نشيد وسِتُّ لواحق / سامي العامري
نشيد من ستة مفاصل
النهرُ يستدعي خطاك ليزدهي
يا أيها الموعودُ منقدرٍ بهيْ
قد تترك العمرَ الجميل لمطلبٍ
وتُطلُّ من أبديةٍ مخمورا
وتمرُّ من قربي شذاً مغرورا
*
أمي صلاة الطير في حضن الشجرْ
وعلى ملامحها الجمالُ قد استعرْ
واليوم باعدََنا المدارُ كما الصدى
إن كنتُ لا أروي لها خطر الحنينْ
ستموت شوقاً كلما اختمر العجينْ !
*
حييوا السلام وسادةً للغيمِ
فالقَطْرُ أحرى بالتقاط الحلمِ
حلمي أنا الإرهاق لا أصبو له
حتى أرى وطني المُحبَّ نهارا
نخلاً يذيعُ أصابعي جُمّارا
*
قالت أحبك أنت فالحب انجلى
في حزنك الفتان درساً أولا
ما ذلك اللثغ الحميم ؟ كأنما
في القاعِ ظلك مثل جسمك يغرقُ
وسويةً أنا السواحل نشهقُ
*
ياليت حبك شاهقٌ مثل النجومْ
لا مثل موعد خائفٍ ممن يلومْ
هي قُبلة أنهي بها حَرَّاً سرى
ودعي كلامَهمُ ليفضحَ من يلوكْ
أنا لو رغبتِ سأشتريك مع الشكوكْ !
*
أنت الصديق النادر المتفرّدُ
وهمُ لغير عدوهم لم يسجدوا !
ماذا تقول لشِركم يا خافقي ؟
لهمُ الصديق كأي فردٍ يُرتشى
وأنا صديقي في الفؤاد وفي الحشا
ـــــــــــــــــــــــ
أللواحق
ـــــــــــــ
عن الفيضانات الأخيرة مع الإعتذار للسياب الرائع :
ــــــــ
دروبكَ الوسخةُ والبيوتُ والحجرْ
وغصةٌ عند مجاري الماءِ
واختناقُها بالزيت والوبرْ
متّفقاتٌ كلُّها على دم البشرْ
مطرْ
مطر ْ
مطر ْ!!!
*
إرجعْ يا وطنَ الثوراتْ
إرجعْ يا حرفاً شمسياً
تحضُنُهُ الظُّلُماتْ !
*
تبَّاً لدمعي كم يسيلْ
دُرّاً وياقوتاً ومرجاناً ويحسبُهُ قليلْ
قد ذاب فيها
رافضاً عن حُبِّها رَغم المساوىءِ
أيَّ ندٍّ أو بديلْ !
*
كأني لم تفارقْني طِباعي
فحقلي دفتري أبداً
وعرفُ الديك ممحاةٌ
على رأس اليراعِ
وعشتُ لأُكرمَ الخيلا
وليلاً ألتقي ليلى
وما للفجر داعي !
*
الشتاء ُيخوِّلني بالسهرْ
تجيئين .. لا
تجيئين .. لا
تجيئين .. لا ، بل بلى ...
وأطلتُ النظرْ
وأتيتِ كلحن ضرامٍ
فيا جسداً
سيجفُّف بالشوق كلَّ المطرْ !
*
أنا راحلٌ نحوي غداً ،
نحو احتراقات المسافةِ
والمسافةُ خلف ميلادَين تَعرى
أنا راحلٌ
أهديك أشعاري شذاً
وجميع أنفاسي كذكرى
ـــــــــــــــــــ
برلين
شتاء ـ 2013