حكومة الافيال الطائرة/ ابو حازم التورنجي

كنت أظن ان  الوزراء الخردة هم وحدهم البارعون في اطلاق حملة  طيران الفيله ، ولكن تبين لي بانهم على سر رئيسهم ، الذي اتضح بانه الابرع في أطلاق فيلة من الوزن الثقيل  ، ويبدو ان الحكومة بمجملها هي مجرد حكومة الفيله الطائره ،بالامس ادعى السيد نوري المالكي رئيس حكومة المنطقة الخضراء ، في تصريح متبجح ، بانه قد  تم القاء القبض على اكثر من 2000 سيارة مفخخة جاهزة ومعدة للتفجير في منطقة واحدة محددة  ، لم يعلن عن اسمها ، ومن يسمع ذلك التصريح البالوني ، يظن ان لدينا ( حكومة )  وطنية  في غاية  الالتزام المهني والحرص على سلامة مواطنيها من الذبح اليومي المستمر ،ولكننا ولمعرفتنا بطبيعة هذة الزمرة  الفاسدة المتبلدة الاحساس الانساني والميتة المشاعر الوطنيه، ولانها لازالت تلف وتدورمتخبطة  في دهاليز  المشروع الامريكي المعني بالمصالح الامريكية فقط  ، وغير معني على الاطلاق بمحنة الشعب العراقي وما تشن عليه من حرب ابادة جماعية اطرافها مجرمي القاعدة والبعث واصابع الدول المجاورة من ايران والسعودية وقطر واقزام اردوغان ، حكومة هزيله فاشلة معزولة

ولم يمض وقتا طويلا لنقف امام ذلك التصريح البالوني على مشهد اجرامي  مروع من تقطيع الاشلاء في بغداد وحدها 11 سيارة مفخخه ، وواحدة في العمارة التي تعتبر من المدن الامنه ، يستهدف فيه الناس الابرياء من العمال والكسبه   والراكضين خلف خبزهم اليومي، والسؤال الكبير لماذا كل هذه الحمامات الدموية والى متى تستمر بالجريان ؟ وماذا يراد  بها كل هذة التفجيرات الاجرامية ؟،هل هو المطلوب الحاق الهزيمة بحكومة هزيله ولدت بلا مصداقية و فقدت كل مقومات شرعيتها وموجبات بقاؤها  ؟ ، ام يراد بها ( التفجيرا الاجرامية)  مجرد التقتيل الرخيص والشائن للناس بلا ادنى واعز ؟ اي هل هي حرب ما اجل سلطة ام حرب من اجل سيادة طائفة ام الاثنين معا في تداخل وترابط  ، وما هو المخرج من هذه الازمة المستعصية التي تعصف ببلدنا في ظل استمرار كلا الطرفين على ذات المواقف البليدة من الصراع الدموي الذي يدفع فواتيره  فقط الشعب العراقي وحده ولا احد غيره اجسادا ودما وثروات طائله ، وفقدان الافق و  الرؤيا المستقبليه  ، وهو ( الشعب العراقي )  المغيب عن حقيقة الصراع والمغيب  والممنوع اصلا عن مسك زمام قضيته بنفسه ، و اتخاذ القرارات السليمة التي تخرجه من هذا المأزق الدامي الذي ادخل فيه عنوة وبالضد من ارادته الطامحة نحو الاستقرار والامن والامان والتطلع نحو العيش بكرامه   ......

واذا صح القول بانه فعلا قد تم القاء القبض على 200 سياره حسب التصريح المشكوك بامره  للسيد المالكي نفسه ، فهذا التصريح يطرح الكثير من الاسئلة الجادة :

 من يقف وراء هذا الجهد الضخم من حيث التهيئة والاعداد والخبرات النظرية والعملية و الالية والمستلزمات والبشر ؟ واين يتم هكذا عمل بهذه السرية ، ولماذا لم تقف الصحافة على حقيقة ما يدعيه السيد المالكي ؟ وما هي نتيجة التحقيقات ، عن الجهات والاشخاص  التي مارست ومولت هذا العمل المنظم الضخم  ؟ولماذا  يجري التكتم على كل هذه الامور ، وكأننا امام حرب سرية طلسمية مبهمة الابعاد والاطراف ...وخلاصة الامر اننا امام حرب ضخمة تقف خلفها مصالح دولية في المنطقة ولها امتدادات حتى خلف البحار ، فهل وفر لدينا اقطاب العملية السياسية الامريكية الخائبة ، مستلزمات ومعدات وعناصر القوة في هذه الحرب المدمرة القذرة  التي تخاض بالنيابة عن الولايات المتحدة الامريكيه ،وهي  نفسها  التي قد اشعلت فتيلها في العراق وخاضت وطيسها بوقود عراقية بشرا وارضا وبيئة  ؟؟؟؟؟ بل انني اكرر ما قلته سابقا بان أقطاب قي السلطه هي ايضا مسؤولة  مسوؤلية مباشرة عن جرائم  العديد من التفجيرات والمفخخات التي يدخلها اقطاب السلطة وهوامشها واقطاب خارج السلطة ، الى  الاماكن الحساسة ، لتحصد البشر

