التحالف الوطني .... / د.علي عبد داود الزكي

(1)

ازمة التظاهرات في المناطق الغربية والتي جاءت ردا على اعتقال حماية وزير المالية واستمرارها لاشهر. ان الازمة ولدت من رحم عٌقد الماضي والهسترة الفكرية للبعض ودعمت من قبل اطراف خارجية حالمة بتمزيق العراق تستند الى اسس طائفية لعنصر تميز بانه يمتلك السلطة لعقود او قرون طويلة ولازال يحلم قادته بان يسترجعوا السلطة ويحلموا بتكوين اغلبية هجينة انتهازية ويحصلوا على دعم تركي (سلجوقي) لغرض رسم خارطة جديدة للمنطقة واجتثاث فكر ومعتقد من المنطقة بمؤامرات كبرى لازلنا نعيش الحلقة الاولى منها. نسمع يوميا مطالب ومطالب ... ومن يطالب؟ وماذا يريد؟. غريب ما نسمع الكل يريد العراق ويريد النظام والقانون والامن والحرية ...والخ من قيم التحضر والانسانية ولكنهم للاسف اغلبهم لا يرفعون هذه المطالب الا كشعارات فارغة دون ايمان ومعرفة حقيقية بما تعني. سمعنا مرارا وتكرارا طلبات البعض من هنا وهناك من الحكومة بتنفيذ مطالب المتظاهرين الذين هم جزء من الشعب العراقي ولم ينتبهوا الى مطالب الغالبية العراقية الصامتة التي ان صرخت ستهز عروش المنطقة ككل قد يظن البعض ان الصامت ضعيف. لكن ان تحرك الصامتين بقدسية الانتماء المعتقدي فانهم سيكونوا تسوانمي سيغرق اوثان الغباء العربي الوافد بارهابه الارعن. الكثير من المطالب مشروعة حول هفوات هنا وهناك وتقصير حكومي هنا وهناك وهذه الهفوات تحصل في كل بلدان العالم حتى المتحضر منها ولكن الغريب ان الكثير من المطالب ضبابية وغير واضحة مثلا اطلاق سراح الابرياء وهل يوجد انسان وطني شريف يرضى ان يعتقل بريء. لا نعرف هنا من هم الابرياء هل هم قائمة محددة الاسماء ام ان الابرياء مقصود بهم من ينتمون الى فئة؟ او طائفة ما؟ ام ان الابرياء الذين لم يساهموا لا بقتل ولا تفجير وما الى غير ذلك من اعمال ارهابية؟ من الذي يحدد البريء؟ هل المظاهرات هي التي تحدد من هو بريء ام لا؟

يجب ان يكون هناك قانون ونظام متفق عليه من قبل الحكماء والقانونيين وفقا للاسس الانسانية والحقوقية يتم وفق بنوده تحديد من هو البريء ومن هو المذنب وهذا هو القانون العراقي الموجود حاليا وبكل الاحوال هذا القانون رغم كل الخروقات هو افضل مما كان عليه في زمن الطاغية المقبور. فليس من حقي وحق اي انسان ان نقول فلان بريء ام مذنب فهنا يجب ان نعطي صورة واضحة لما نريد فماذا نريد فعلا هل ما نريد الخير ام دفع العراق الى مفترق طرق خطر؟ ان ازمة الاستهانة بالقانون وعدم احترام وحدة العراق يبدو بانها ستنتهي بعد ان توجه الجيش العراقي الوطني الشريف لفرض الامن والامان في الاماكن المضطربة هنا وهناك على ارض العراق. لم نرى مظاهرات مستمرة تدافع عن حقوق الابرياء وذوي الشهداء وضحايا التفجيرات والاعمال الارهابية وهذا قفزا على حقائق التاريخ لحقبة طويلة من عصر العراق الحديث وقفزا على الواقع الحالي الذي يراد له ان لا يظهر بشكله حقيقي. وللاسف راينا سياسين يدفعون باتجاه التازيم ويدفعون باتجاه التطرف وكانهم لا يمثلون الا طرف مدافع عن الارهاب ومدافع عن اجرام الماضي وكانهم في حالة حرب واستنفار ضد العراق الجديد بينما السياسي والبرلماني والوزير والمسؤول والحاكم المفروض انهم يمثل كل العراقيين بالحق والعدل ويعمل على التهدئة.

