
موضوعة للنقاش /فيصل الفؤادي
ثقافة السياسي (ثقافة عامة وتحضر و سلوك وخبرة حياة )
هل سياسيونا يملكون هذه الثقافة ؟
من السهل ان تكون سياسي ,ذلك من خلال انتمائك الى أي حزب معين, او سياسي مستقل , ولكن ان تكون مثقفا فهي ليست سهلة حيث ترتبط بمفهوم الموهبة و المعرفة والامكانيات والاطلاع على ثقافات العالم من الادب ومفاهيم الحياة الاخرى.
وخلال تتبعي لعدد من السياسيين والمسؤولين في الدولة العراقية, يؤسفني ان بعضهم خالي بل وبعيد عن أي ثقافة او فهم بماحوله ، فهو ليس له علاقة بالثقافة ولا يشاهد التلفاز او أي برامج بهذا الخصوص, فالسياسي الذي ليس لديه اطلاع على الاقتصاد او التعليم او معرفة بالمجتمع لايستطيع ان يضع اصبعه على الجرح من الاخفاقات والسلبيات من خلال تحليله لاوضاع بلده , فمن خلال مشاهداتي للمقابلات التلفزيونية , لاتجد ان هذا السياسي يضيف لك شئ او معلومة بقدر المعلومات السياسية العامة التي يبصرها أي انسان او أي مواطن عادي.
في جانب اخرى حتى المناقشات التي تدار بين سياسينا لم تجد فيها نوع من التحضر في الكلام واحترام الرأي الاخر وهذه صفات يفتقدها البعض من البرلمانيين او المسؤولين بل احيانا التقليل من المقابل بشتى الوسائل. ان سلوك السياسي الذي يمتلك الثقافة والتحضر , عليه ان يتحدث الكلام اللائق في مختلف المناسبات, ويقول متتبعي العمل السياسي ان تكون الاخلاق الحميدة ومعاملة الناس بالحسنى , والتي تأتي في امتناع الشخص عن التصرفات التي تؤذي مشاعر الاخرين. وعلى سياسينا ان لايخوض في المهاترات وأن يكون الجواب على قدر السؤال.
يحتاج من سياسينا بتراكم الخبرة ان يضفي على حياته المعرفة والاستفادة من الاخرين لمواكبة طريقة التعامل بلياقة وحكمة, عليه الاطلاع على ثقافات الشعوب , خاصة الذين سيلتقون المسؤولين من الدول الاخرى , ومعرفته للادب او الثقافة وهي دلالة على عمق اهتماماتنا في حضارات الشعوب المختلفة .
كنت عندما استمع لبعض السياسيين " ايام زمان" اصغي بانتباه الى كلامهم الذي يعطي احيانا الامثلة الجملية وكأن كلامه هو ملح للزاد وهو فن جذب الاخرين والتأثير فيهم .والحديث غالبا مايكون بسيطا مفهوما ومقنعا بدون تشعبات فرعية تؤدي الى الملل. كما ان على السياسي ان يراعي عندما تكون له مقابلة في التلفازعليه ان ينظر الى المجتمع الذي فيه مختلف الثقافات ومختلف التعليم , بدون الحديث الفضفاض والانفعال .وعليه ان يتحدث عن لب الموضوع وبشكل مركز.
هناك قواعد للعمل السياسي مثلما هناك قواعد للعمل الدبلوماسي, والتي هي مجموعة نظم يجب اتباعها في المخاطبة طريقة التعامل والاسلوب الواجب اتباعه من خلال اللقاءات والتعامل مع الجمهور ومدى المصداقية من خلال حديثه مع الاخرين.ففي احيانا كثيرة يخرج بعض المسؤولين عن اطار سياسة الدولة العامة من خلال تهجمه على دولة اخرى وتخريب العلاقة الطيبة مع هذه الدولة او تلك, وبهذه الحالة ضرب هذه السياسة عرض الحائط وبالتالي على وزارة الخارجية وغيرها ترميم ما تهدم.
اخيرا اتمنى على كل سياسينا ان تكون لديهم ثقافة عامة ومعرفة واطلاع, فهم وجه البلد امام شعبهم ومسؤولي بلدان العالم الاخرى.
وبودي ان اسمع اراء الكتاب والمهتمين في هذه الموضوعة.
فيصل الفؤادي
31/8/2013