
فكر الخميني في المدارس / ابوحازم التورنجي
يدور الحديث في الاونه الاخيرة ، وتصاعد النقاش والجدل وتتوارد الافكار في وزارة التربيه عن امكانية ادخال ( شذرات من فكر الخميني ) الى المنهج التعليمي في هذه الوزارة الحساسة المسوؤله عن تثقيف وتنشئة وتوعية أجيال يراد بها قيادة مستقبل وطننا العراق نحو التقدم والرقي ، وهنا يبرز السؤال المهم المتعلق بالمسوؤلية الاخلاقية والتاريخية عن الاتجاه العام للتعليم وما يفترض به ان يكون متفتحا عاما حياديا وشاملا بدون انحياز ، يتواصل مع الحضارة العراقية والانسانية ، غير متزمت او متعصب لتوجه فكري محدد ، يملى بالاكراة والخوف والضغط المدرسي لحد الوصول لما يشبه ( الارهاب الاجتماعي )على غرار ما كان يحصل في المدارس العراقية ابان حكم البعث الفاشي ..... في تسويق الفكر البعثي والقومي المتخلف والمنغلق ، الذي يراد به تحويل الطلبة ببغاولت تردد ما لا تفهمه ، تحويلهم من طلبة علم الى طلبة رضاء القائد الضرور ة والتسبيح والتأليه لمقامه بمناسبة او بدونها ، والنتيجة اننا نقف اليوم امام جيل متردي المستوى العلمي والمهني والثقافي وحتى الاخلاقي في اطاره العام ،( مما اصلح عليه جيل الثورة الذي رضع من حليب صدام ) عبر ثلاثة عقود من طغيانه الدكتاتوري ، تطبع باخلاقيات النفاق البعثي في التلون ، لانه كان مجرد متلقيا فقط غير متسائلا او باحثا مناقشا ، لمادة اعتبرت مهمة واساسية ومسلم بها مثل البديهيات الهندسية ،في المنهاج التعلمي حتى في المراحل الجامعية ( التوعية القومية ) بدل من (التربية الوطنية )التي كانت سائدة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .
وبقدر ما يتعلق الامر بالحرية الشخصيه ( وتنوعها ) كقضية خاصة تتعلق بالخصوصية الشخصية للمواطن ، في اطار دولة مدنية يحكمها قانون عام موحد ، يكون في للمواطن الحق المطلق في تثقيف نفسه واولاده وعائله ، بالفكر الذي يراه مناسب لطريقة حياته بما لايتعارض ولايصتدم مع حقوق وحريات الاخرين ، فأن المدارس والمنهاهج التعلمي ، ليست قضية خاصة او اطار محدود على فئة او طائفة او مذهب واحد ومحدد ، بل ان التعليم والمدارس والمنهاج التعلمي يغدو مرأة المجتمع المدني الحقيقية ، هو ايضا وجه الدولة الحقيقي في رعايته لكل مواطنيها ، بغض النظر عن انتمائاته المتباينه ،
ليست لدي نزعات محبة اومعادية للخميني ( لا احبه ولا أكره ولسن معنيا بأتباعه لكل منا دينه وطريقة حياته) فأمرالخميني لايعنيني كرجل دين وقائد سياسي ايراني ، فهذه القضية تخص الايرانيين وحدهم ، لكني كعراقي محب وعارف بتاريخ وحضارة العراق الضاربة في الاعماق ، ارى في الامر انتهاك فض وصارخ ، لمعالم تلك الحضارة الزاخرة بالاعلام الثقافية النيرة المتفتحة ، فهل خلت ثقافتنا العراقية من رموز تاريخية عملاقة اثرت الحضارة الانسانية ، بالكثير من الاشعاعات النيرة ، التي تستلهم منها الاجيال المختلفة المتطلعة نحو الرقي الثقافي والعلمي ، الكثير من المواد واللابحاث ،ليجري البحث عن رموز ثقافية غير عراقية لتملى مفاهيمها كيفما اتفق حسب اهواء فئه محددة محدودة ، حتى كانت تشكل النسبة كبيرة العراقي من المجتمع ، وعلى حساب حرية الفكر والتفكير للفئات الاجتماعية الاخرى غير المعنية بشذرات الخميني او غيره ....وهذة ليست دعوة للانغلاق والتعصب ، بل دفاعا عن الثقافة العراقية بوجها المشرف المشرق المنفتح على الجميع .
ولكن الطامة الكبرى تكمن طيبعة تلك الشذرات كونها تعكس فكر لايختلف عن طبيعة الفكر السلفي المتحجر من حيث الجوهر ، الرامي الى تقييد الانسان وتكبيله بقانونية وضوابط مصطنعة وضعيا تسلبة روح الابداع والتطلع نحو الافاق الرحبة ، هذا بالاضافة الى اصطدامه – هذا الفكر - بمتطلبات الحياة المعاصرة التي تتجه نحو بناء دوله مدنيه وعلى اسس من الديمقراطية الحقيقية التي تستوعب الجميع ، اي اننا بحاجة الى فكر اجتماعي متسامح يتماشى مع متطلبات الحياة الاجتماعية المتنوعة الانتماءات واللاولاءات ، يكون الانسان المواطن هو هدفها ووسيلتهتا ،والكل –في الاطار الاجتماعي العام - يعرف واجباته ويدرك حقوق ، وهنا ادعو الى التوقف عند شذرة من شذرات الخميني الذي اقبسته حرفيا من مؤلفه الموسوم (تحرير الوسيله ) الجزء الثاني ص 241 ، ولكم ان تقيسوا على هذا المقاس طبيعة الفكر والشذرات التي يراد ادخالها للمناهج التدريسية في العراق ، الامر الذي يتطلب وقفة جادة ومسوؤلة من مثقفينا وادباءنا وفنانينا العراقيين ازاء هذا التوجه الطائفي الخطير في مسار العملية التعليمية في العراق .....
(مسأله 12- لايجوز وطء الزوجه قبل اكمال تسع سنين ، دواما كان النكاح أو منقطعا ، وأماسائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ ، فلابأس بها حتى في الرضيعة ،ولو وطأها قبل التسع ( اي لم تبلغ التسع سنوات )ولم يفضها لم يترتب عليه شيء غير الآثم .....) انتهى الاقتباس ، شذرة من شذرات الخميني التي سحبت المجتمع الايراني الى مطلع الخلافة الاسلاميه .
نحن جميعا مطالبون بالتصدي لهذة الانحرافات والتشوهات في ادخال فكر ومفاهيم قد تصلح لمدارس الايرانيين وهذا شأنهم ، ولكن لايمكن ان تصلح لمدراس في مجتمع مثل المحتمع العراقي المتنوع المتعدد ، وان حصل ذلك بارادة اقزام وطبالي الحوزات والولاءات الايرانية في السلطة العراقيه ، فهي وجه اخر من وجوه الدكتاتورية البشعة يطلع علينا باسم الدين اللاهوت
غوتنبرغ –السويد
5 تشرين اول 2013