ان المصالحة الوطنية تخص السياسيين فقط كلام غير دقيق ومن يقول هذا واهم فعلا وهو بعيد عن المشكلة ومسبباتها ولا يمتلك رؤية حقيقة للحل. لو كانت المشكلة مشكلة سياسين لما تم تحشيد المكونات الشعبية باتجاهات طائفية وعرقية مختلفة كما ان هذه الثقافة موجودة وليست غريبة ولا وليدة الظرف الحالي وانما هي فتنة نائمة منذ عقود ان لم نقل منذ قرون. ان التاريخ في طياته الكثير الكثير من الماسي وكانه يعيد نفسه باستمرار بحلقات الم مكررة لابشع صور الطائفية من يريد ان يعرف ويتنور بهذا الموضوع ليقرا اجزاء كتاب المرحوم علي الوردي ؛؛لمحات من تاريخ العراق المعاصر؛؛ سيفهم بان مكونات الشعب العراقي ذات ايديولوجيا مختلفة ومتناقضة وهذه التناقضات تجعل من الطائفية قنبلة موقوتة ممكن ان تنفجر باي وقت. وهذا فعلا ما حصل ويحصل باستمرار في تاريخ العراق في قرونه الاخيرة. لذا ان اطلاق كلمة مصالحة هي كلمة خاطئة لا يمكن ان يتم القفز فوق حقيقة الانتماء القدسي للانسان العراقي. اذن الحل لا يكمن في المصالحة الشكلية فلا يوجد ما يتم التصالح عنه وانما نحن بحاجة الى  ترسيخ قيم تقبل احدنا الاخر نحن بحاجة الى استنهاض الروح الوطنية العراقية بقدسيات اعلى واهم من اي قدسيات اخرى ليشعر الانسان العراقي بان عليه ان يتقبل باحترام قدسيات جميع ابناء الوطن. لم يظهر مفكر ولا كاتب ولا سياسي يطرح رؤية جديدة لتناول الموضوع من وجهة نظر تربوية تستنهض الهمم وترسخ مفهوم القدسية للوطن العراقي للعربي والكردي والاشوري والشيعي والسني والمسيحي بقدسية انتماء للامة العراقية متجاوزين فيها ثانويات الانتماء المحدودة الاخرى.

(2)

ان الارهاب والقاعدة عبثا بالعراق سنوات وسنوات ولازال لهما اذرع واعوان هنا وهناك من ارض الوطن العراقي وهذا يعني بان لهم كيان ووجود حقيقي وخطر. اذن يجب ان يكون هناك حاضنة له وهناك من يموله ومن يقوده لنسال اذن من يقود هذا التشكيل نسال قادة المظاهرات هل يمكن ان يحددوا اسماء وقيادات محلية واضحة لهذا التنظيم المدعوم من قبل دول الاقزام العربية وعلى راسها القزمة قطر الاسرائيلة ام ان القاعدة تشكيل شبحي لا وجود له؟ ليحدد مسؤولي المظاهرات من هم قادة القاعدة والارهاب ليتم اجتثاثهم والقضاء عليهم. هل يستطيع قادة المظاهرات ان يقدموا برنامج عمل واضح للقضاء على الارهاب بشكل نهائي ام انهم يدعمون فقط تبييض السجون. هل ان الارهاب في العراق اصبح امر واقع ولا يمكن ان يحاسب لان قادة الارهاب اشباح لا وجود لها. ان الازمة التي مرة بها العراق خلال الاربع اشهر الماضية حددت عدد من النقاط المهمة وهي:

