي إبي ناتالي الذي سافر الى وطننا الملبّد بغيوم الموت السوداء السامة ، والملغومة أرضه بالعبوات وشوارعه بالمفخخات والمثخنة لياليه بالكواتم . كيف لا أضع يدي على قلبي وتلازمني العبرات حتى عاد صديقي  سالما ! . "

ناحَ الحمامُ على العراق وحوّما

وعليك َ قلبي حامَ ياقمرَ السما

سافرْ ! الى الزوراء ناطحة ِ البكا

سافرْ الى بغداد عاصمة ِ الدما

حاذرْ ابا ناتاليْ من بلد ِ الضنى

وتوقّ َ مأفونا وجانفْ مُجرما

شعبٌ برمّتِهِ هناك تيـَتـّما

وتضعضعتْ أركانـُهُ وتحطـّما

وبه الأصالة ُ في الحضيض تمَرّغتْ

والمجدُ في مستنقع الذلّ ارتمى

وطنٌ خزائنـُهُ بكفّ عدوِّهِ

بلْ راحَ يسرقُ قوتـَه حامي الحمى

أرأيتَ شعبا بعد هتكِ نسيجِهِ

شعبا على جَلاّده ِ مُترحِما

حاذرْ أبا ناتاليْ من عَبَواتِهمْ

واخشَ المسارَ مُفخخا ومُلـَغـّما

جثثٌ على مدّ الشوارع ! احْتسِبْ

فمصبّــُها دمعٌ ومنبعُها دما

"إنشودة المطر " الحبيبة ُ! خيبة  ٌ !

 زخـّتْ جُذاما ، أمطرت ْ عِللا ّ! عمى !

ومعوّقينَ ! مُيَتـّمينَ ! ، أراملا ً

قد فايَضـَـتْ بدموعهنّ  الأنجما

فـُطـِرَ العراقُ على البلاء  ِولم يزلْ

منذ الخليقةِ بالفواجع مُتخما

لولا العزيز : أبا ، وأما ، لم نزرْ

وطنا ًبإحراق البنين مُتيّما

إحذرْ عراقا هاربا ًمن ذاتِهِ !

متناثرا ًمتشردا ً متشرذماً

عجبي على من راحَ يولجُ رأسَهُ

في جوف محرقة ٍ ويخرجُ سالما

بَطـِـرٌ "ابو ماضي " يقولُ له ابتسمْ

أنقولُ للثكلى بأنْ  تتبسّما ؟

ساقول إغضبْ ، حطم القيدَ الذي

أوهى بعنق الشعب ِ ، حَررْ معْصما

سأقول قــُمْ من حفرة ٍ كن راية ً

حمراء في كفّ اللهيب وسُلـّما

جرذانُ طهران اللئآم ادْحرْهُمُ

وانصرْ عراقــَك ، ماخـُلقتَ لِتـُهزما

إصرخْ بوجه "اللآت " أنه مجرمٌ

واقلبْ عليه الأرضَ وانتزع السما

مهما قضى في سجنه  أوقبره

فابن العراق الفذ لن  يستسلما

لن ينتمي للمرشد الأعلى ولا

يوما بأمريكا تمسّحَ واحتمى

هو بالعَراقة سومريا ً يهتدي

هو بالمسلـّة بابليا ً قد سما

هو عاملٌ ، وشمُ العراق بزندِهِ

بالكدْح قد نصرَ الفقيرَ المُعْدما

ونصيرُنا الفلاّح للشمس انتمى

صلّى النخيلُ على يديه وسلـّـما .

*******

29/10/ 2013