ثورة تموز وانعكاساتها ..؟/ يعكوب ابـــونا

  من الانصاف ان نتذكر خاصة هذه الايام ذكرى ثورة تموز الخالدة 1958 المجيده وقائدها الراحل الزعيم عبد الكريم قاسم .....لقد اختلفت الاراء في تفسير مرجعيتها ثورية ام انقلابية ،ولكن ببساطة من الناحية السياسية يمكن ان نفسر الامور وفق منطق الاشياء ، لنحدد ماهيتها  لكي نتوصل الى ماحدث  بانه كان ثورة شعبية جماهيرية لانها كانت نتيجة تضامن الجيش والشعب فسبب في انجاحها ، وهذا الرائ يفرض نفسه على عموم الاراء التي قيلت بغير ذلك ، لان ماجرى احدث تغيرا وطنيا شعبيا كان مطلوبا لذاته مع متطلبات جماهيريه كانت تنتظر حدوثه وقيامه ، لذلك لايمكن ان تعزى تلك التغيرات لغير ذلك ، ومن ناحية اخرى لايمكن اتهامها بانها كانت حاله انيه نفذت رغبة لمجموعة من الطامعين في السلطة من ضباط وعسكريين ، بل دورالجماهير ومساندتها قبل وبعد قيامها يدل بانها كانت لتحقيق طموح شعبنا في التغيير وهذا ما حدث فعلا.....

 تعرضت هذه الثورة وقائدها منذ الايام الاولى لقيامها بعد ان اكتسبت ذلك التاييد الجماهيري والشعبي فاصبح الزعيم عبد كريم موضع حب وتقدير واحترام من قبل الجميع  ، فكان من طبيعي ان لا يرضئ ذلك اصحاب النفوس المريضه والحاقده ، فبداوا يحوكون المؤامرات لاسقاط الثورة بمحاولات الاغتيال لقائد الثورة الفتيه وبتحريض من الجهات خارج الوطن باسم العروبة والاسلام حينا وبدعوى خروج الثورة من مسارها حينا اخرى ... 

   حاول رفيقه في الثورة ونائبه العقيد عبد السلام محمد عارف اغتيال الزعيم تنفيذا لامرزعيم العروبه انذاك جمال عبد الناصررئيس مصر ، الا انه لم يفلح ، فكان دورلصدام حسين الذي كان في بداية انتماءه للحزب البعث العربي ، فتحرك مع مجموعة من القتله والمجرمين بمحاولة اغتيال الزعيم في عام 1959 في . شارع الرشيد / بغداد ، وقد اصاب بها الزعيم اصابات بالغة باطلاقات نارية ...

  نقل الزعيم الى مستشفى دار السلام في بغداد ، واثناء رقودة فيها اعلن اعفاء المجرمين الذي اشتركوا في عملية اغتياله من المسؤولية  القانونية، عندما اطلق مقولته المشهورة  (( عفى الله عما سلف )) ...  هكذا عامل من اعتدوا عليه وحاولوا قتله ، قابلهم بروح التسامح والانسانية البالغة ، وهذا  يدل على طيبة وانسانية هذا الشخص الذي قدم نفسه لهذا الشعب بكل امانه واخلاص ، ولكن بالمقابل كيف كافئوا هولاء المجرمين هذا الموقف الشريف ،  عادوا الكره وقاموا  بانقلابهم  الدموي في 8 شباط 1963 وتم اعدام الزعيم رميا باالرصاص في دارالاذاعة في بغداد مع بعض القادة  الثورة الاخرين ، بدون اية محاكمة او اجراءات قضائية وقانونية ، لنقارن قيم واخلاق هذا الشخص وقيم واخلاق البعث المجرم ..

  قد يتسال البعض لماذا قاموا البعثيين بالانقلاب ضد الزعيم واسقطوا الثورة..؟؟

  قبل الاجابة على هذا السؤال ، لنتعرف على منجزات ثورة وما قام به الزعيم خلال فترة حكمه القصيرة.. وعندها نستطيع ان نعرف من خلالها لماذا اغتيلت ثورة  تموز..

    من منجزات هذه الثورة هي ...

1-  خروج العراق من حلف بغداد ... طبيعي اصابه مصالح الغرب بالضرر .

     2- تحريرالنقد ( الدينار ) من دائرة منطقة الجنية الاسترليني ، فاصابه مصالح بريطانية  بالضرر ..

3-   تشريع وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي ، كانت ضربه للاقطاع وللشيوخ والرجعية ،

4-   اصدار قانون استثمار النفط رقم 80 الذي وضع بموجبه حدا للاستغلال شركات النفط الاجنبية لنفط العراق ....

5-  تشريع قانون الاحوال الشخصية التي اعطى المراة حقوقها ، ووضع الامور والحقوق في نصابها القانوني مما اثار حفيظة رجال الدين المعممين والمرجعية والرجعية واذنابها عموما..

6-  حملة الاعمار والبناء ومنها بناء مدينة ( الثورة ) مدينة الصدر الحاليه ، للاسف انتزع اخر اسم للزعيم عندما  حولوا اسم مدينة الثورة الى اسم اخرلكي يضيعوا منجزات الزعيم  ... كما اضاعوا اسم الجمهورية العراقية التي اطلقت على الحكم الجديد بعد انهاء الحكم الملكي ... وابقوا على اسم الذي وضعه صدام حسين وبغبث ارادوا ان ينتزعوا من الزعيم كل منجزاته فغير اسم الى ( جمهورية العراق ) خلافا لما كان بعد نجاح الثورة ..كما غيروا علم الجمهورية وابقوا على علم صدام ، الذي  بظله قتل الالاف من العراقيين.....

7-  بناء مجمعات سكنية في بغداد الجديدة الف دار ... ومجمعات للضباط في الكرخ والرصافة ... والكثير من المنجزات التي لا زالت الحكومات التي عاقبة تلك الثورة عاجزة من الاتيان بمثلها ....سبب هذه الاعمال حقد وكره الرسماليه والمنتفعين ،

  لهذه المنجزات وغيرها  تحالفت قوة الاستعمار انذاك والمخابرات الغربية والامريكية التي تضررت مصالحهم  ، مع مصالح العملاء والانتهازيين والرجعية والاقطاع والشيوخ والمرجعيات والرسمالية ، فتحالفوا هولاء لاسقاط الثورة والانتقام من الزعيم ، فكانوا البعثيين خير وسيلة لاستعمالهم في تحقيق  ذلك العمل الدنئ  فقاموا بالانقلاب على الثورة والتخلص من زعيمها ،..

  قالها صراحة علي صالح السعدي امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1963 ، باننا جأنا الى الحكم  بقطار امريكـــي ، فاغتيلت الثورة في 8 شباط  1963 من قبل هذه الحفنه الضاله ، الذين نفذوا تعليمات الاجنبي بالقضاء على الثورة ومنجزاتها .. بعد اسقاط الثورة من قبل هولاء لايمكن ان نتهم الزعيم وثورة تموز بما ال اليه الامر بعد ذلك وما يجري حاليا على الساحة بسبب ذلك التغيير ، بل من يتحمل مسؤولية ذلك  هو من اسقط الثورة وقتل زعيمها ليعيد الشعب الى المربع الاولى  ، وهذا ما نجده اليوم على ارض الواقع من تخلف واقصاء وتعصب وتدميروقتل والارتداد وفساد مالي واداري واخلاقي كان بسبب اغتيال تلك الثورة الفتية ....

المجد والخلود للزعيم عبد الكريم قاسم  ..

المجد والخلود لشهدائنا الابرا ر .......

الخزي والعار للقتلة المجرمين ....