  1. بروز الازمة بوجه طائفي مقيت وحصل التفاف كبير ادى الى تحفيز الجماهير للهتاف بشعارات طائفية.
  2.  ان الازمة برز من خلالها فشل المحاصصة في ادارة البلد.
  3. ان النظام المؤسساتي للحكومة ظهر بانه غير متماسك وهش لو لا صبر وحكمة البعض لانهارت الحكومة ولانزلقت البلد في حرب اهلية مدمرة.
  4.  ظهرت الكتل السياسية الاساسية متنافرة وفاقدة الثقة ببعضها البعض.
  5. ان الكثير من القادة والنواب خرجوا بقوة لدعم الخروج على الحكومة باسلوب همجي ومسلح في بعض الاحيان دون ان يهتموا بشي اسمه نظام وقانون ودستور. اضافة الى ذلك فان رئيس مجلس النواب ايضا كان هو الاخر من بين المهاجمين للحكومة وكأن الحكومة لم تخرج من رحم البرلمان وكأن الحكومة لا يمثلها الا المالكي.
  6.  ظهر دورا كبيرا للتدخل الخارجي الطائفي حيث رفعت في اولى ايام المظاهرات شعارات طائفية ورفعت صور لرموز غير عراقية سعودية وتركية  (كما يقول المثل: رمتني بدائها وانسلت، وهو مثل يضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به، ويُخرج نفسه من الموضوع) كانت هناك اتهامات كبيرة للشيعة خلال الاعوام الماضية على انهم  خونة لبلدهم وعملاء لايران ولكننا مع ذلك لم نرى رفع صورة لاي رمز ايراني اوعلم ايراني على ارض العراق. ان المظاهرات رفعت علم السعودية وتركيا واحرقوا علم ايرن ، والغريب ان بعض كانوا يدافعون عن ذلك بحجة وجود صور للسيد علي خامنئي مرفوعة في ساحة التحرير في بغداد!!!! انه فعلا امرا مضحك وعجيب وغريب!! وغير صحيح وما هو الا تلفيق وكذب.
  7. ان الازمة اظهرت تكاتف اعلامي خارجي وداخلي مدعوم من قبل دول الاقزام العربية لدعم السوء وتعميق الازمة وكأن هناك برنامج منظم لدعم الغربان الناعقة لاجل تمزيق العراق وتفتيت وحدته.

الاكثر غرابة هو اتهامهم للحكومة بانها شيعية علما بان الجميع مشترك بالحكومة والحكومة خرجت باتفاق جميع الكتل وجميع الكتل لها وزراء بالحكومة. لماذا الهجوم على الشيعة وكان الحكومة حكومتهم وحدهم لماذا لم يتم مهاجمة الكرد المشاركين بالحكومة ايضا. ان الازمة والتحشيد الطائفي برز بشكل ملفت للنظر واكد وجود انقسام للشعب العراقي ليس المشكلة سياسية فقط او مشكلة قادة سياسين فقط انما المشكلة مشكلة ثقافة وطنية شعبية مختلفة ترسخت لمكونات الشعب العراقي المختلفة. ان الشعب العراقي شئنا ام ابينا اصبح بثلاث ثقافات مختلفة ومتناقضة (الثقافة الكردية وثقافة المنطقة الغربية وثقافة المنطقة الوسطى والجنوبية) وللاسف هذه الثقافات تستمتد قوتها من تناقضها وتناقضها يضعف التماسك الوطني. ان هذه الثقافات الثلاثة اصبحت غير منسجمة مع بعضها ويمكن استثارة الجماهير لاي مكون فيها بسهولة من خلال اي حث بسيط او من خلال المكر والتلفيق الاعلامي المدعوم خارجيا والذي لا يريد الخير للعراق الجديد.

لنسال انفسنا اليوم ما هي الاشياء التي قدمتها الحكومة للشعب سنجد بعضها ايجابي والبعض الاخر سلبي: والسلبية هنا سببها التناقض في مؤسسة الحكم الناتجة عن المحاصصة ان الشعب باجمعه سواء الشيعي او السني يعاني من نقص الخدمات التي تقدمها الحكومة ولا يوجد فرق في ذلك بين العراقيين لا بل ان افقر العراقيين في المناطق الشيعية ومن يريد ان يتجول في محافظات العراق سيجد ان افقر العراقيين هم في المحافظات الشيعية. لاحظنا تكرار لكلمة تهميش ولا نعرف ما معنى التهميش المقصود هنا؟! فلدى العراقية مناصب عديدة منها  8 وزراء وبحدود 90 نائب ومنصبي رئيس مجلس نواب ونائب رئيس وزراء ومشاركين بالحكومة. ام ان المقصود بالتهميش هو ان العراقية لا تمتلك كل زمام الحكم بايديها!! طبعا الحكم اليوم ديمقراطي ولا يمكن ان يصل كرسي الحكم الا من ترتضيه الغالبية العراقية العظمى.

