المن نشتكي كلهم حرامية/ احمد عبد مراد

هذا الهتاف المعبر الذي اطلقته الجماهير
المحتجة في العديد من المحافظات العراقية بعد ان دب في نفوسها اليأس من حكام
العراق وغسلت اياديها من برلمانها المشوه وحكومتها المشلولة والمنحازة لقوى الظلم
والفساد والمتجاوزين على حقوق الجماهير الكادحة التي لم تترك بابا او سبيلا الا
وطرقته فلم تجد جوابا منصفا وشافيا ومفهوما من قبل المسؤولين والحكام وكتلهم
السياسية المهيمنة والمستحوذة على كل شيئ في السلطة والدولة لمصالحها الانانية
الحزبية والفئوية الضيقة تاركة الشعب الكادح فريسة المرض والجوع والفاقة والحرمان
والبطالة والمعانات وقسوة الحياة بحرها وبردها
وعطشها مع الامعان المتعمد بقصد الاذلال والاهمال والمهانة ، وعليه فلم تجد
الجماهير سبيلا لتحقيق اهدافها والتعبير عن مشاعرها وصب جام غضبها على برلمان
الغفلة والحكومة المتعفنة التي اخذت توزع وتكيل الاتهامات شمالا ويمينا ضد كل من
يرفع صوته ضد الظلم والاضطهاد والتعدي على حقوق الشعب وهي اي الجماهير ترى بأم
عينها استشراء الفساد الاداري والمالي  والسطو العلني دون خجل اووجل على قوتها وثروات
بلادها التي تبدد وتسرق وضح النهار من قبل برلمانييها  وحكامها ومن لف لفهم دون خوف من الله وهم(
المؤمنون المتقون الورعون ) فلم يكن بداّ من ان تنطلق الجماهير وهي غاضبة وحانقة
على ما تراه وتسمعه فأطلقت صيحتها بالم ومعانات ممزوجة باليأس هاتفة (المن نشتكي
كلهم حرامية ) لقد اصابت وعبرت بصدق الجماهيربحسها الثوري الذي لا يخطئ ابدا مصحوبا
بالحيرة وحرقة القلب وهي تقلب حكامها يمينا وشمالا،صاعدة..نازلة، عسى ان تجد فيهم
من هو يستحق المناشدة والتوجه له بالشكوى فوجدتهم كلهمبالهوى سوى، كلهم حرامية
يتستر بعضم على الاخر..لقد نزلت الجماهير  الغاضبة الى الساحات والشوارع رغم منعها وعدم
اجازتها من قبل الحكومة التي تدعي الديمقراطية زورا وبهتانا وفوق كل ذلك كانت
التهم جاهزة فتارة هم بعثيون صداميون وتارة اخرى انهم مرتبطون باجندة اجنبية كقطر
والسعودية ونحن نتسائل هل ابناء الناصرية الابطال والبصرة وغيرها من محافظات الوسط
والجنوب يتلقون دعما من دويلة قطر او الدولة الوهابية.. ما هذا الهراء يا حكام
الغفلة ، لا ياسادة ان الذي دفع الجماهير للنزول الى الشارع وهي تهتف ضد الفساد
ومن اجل الغاء رواتب  البرلمانيين
التقاعدية  ومن اجل حرية الرأي والتعبير
والتظاهر ،نعم انما دفعها لذلك هو الجوع والظلم والاضطهاد.. ومما هو مثير للدهشة
والغرابة ان السيد رئيس الوزراء يتبع المبدأ القائل ( انا  مع الجميع وضد الجميع) ففي الوقت الذي يمنع
المظاهرات  ويأمر بضربها والتصدي لها بكل
قوة وجبروت ويعرض المتظاهرين الى الاهانة والضرب والتوقيف وينعتهم بالزمر
والجماعات الضالة والخارجة على القانون ..ومباشرة وبعد توجيه الضربات المتلاحقة
لجموع المتظاهرين يخرج علينا ليقول انا وكتلتي نؤيد مطالب المتظاهرين ، اليس هذا
ضحكا على الذقون واستخفافا بمشاعر المواطنين؟ .. ولكن للجماهير كلمتها وستقولها يوم
الامتحان ..يوم تواجه حكامها امام صناديق الاقتراع وعليها ان ارادت القصاص ان تميز
بين الصالح والطالح وان لا تنسى من اهانها وداس على كرامتها واوجعها ضربا ونعتها
بتهم ما انزل الله بها من سلطان .. ولا اعتقد ان الجماهيرسوف ترحم  اسوء وافسد برلمان في العالم وحكومة ظالمة
وبائسة وفاشلة بامتياز