جلسة الثلاثاء في البرلمان  : الحسم أم .. / جمعة عبدالله

دعا رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) جميع النواب الى المشاركة في الجلسة البرلمانية , التي كثر الحديث عنها في الاعلام والشارع العراقي . وهنا يتبادر السؤال في الاذهان : هل تكون الجلسة النيابية  بمستوى التحديات وتحسم الموقف من الازمة البرلمانية والوزارية . ام تظل تلعب على الاعصاب التي نفذ صبرها , بالمماطلة والتأجيل ؟ . هل تنهي الخلافات العاصفة داخل قبة البرلمان أم تتلاعب بالنفاق السياسي في اطالة عمر الازمة ؟ وهل التظاهرة المليونية التي سوف تنطلق صباح الثلاثاء في بغداد  , تجعل البرلمانين من الكتل السياسية والبرلمانية , ان يضعوا في قحفة جمجمتهم العقل والحكمة والمسؤولية والضمير . أم يستجيبوا الى أوامر  احزابهم وكتلهم السياسية  , ويطيعون  مثل الخرفان المطيعة والخنوعة , بطلب تمديد الجلسات  بالتأخير المتعمد والمقصود ؟ ان امام البرلمان العراقي  معضلة حساسة وحاسمة وخطيرة لاتقبل التأجيل والمماطلة , بل الحسم الفوري  , لان الوضع السياسي المحتقن والمتأزم  , لايقبل الاطالة والتأجيل . لان التدهور سوف يستمر نحو الغموض والتشعب وخلط الاوراق . لذا لابد من الضمير العراقي المسؤول ان يستيقظ ويحسم المسألة بالتصويت على التعديل الوزاري , وينهي الخلافات النيابية , ويصوت على حكومة تكنوقراط   خارج الاسطبل الحزبي لاحزاب المحاصصة الطائفية . ان الاستجابة الى حركة الاحتجاج المليونية , مسؤولية ضميرية تختبر نواب الشعب في واجبهم السامي تجاه الشعب  , أم انهم يضربون عرض الحائط الاصوات المليونية من الشعب  , ويتبعون اوامر احزابهم الطائفية , بعدم التصويت والحسم , لانها تعد طبخة سياسية على طبق جاهز , بالمحافظة على القديم على قدمة مع بعض التغيرات الهامشية الطفيفة والترقيعية , لصيانة نظام المحاصصة الطائفية من الخدش والتصدع , بأن يكون هو  المتحكم الوحيد في القرار السياسي ,  وتبديل الحقائب الوزارية وتوزيع الحصص على  اسطبلهم الحزبي الضيق , دون الاخذ في عين  الاعتبار ملايين الاصوات المحتجة على نظام المحاصصة الطائفية . الذي خلق حيتان الفساد من كبار المسؤولين في الدولة , الذين برعوا بشكل مافيوي شيطاني في السرقة واللصوصية , لذا فان صلب المشكلة والمعضلة السياسية , في نظام المحاصصة الطائفية , الذي اثبت عجزه وفشله , ودفع العراق الى الخراب والنيران الطائفية المشتعلة , وهذا ينبغي توجيه السهام الى نظام المحاصصة الطائفية , ولابد من تفكيكه وهدمه , لانه اصل البلوى والخراب والمصائب , التي مازالت تقع على رأس العراق منذ 13 عاماً والحبل على الجرار , ولم يبق سوى طريق واحد لخلاص وانقاذ العراق من الاسوأ القادم , ان يساهموا النواب المعتصمين مع الشرفاء في البرلمان , لتشكيل تكتل نيابي عابر للطوائف , يرفع شعار من اجل العراق , وخالٍ من الاطماع والمصالح الشخصية , ويضع مصالح العراق الوطنية فوق اي اعتبار . هذا الطريق الوحيد للخروج من الازمات الطاحنة , ويساهم بشكل فعال , في تفكيك نظام المحاصصة الطائفية , والتوجه الى هوية الوطن , لينهي تردي الاوضاع والاحتقان السياسي , وينهي توزيع الغنائم . لان في  نظام المحاصصة الطائفية تنعمت بخيرات العراق حفنة ضئيلة من السراق والحرامية , وحرمت من خيرات العراق الوفيرة الاكثرية الساحقة . ان التحديات التي تواجه العراق , تتطلب العلاج الشافي , وليس , المخدر الموقت الاسبرين , , ان تأزم الاوضاع السياسية والعامة بسبب تمادي حيتان الفساد , التي تجد في نظام المحاصصة الفرهودية , مظلتها وخيمتها التي يحميها من تبعيات القانونية , ومن المساءلة والاستجواب , بأمتلاك الحصانة القانونية , ومن هذا المنطلق ان محاربة الفساد والفاسدين , تتطلب تفكيك نظام الافعى السامة بالسموم السرطانية  , وغير هذا الحل  فأنه ترقيع من اجل اطالة الازمات والمشاكل