(3)

ان اهم مطالب المظاهرات الاخيرة هي الغاء مادة 4 ارهاب ولا نعرف هل فعلا الارهاب تم التخلص منه نهائيا في العراق هل قتل الاف الابرياء بالتفجيرات لا يستحق محاسبة للمجرمين ولا نعرف من يقوم بالتفجير؟! هل انهم اشباح مريخيون ام تكفيريون تابعين لخلايا التكفير والارهاب بفتاوي علماء دين سعودين وعرب ومنابرهم الاعلامية في امبراطورية التقزم قطر؟!. هل اعتقال عددا محدودا من حماية وزيرا ما حدث اهم بكثير من حادث تفجير واستهدف الابرياء من زوار اربعينية الامام الحسين؟!. هل هؤلاء الضحايا عراقيون ام لا؟! من يدافع عنهم؟ هل المظاهرات تستنكر قتل الابرياء بالتفجيرات ايضا؟! هل المظاهرات تلعن مجرمي الارهاب ومن يقتل الابرياء في كربلاء وفي الاسوق والجامعات والمدارس؟!. لا باس من دراسة تفاصيلية للمادة 4 ارهاب واعادة صياغتها بشكل رصين، رغم اننا لا نعرف ماذا تعني هذه المادة الا اننا نعلم بانها وضعت لاعتقال المجرمين ليس المهم من اي طائفة يكونوا وانما يعتقلوا وفقا لقانون للحد من الارهاب. لو تم الغاء هذه المادة ماذا سيحصل؟!! هل هناك ضمانات لان يكون العراق اكثر سلما واكثر امانا؟! الشعب العراقي يريد الامان ويريد الحياة بكرامة وشرف ويريد حلا شاملا لهذا الموضوع لا يريد دراسة طلبات المظاهرات فقط ، انه يريد الموضوعية في حماية الانسان العراقي وحماية الابرياء من الارهاب والمجرمين. ان الارهاب والتفخيخ بلا نفاق يستهدف الوحدة العراقية ولكنه بالدرجة الاولى يستهدف من؟!! في كل مراسيم الزيارات الشيعية على طول السنة يتم استهداف الشيعة الابرياء بالمفخخات والعبوات الناسفة وما الي غير ذلك من اساليب القتل والاجرام، الا يوجد من يستنكر ذلك؟! اليس هناك مكون يمثل هؤلاء الضحايا والابرياء الذين يسقطون بسبب التفجيرات الارهابية والعبوات الناسفة لماذا الخضوع والذل والاستكانة لماذا لا تخرج مظاهرات قوية تطالب بدماء هؤلاء الضحايا من يدافع عنهم وعن حقوقهم وحقوق عوائلهم. ان وحدة العراق مهمة وان الحرية لا تمنح مجانا فثمن الحرية هي الدماء التي روت ارض العراق ولازالت ترويه وبالتاكيد اذا تفهمت المكونات العراقية بان الامان يكون بالتفاهم السلمي الايجابي والحوار بعيد عن روح التناقض الطائفي والعرقي سينهض العراق ليكون قبلة الشرق الاوسط.

 ان القوى الشيعية اليوم غير منسجمة ومتناقضة الى درجة التباغض والتحاسد احيانا ولحد الان لا يوجد لهم وجود سياسي عالمي قوي خصوصا بعد الحصار الاقتصادي والسياسي على ايران. ان التناقض والتنافر الشيعي برز بشكل واضح في عملية تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات العراقية وخصوصا محافظتي بغداد وديالى حيث تم التعامل باسلوب يبطن في داخله الحقد والحسد لكتلة دولة القانون لاجل اضعافها وتسقيطها رغم انها الكتلة الشيعية الاكبر في العراق كله ومن المفروض ان يتم مؤازرتها ودعمها لغرض تشكيل حكومات ومجالس محافظات قوية. الازمة الشيعية كبيرة جدا يجب ان يكون هناك جيش وطني متماسك ومسلح باسلحة فعالة لمواجهة تحديات الانفصال والتشرذم. ان من يفكر بالانفصال يفكر بنفس الوقت بان يقتطع اكبر ما يستطيع من العراق على حساب المكونات العراقية الاخرى. اذن يجب ان يكون هناك تحشيدا للطاقات وشحذا للهمم لمواجهة الحملات الاعلامية الكبيرة الموجهة ضد العراق ووحدته.

