اجهزتنا الامنية والقاعدة.. /مصطفى سعدون

ليست ببعيدة تلك المباراة التي خسر فيها منتخبنا الوطني امام نظيره التشيلي بستة اهداف دون رد، والتي كانت المبادرة فيها دائما للمنتخب التشيلي وسط "صفنات" من منتخبنا الوطني، حيث الهجمات المتتالية من مهاجمي المنتخب التشيلي وتسديداته الخطيرة على مرمى منتخبنا، ليقابلها دفاع مرتبك لاحول له ولاقوة، اذ قضى منتخبنا المباراة مدافعاً وعائداً الى ملعبه دون وجود اية هجمات مرتدة او مماثلة لهجمات المنتخب التشيلي، الذي بانت عليه ملامح الاسد الذي يصول ويجول في ساحة لامنافس فيها، كل هذا جاء بسبب مباراة اقيمت "جفيان شر" ولم تكن مدروسة، ولم يحصل منتخبنا على تأشيرة الدخول الى "كونبهاغن" الا قبل المباراة بــ48 ساعة تقريباً، ووصل اليها قبل المباراة بعشرين ساعة، وهو يلاقي منتخب لاتيني يمتلك لاعبين محترفين في الدوريات الاوربية كيوفنتس وبرشلونة.

 

الحال لايختلف عن المواجهة الطويلة التي لم تمتد الى اشواط اضافية بل الى "سنوات" اضافية بين الاجهزة الامنية العراقية وعدوتها القاعدة، فمنذ العام 2003 تُشن هجمات ارهابية بعضها نوعية والاخرى كمية على المواطنين الابرياء، وليست على "المناطقة الحيوية التي تحدث عنها الباشا حسن السنيد" ورغم مرور عشرة سنوات على تواجد القاعدة في العراق وتنفيذ عملياتها، الا ان الاجهزة الامنية وللاسف لم تكن رادعاً قوياً للقاعدة للحد من خطورتها على سلامة المواطن العراقي ومؤسسات الدولة العراقية، ورغم وجود اكثر من مليون ونصف رجل امن في العراق، الا ان عدد قليل من "حثالة" الارهاب يتحكم بتسيير وضع البلد الامني، عندما تتجول تلك الجماعات الارهابية في البلاد بكل رشاقة، بينما "سلحفاة" الاجهزة الامنية التي باتت تعجز عن صد العمليات الارهابية "تطلع عضلاتها بس على المواطن"

 

الاخبار التي نُشرت مؤخراً في المواقع الالكترونية وبعض وسائل الاعلام عن نية القاعدة استهداف مؤسسات الدولة، بينت لي مدى فشل الخطط الامنية ورداءة الجهاز الاستخباري في العراق، فهذه المعلومات لم تصل عن طريق رجل استخباراتي في الاجهزة الامنية، بل انها جاءت من المتحدي للاجهزة الامنية "تنظيم القاعدة"، ولم تكن هذه المشكلة هي الوحيدة التي تبينت لي عن قرب، بل تكثيف الحراسات المشددة على الوزارات والمؤسسات، التي أكدت لي بان دور وزارة "الدفاع بقيادة وزيرها المثقف" ووزارة الداخلية بقيادة "اللاوزير" تعتمدان على نظرية "دافع بلكت تحصل هجمة مرتدة" دون وجود عمليات استباقية لتلك المجاميع الارهابية، بل اكتفتا بتحشيد القوات الامنية في شوارع العاصمة وعند شوارع الوزارات والمؤسسات الحكومية، غير آبهة للفرص التي تسهلها للقاعدة باستهداف المواطنين الابرياء عند حالات الزحام المروري.

 

ومن جديد نقول لماذا لانعتمد على نظيرة "هجومك هو دفاعك" والابتعاد عن العمل وفق نظرية دافع حتى يأخذ منك الآخر مبتغاه، وتبقى مشلول الحركة، الا تكفي الارواح التي حصدتها مفخخات القاعدة، لتأخذ منا ارواح جديدة كل ذنبها انها تعيش في وطن تتحكم بقراراته "كلاب" كانت سائبة واصبحت الان "ناهبة"، ومتلاعبة بمقدرات وخيرات البلد، لكننا كعاجزين عن فعل مانتمناه نبقى نقول "الله يفرجهة".

 

hamlitzaeem@yaho