لقد استفذت العملية السياسية الامريكية كل مقوماتها ومبررتها حتى لدى من كان اثر المتحمسين لها ممن عملوا ككاسحات الغام امام المشروع الامريكي ، ولقد سقطت كل المسيمات والمصطلحات والواجهات التي تمخضت عنها ، والتي اضفوا عليها هالة من القدسية والمهابة السطحية  .....

ما هو الحل وما هو المطلوب ؟

ما عاد للجموع العراقية المستهدفة بالتفجيرات والمفخخات  ، وقد فقدت كل عناصر الثقة بهذه الحكومة المتأزمه المهزومه داخليا ، الا ان تبادر للتعاطي مع قضاياها بنفسها  ، في ضوء السؤال التالي اذا ما فشلت الحكومة فشلا  تاما وضريعا في كل المجالات ...

 فما تنتظر هذا  الجموع الشعبيه ، لمعالجة الاوضاع المتأزمة التي تعينها بالصميم ؟؟ فاذا كان تنتظر قوة قدريه غيبية تخرجها من هذا النفق المظلم ، وتبقى هي جالسة مخدرة  تنتظر مصيرها باستكانة ، ومستسلمة للامر الواقع  ، فعلى الدنيا السلام ، فليحفر كلا من قبره ويحضر كفنه ، هذا اذا بقت منه ثمة اشلاء تعرف  في مسلسل التفجيرات اللاحقة ، ولكن كل الصرعات في التجارب التاريخية تؤكد بانه ، حتى  في احلك مواطن الخيبة والاحباط التي تمر بها الشعوب في مواجهة التسلط والظلم والاضطهاد ، تبرز نخبة مقدامه تكسر كل جدران الصمت والخوف وتبادر الى عمل ما يجب عمله وفق شعورها بالمسوؤلية التاريخية ، ونداء الضمير الجمعي للوطن المستباح والحقوق المسلوبه ...

وعليه اما آن الاوان لبروز نخبة وطنية عراقية مقدامه  غير النخب التقليدية الانتهازية او التي اثبتت عجزها وفشلها في اخراج مشروع وطني يتجاوز كل المطبات القومية والاثنية والطائفية التي برزت كاحدى تجليات المشروع الامريكي ،،،،، وبخطاب يشكل القاسم المشترك الاعظم لهذا التنوع العراقي ،،،،

المطلوب بناء اداة جديد للتغيير بعد ان فشلت كل الادوات الموجودة على الساحة ، لانها لازالت اسيرة الافكار السطوية لحكومات الاسلام السياسي المسؤولة عن استمرارالخراب .....

المطلوب توجه ثقافي وفكري يرفض اساسيات حكومة المالكي ،يرفض في الوقت نفسه كل المنطلقات السياسية والفكرية  وممارسات االشاذة  الجدالعراقي ، بحجة محاربةالحكومة الطائفية ، فكلا الطرفين موضع ادانه ، كلا حسب جرائمه وذنوبه وخطاياه بحق هذا الشعب المغلوب على امرة  ....ولكي اكون اكثر وضوحا فاني ادعو الى تشكيل حركة شعبية تتخطى نمطية الاحزاب التقليديه التي ظلت طيلة العشر سنوات المنصرمه تفسر الماء بالماء ، تشتكي من خراب الوضع ومأسوية الحياة التي تزح تحتها غالبية الشعب العراقي ،ولم تقدم حلول جريئة وملموسه ،غير تكرار التقارير الانشائية في وصف ما يجري .

 ادعو الى تشكيل حزب وطني ثوري كأداة جديدة للتغير  ، فما عاد الصمت ممكنا ازاء استمرار التدهور وانحدارالبلد من السيء الى الاسوء

اتفهم ان البداية شاقة وصعبة ولكن مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحده ، والمطلوب خطوات عمليه بسيطة  ولكن ان نبدأ ككل ، والكل ( أي  الشبيبة الوطنية  الغيورة ) يتحمل مسوؤليته الوطنية ،وتلك مهمة الشبية الواعية المعنية بقيادة دفة التغيير الحقيقي،

واذا لم نبادر الى هكذا توجه عملي ، فأن مسلسل  حرب المفخخات والتفجيرات سيستمر الى ما لانهاية ، وما علينا الا  الاستمتاع بطيران الفيله ،

وعلى الوطن السلام  

 

17 تشرين الأول 2013