يجب تحديد عناصر القاعدة والارهابيين ومن يدعمهم ومن يساندهم ومن يفتي لهم بالقتل في العراق كخطوة اولى لغرض سحق الارهاب واهله. ان اسرائيل كانت ولازالت تقوم بتفجير بيت اي فلسطيني قام او تعاون بتنفيذ عمليات مسلحة ضد اسرائيل. ان العراق يبدو انه ضعيف جدا بحكومة المحاصصة الحالية ، فلا يمكن ان ينهض العراق بروح الاختلاف والتناقض والتخوين وعدم الثقة وخصوصا بوجود تدخلات اخوة يوسف اقزم العرب واطماع تركيا واحلامها بالسيطرة على الشرق الاوسط بتعاونها السري مع اسرائيل لاعادة امجاد الدولة العثمانية في العصر الجديد. ويبدو ان تركيا بدات تجني ثمار غباء قادتها السياسين الذين وضعوا حجر الاساس لتقسيم وتجزئة تركيا في ربيع تركي والذي جاء كردة فعل للتدخل التركي السلبي في شؤون دول الجوار العربية. ان مكونات التحالف الوطني مما يؤسف لها تتعامل بانانية شديدة مع دولة القانون فالجميع لا يرغبوا بنجاح حكومة المالكي ولا يريدوا له ان ينجح في مواجهة تحديات المرحلة بكسب الشارع العراقي وتشكيل حكومة قوية في المرحلة القادمة والتي ممكن ان تضرب بيد من حديد على ايدي الارهاب والمجرمين ومن لا يحترموا القانون. اغلب مكونات التحالف تتصرف ببرود شديد في محاولة منهم لكشف الساحة ليبقى المالكي وحده رغبة منهم باسقاطه لكي يستفادوا من اساقطه ؛؛وهنا نذكر بان المالكي نفسه تصرف بانانية وغرور في الانتخابات النيابية الماضية حينما رفض ان يدخل في حلف مع باقي الكتل الشيعية ليدخل الانتخابات بقائمة موحدة مما سبب ازمة كبيرة لتشكيل الحكومة استمرت لثمانية اشهر؛؛ مما صعب علميه تشكيل الحكومة وادى الى تقديم تنازلات كبيرة. ان هذا العمل للاسف سيفقد مكونات التحالف الكثير من دعم الشارع لها. ان اي خسارة للمالكي اليوم لن يربح منها اي مكون من مكونات التحالف وخصوصا ان المالكي يعتبر الزعيم الاقوى في هذه المرحلة ودعمه سيؤدي الى خروج العراق من اغلب ازماته. ان تناقض مكونات التحالف وصمتها الطويل وتصريحاتهم الضعيفة هي التي شجعت الكتل الاخرى للعمل بقوة لاسقاط المالكي. ان الجميع يريد حكومة ضعيفة لكي يبقى الارهاب وميليشاته المجرمة تفجر وتقتل لتسيطر على الشارع ليكون العراق ساحة مستمرة للنهب والسرقة والفوضى والفساد. ان شفاء العراق يجب ان يتعاضد لاجله الجميع. اثبتت الانتخابات لمجالس المحافظات بان المالكي هو الزعيم الاكثر شعبيه وهو الذي حصلت كتلته على العدد الاكبر من المقاعد في مجالس المحافظات. نتائج الانتخابات هي الصفعة الكبرى لمن يريد اساقط حكومة المالكي رغم ما حيك له مؤامرات والمرحلة القادمة هي الاصعب على دولة القانون التي تعاني من مشكلتين الاولى هي رفض القوى الاخرى للمالكي وبقوة والثاني هي حسد مكونات التحالف لدولة القانون ومحاولتها المستمرة للنيل من المالكي واساقطه. لذا يجب على دولة القانون اعادة الحسابات والعمل على بناء تحالفات قوية قبل الدخول بالانتخابات البرلمانية القادمة.