
فراغ مقام رئاسة ../د. توفيق حمدوش
بلا شك ان مقام الرئاسة في أي دولة من دول العالم هو أكبر مقام في إدارة وتمثيل الدولة سياسيآ وإجتماعيآ. إن فراغ هذا المقام لمدة طويلة يشكل حرجآ و خطرآ سياسيآ في بنية الدولة المدنية وخاصة في العراق بعد الحروب المتكررة والنكثات المتتالية في محاولة بناء دولة ديمقراطية تعددية فدرالية في خضم الصراع القائم بين الأطراف المشاركة في العملية السياسة في ظل وجود شخص مناسب في مقام الرئاسة يلعب دور الوسيط بين الأحزاب السياسية والأطياف الأجتماعية ضروري جدآ كما قام به سيادة الرئيس جلال الطالباني خلال الفترة من الأعوام الماضية.
إن الوكعة الصحية التي مرت على سيادة الرئسي طالباني وغيابه الطويل عن العلن يشير إلى حالته الصحية الغير قابلة للظهور ناهيك عن إمكانية العودة إلى مقام الرئاسة وإدارة هذا العمل الشاق وخاصة في دولة مثل العراق.
إن غياب الرئيس طالباني عن هذا المقام له أثر كبير في هذا الوضع القائم والصعب الذي يمر به العراق والمنطقة المجاورة ولها عواقب وهذا سيعني تهميش منصب الرئاسة ومع مرور الزمن يفقد قيمته وهيبته السياسية وهذا يعني أيضآ الدولة ليست بحاجة إلى هذا المنصب.
هناك رئيس للوزراء يتمتع بأكبر صىلاحيات في أي دولة في العالم هو رئيس الوزراء ورئيس الحكومة ويتبنى مناصب وزارة الدفاع والداخلية والمالية. هل فقد العراق كدولة وشعب عن رجال ذو قدرات وكفاءات لإدارة هذه المناصب وترك الصراع السياسي والشخصي في مناصب الدولة لحساسيات حزبية أو طائفية أو أسباب أخرى تؤدي إلى انهيار مثل هذه المؤسسات المهمة في أركان الدولة الديمقراطية الحديثة في العراق الجديد.
لنعود مرة ثانية إلى عنوانا في هذا المقال ألا وهو منصب رئاسة الجمهورية في العراق وهنا تكمن تداعيات فراغ هذا المنصب بعد طوال كل هذه المدة من غياب مام جلال الطالباني ونتمنى له دائمآ الشفاء العاجل وهل هناك أمل بأن تعود صحته إلى ماكانت عليه ليمارس من جديد مهامهه السابقة والشاقة في هذا الوقت العصيب من خلافات وتوترات تمر بها المنطقة أم أن هذا المنصب أصبح فارغآ من محتواه السياسي على مستوى الدولة ويراد الأستغناء عنه أم أنه ليس هناك اي رغبة سياسية لأي طرف مشارك في إعادة تفعيل هذا المقام.
من المعروف بأن نظام الحكم في العراق رغم الأنتخابات وقيام البرلمان هو نظام قائم على المحاصصة وتوزيع المناصب بين الأطياف المشاركة في العملية السياسية وإدارة شؤون الدولة وكذالك من المعروف مقام الرئاسة هو منذ دورتين من حصة الطرف الكوردي إلى جانب منصب وزير الخارجية وبالأخص مقام الرئاسة هو من حصة الأتحاد الوطني الكوردستاني فإذا كان الوضع هكذا لماذا ينتظر الأكراد وبالأحرى لماذا ينتظر الأتحاد الوطني الكوردستاني؟
هل ليست لديه وجهة توافقية في تمثيل هذا المنصب؟ هل هناك صراع بين هذا الطرف على إدارة قيادة الحزب وأخذ القرار في تعيين شخص مناسب في هذا المقام أم أن العملية السياسية في بغداد باتت ميتة ولا يمكن جمع وعقد البرلمان في بغداد والتصويت على تنصيب شخص جديد خلفآ للرئيسي طالباني والكل متفق على هذا المسار الغير طبيعي.
لا شك ان الطرف الكوردي له شخصيات عديدة وقادرة على قيادة هذا المنصب ومن بين الشخصيات الكوردية اللامعة بلا جدل هو رئيس أقليم كوردستان السيد مسعود البرازاني وهو زعيم كوردي مكافح سياسي وعسكري منذ السادسة عشرة من عمره في النضال الكوردي الطويل ويتمتع بخصائص شخصية يمهد له الطريق للأرتقاء إلى هذا المنصب وهو قائد كوردي يمثل طموحات النضال الكوردي في الشرق الأوسط ويستطيع تبني منصب الرئاسة ويمثل العراق وأطيافه داخليآ وخارجيآ إنه الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة الكبيرة وبناء العراق الجديد والتقدم إلى الأمام.
ولكن من حيث النظرة الكوردية القومية والوطنية من الأفضل أن يبقى السيد مسعود البرازاني هذا الشخص القادر قائدآ كورديأ يمثل طموحات الشعب الكوردي وينظر إليه كقائد القومية الكوردية في الشرق الأوسط..
إن الشخصية الكوردية السياسية و الدبلموماسية الثانية هو السيد برهم صالح من الأتحاد الوطني الكوردستاني والذي يمكن أن يقوم بهذه المهمة في منصب الرئاسة. وهنا تقع المسؤلية على عاتق قيادة الأتحاد الوطني وهل تستطيع هذه القيادة بعد غياب مام جلال من الواجه السياسية القيام بلملمة وضعها التنظيمي والقيام ببناء قيادة حزبية كارزمية ناشطة خليفة لدور الطالباني وتعيين شخص من دائرتها وترسله إلى بغداد.
بلا شك هذه مازالت كما يبدو عملية صعبة لأن المحاربين القدامى يتصارعون على منصب قيادة الحزب وحاليآ لا توجد شحصية سياسية ديناميكية كاريزمية تستطيع القيام بمهام كرئيس للأتحاد الوطني وتتبنى منصب الرئاسة في بغداد كما فعل السيد جلال طالباني. ولكن الأتحاد الوطني مجبر الأن الفصل بين منصب رئاسة الحزب وبين منصب الرئاسة في بغداد وهناك شخصيات كثيرة لمنصب رئيس الحزب ولكن القليل والقليل منها تستطيع القيام بدور الرئيس الناجح في بغداد كما قام به السيد مام جلال.
إن فراغ منصب الرئاسة في بغداد له سلبيات كثيرة وكبيرة بالنسبة للعراق كدولة ولمؤسساته وله أيضآ تأثيرات سلبية كبيرة على تمثيل الكورد في الحكومة المركزية في بغداد والتمثيل على مستوى الدولة عالميآ.
وهنا يجدر القول عليكم أن تتحركوا ياقياديو الأتحاد الوطني قبل فوات الأوان في بغداد وكوردستان وفي إدارة التنظيم الحزبي القوي والمتوحد في أقليم كوردستان.
لنا فيكم كل الأمل وأنتم على مستوى المسؤلية وأمامكم مهام كبيرة ولكم كل التنمنيات بالتوقيق والنجاح في مساركم السياسي ودمتم خيرآ وزخرآ للشعب الكوردي نحو الأمام من أجل مستقبل أفضل.
د. توفيق حمدوش
في 04.08.2013
E-Mail: