
شرطة ذي قار والتنمر ../ مرتضى الحصيني
على بعد خطوات من مقر مديرية حماية الشخصيات في ذي قار انفجرت سيارة مفخخة ، اتت على عدد من المحال وسقط العشرات من الضحايا هرعت قوات الامن وعبر حراس الدائرة برشاقة كانت فرصة جيدة لاثبات عناصر الشرطة قوتهم وهيبتهم التي تأكلت بفعل كثرة الخروقات حتى استنفذت الاعذار . وسرعان ما تجمع عدد من عناصر الشرطة حول شخص ” وسحبوه ” كما كنا نتمنى ان يكون الشخص ارهابي او مشتبه به او متهم ولكن للاسف الشديد ما اتضح فيما بعد انه ( صحفي ) يحمل بيد كاميرته وبيده الاخرى روحه ، مجازفا بها بدخول اماكن معرضة لانفجار اخر او عمليات اعتقال تعسفية من قبل الشرطة في انفجارات الامس لم ينقشع غبار التفجيرات حتى اسفرت عن شجار مع صحفيين قرب دائرة حماية الشخصيات واحتجاز مراسل اخر في مستشفى الحسين التعليمي و الاعتداء على مراسل لوكالة اخرى ايضا ، ولم تعلن الشرطة القبض على اي متهم اخر !؟ لا اعرف ما هو الرابط الحقيقي بين حصول التفجيرات والقاء القبض على صحفيين هل هو الخوف من تسرب معلومات لا تسر قوانا الامنية ام انه شعور بالانتقام وابراز العضلات على اناس عزل يؤدون عملهم الذي لا يقل خطورة عن عمل الشرطة انفهسم .هل هو تنفيس للشعور بالفشل الذي يحاصر مؤسساتنا الامنية الذي تحاول ان تفرغه على الصحفيين ؟؟ ام ان هناك تفسير اخر .
نقابة الصحفيين ومدرسة الصحافة والعشرات من منظمات المجتمع المدني تعترض باستمرار وتستنكر وتشجب . البرلمان يشرع لحماية الصحفيين ومحافظ ذي قار يوليهم اهتمام خاص ولكن حوادث الاعتداء تستمر ترافق كل عملية فشل جديد تمنى به قواتنا الامنية ربما يغيب عن اصحاب القرار ان الصحافة تؤدي عمل تكاملي مع عناصر الامن والشرطة وانها انما تنقل المعلومة التي يفترض ان تكون صحيحة حتى لا يختلط الامر على المواطن ولا يفسح المجال امام الدعايات والاشاعات المغرضة لان الاعلام هو العنصر الاساس لاستقرار السلطة ، لذلك فأن معظم الانقلابات في العالم كانت تبدأ او تحسم من خلال احتلال الاذاعة والتلفزيون اي الاعلام ، حتى في عملية ازاحة محمد مرسي عن سدة الرئاسة في مصر فأن العسكر احتل التلفزيون المصري واذاع بيان ازاحة الرئيس الا ان شرطتنا مازالت تصر على تقديم قرابين الصحافة على دكة الخروقات الامنية وتشويه المشهد الامني بعمليات اعتداء مشينة على صحفي هنا واعلامي هناك .
* مرتضى الحصيني / رئيس تحرير جريدة الناصرية اليوم