
إلى السيد .../مهند ناسو السنجاري
إن كان الدين أخلاق ..فالشيوعيين أخلاق وتضحية.
اسمح لي بان أخاطبك من منبر المواطنة الحقيقية ..بعيدا عن الانتماءات السياسية والقومية والدينية والمذهبية و..الخ من أدوات التمييز ما بين الإنسان وأخيه الإنسان .. اسمح لي أن أخاطبك بلسان عراقي يحز على قلبه أن يكفر ويقزم ومن ثم يهدد بالقتل عقاباً على نقاء مبادئه وتضحياته وفاءً لتراب بلده وكرامة شعبه ..فربما لا تعلم بان من تكفرهم وتحل قتلهم ليسوا بربريين أو مصاصي الدماء..هم أبناء هذا البلد بعربه وكرده وبسنته وشيعته وبقية أقلياته وان ما يدعون إليه ..لا يقل شأنا عن ما دعا إليه الأنبياء والرسل. لكن ما يمز إيمانهم عن من يكفرونهم في أنهم لايقيسون الإيمان بكثافة اللحى وعدد ركعات الصلات أو طول العمامة او عرضها ..بل بالتضحيات من اجل الدفاع عن حقوق المضطهدين والمسحقوين تحت أقدام المستبدين المدعومين من الملتحفين بعباءة الإيمان أولائك الذين يدعون صلة القرابة بالخالق،فتوقيع الشيوعيين محفور بأزميل نضالاتهم على كل شبر من ارض العراق وتشهد لهم الزنازن والمعتقلات وأحواض التيزاب وأعواد المشانق وجميع المقابر الجماعية التي زرعوها بجثث فلذات أكبادهم وزوجاتهم وأبنائهم وبناتهم من خيرة شباب هذا البلد كما تشهد لهم جبال كوردستان واهوار الجنوب ومقاهي بغداد..وفي الوقت الذي غادرت بلدك إلى الكويت وامريكا وغيرها من الدول آمنا مستقرا تنعم براحة البال..فان من تكفرهم وتحل قتلهم هم الذين وقفوا في وجه أكثر الأنظمة دموية في التاريخ الحديث إلى جانب القوى الوطنية الأصلية، يزجون بقوافل من الشهداء للدفاع عن عزة وكرامة العراق والدفاع عن أضرحة الآئمة المقدسة(ع) التي تخليت عنها!
فأتمنى أن يكون لك الوقت الكافي لتخرج راسك من النافذة لتشاهد ليسب ببعيد عنها عشرات الأرامل وعشرات الأيتام من ضحايا الإرهاب اللعين وعشرات وعشرات الفقراء والمتسولين من ضحايا الفساد الحكومي يفترشون الأرض بحثا عن لقمة العيش ..الم يكن حرياً بان تكرس فتواك لمحاربة الإرهاب والفساد اللذان هم اشد كفرا من الإلحاد؟ فحين تفتي بقتل أبناء بلدك ..فماذا تركت للقاعدة؟ فحقيقة لا أدرك كيف تخيلت للحظة بأنه يمكن لدعوتك الدموية أن تنجح في الحد من وطنية ونضال من اتخذوا من التضحية سنة ومن"نقرة السلمان" قبلة لهم؟! فهم أشبه بذلك الطائر الخرافي الذي يحيى من رماد موته.
فبغض النظر عن الأسباب الحقيقة لفتوتك أو الجهة التي قامت بحياكتها ..استغرب من عدم إدراكك مدى خطورة ما أقدمت عليه،وانه اشد أنواع الفتنة التي يمكن أن تشعل حرب طائفية وفكرية.. العراق في غنى عنها، كما استغرب كيف لم تفرق بين الأيادي النظيفة والأيادي القذرة التي تستحق القتل؟لذا أقول دائما هناك وقت للتراجع ولتصحيح الأخطاء وان الاعتذار من قيم النبلاء.