صورة الرئيس البارزاني../  مهند ناسو السنجاري

ليس من باب التزلف والنفاق أو ما يسمى بـ(اللواكه) والتمجيد بل من باب التنويه.. أقول أن كان هناك صورة لزعيم تستحق الاعتزاز  فهي صورة  (مسعود البارزاني) وأقول ذلك ليس كونه زعيم حزب أو بصفته رئيسا لإقليم كوردستان ..بل انطلاقا من تاريخه النضالي كرجل حمل السلاح وقاتل ببسالة أسوة ببقية المقاتلين من مختلف الأحزاب والحركات الوطنية ،من اجل قضية،وعلى نهج والده ،والمبادئ التي  تربى عليها في سبيل حق تقرير المصير لشعبه، وتحريره من براثن الظلم و الاستبداد. على العكس من غالبية الزعماء والحكام في الشرق الأوسط من الذين وصلوا العروش أما عن طريق الخلافة أو الخيانة أو العمالة دون المرور بمعاناة شعوبهم حتى أنهم لايملكون أدنى فكرة عن معنى الكفاح والسلاح ولم تشم أنوفهم رائحة البارود قط..باستثناء عود الكبريت في المطبخ.

لكن وللأسف وكما يدرك غالبية شعب كوردستان ..فان هناك البعض من الذين يحاولن استغلال صورة "مسعود البارزاني " إلى جانب علم كوردستان كتذكرة مجانية لتمرير الكثير من مخالفاتهم الصغيرة ،والسخيفة ! على البسطاء من مواطني كوردستان،واستغلالها للإفلات من التبعات القانونية المجازية لمخالفاتهم وتجاوزاتهم، فكثيرا ما نرى سيارة تحمل علم كوردستان او صورة للرئيس ملصقة على الزجاج الخلفي يقوم بالتجاوز على الطابور في محطة تعبئة الوقود او طابور في إحدى نقاط التفتيش التي بدورها تسهل مروره احتراما للعلم وشخص الرئيس ،كما أن هناك من يقوم باستغلالها  كدلالة على أنه في موقع المسؤولية أو تنفذه في السلطة،وهذا ما يسبب الإحراج المهني  للكثير من موظفي المؤسسات الحكومية ومن ضمنها الداخلية والمرور، إلى جانب المؤسسات المدنية ،حتى وصلت هذه الظاهرة إلى درجة التجاوز على الإشارات الضوئية ،او استغلال الصورة كبديل عن الزجاج المظلل الذي منع بأمر من رئيس الإقليم شخصيا ،أو ركن سياراته في مكان مخالف لقواعد المرور، أو التجاوز على طابور المرضى في المستشفيات والعيادات الطبية فقط لأنه يحمل على صدره صورة صغيرة للرئيس أو العلم !

ومن الحالات السلبية ايضا والتي دفعتني لكتابة هذا الموضوع هي حالتين في وقت متقارب الأولى : حدثت حين استقلت سيارة أجرة (تاكسي) والسائق هو احد المواطنين العرب من محافظة نينوى وقبل وصولنا لنقطة  التفتيش الغير رسمية ( مفرزة) بعدة أمتار ما كان من سائق التاكسي إلا أن اخرج صورة مزدوجة لرئيس الإقليم وعلم كوردستان من درج السيارة ووضعها فوق المقود، وهذا ما سهل أمرنا بالمرور دون تفتيش أو حتى السؤال عن هويتنا أو الوجهة التي نقصدها وذلك ضناً منه أي " الجندي" بان السائق احد مواطني كوردستان.

  أما الحالة الثانية :مشاهدتي لأحد المواطنين من ضمن الكثيرين من الذين يفترشون الأرصفة لعرض بضائعهم (بائعي البسطة) في اربيل، كان يفترش العشرات من بطاقات الهاتف (سيم كارت) تجاري المخالفة للقانون أي "بدون مستمسكات رسمية" فوق قطعة كارتون على الأرض،تتوسطها صورة صغيرة لرئيس الإقليم. وتتكرر هذه الحالات عند بائعي الخضار والفواكه من أصحاب العربات التي تتجاوز على الطرق العامة والأرصفة وغيرها،وغالبا ما تكون قدسية العلم واحترام شخص الرئيس احد أسباب عدم محاسبتهم وليس الخوف كما يتصور البعض من ضعاف النفوس.

أما على صعيد القرى والأرياف في المناطق المتنازع عليها أو المستقطعة الواقعة ضمن المادة 140 ..فان الحال لاتختلف عن بقية مناطق الإقليم في استغلال رموز كوردستان كمن يستغل "كلمة حق يراد بها باطل " فترى من يقوم بالتجاوز على مساحة ارض او بناء مملوك للدولة ثم يقوم برفع علم كوردستان فوقه ،أو ترى من يقوم بتعليق الصورة الشخصية لرئيس الإقليم بديلا عن الموافقات الأمنية او المهنية او شهادة شروط السلامة والصحة وغيرها .

فنأمل من الجهات المختصة والمعنية إعادة النظر بهذا الشأن ومن ضمنهم مكتب رئيس الإقليم الذي لايمكن أن يسمح بانتشار هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن تاريخ وأصالة الشعب الكوردي، والتي يمكن لها أن تؤثر سلبا على الصورة الحقيقة للمجتمع الكوردستاني ومسيرته الديمقراطية في طريق التقدم والازدهار.