لا للتدخل الامريكي في العراق..! / د.غالب العاني
لا للتدخل الامريكي في العراق..!
لا لتدخل دول الجوار في العراق..!
اكد السفير الامريكي لدى العراق ابان زيارته ولقائه للسيد اياد علاوي في مقره وبحضور السيدة ميسون الدملوجي .. بأن لديه تعليمات من الرئيس اوباما بضرورة بقاء الرئاسات الثلاث الحالية ودعمها، والا سترفع المساعدات العسكريةواللوجستية من قبل الحكومة الامريكية عن العراق .
هذا هو وجه امريكيا الحقيقي التي احتلت العراق مع شريكتها بريطانيا في 9 / 4 / 2003 وكرست المحاصصات الطائفية / الاثنية / العشائرية المقيتة كمنهج سياسي في حكم العراق ، مما وضع القاعدة المادية والظروف المناسبة لأرضية الفساد المالي والاداري كحاضنة اساسية وممولة للإرهاب والقاعدة وداعش، واسس لكل مبررات التصدع والتخلف والتناحر والصراعات المذهبية والعشائرية والقومية وانتشار الجريمة المنظمة والخطف والقتل على الهوية وانتشار استعمال المخدرات وتفشي الفساد في كل مرافق الحياة.
ان مشروع سياسة المحاصصات هده الدي يمثل تحالف شيعة السلطة وسنة السلطة وكرد السلطة،بقيادة من يدعون انفسهم ممثلي الطائفة الشيعية / حزب الدعوة، المجلس الاعلى، التيار الصدري، حزب الفضيلة، بدر، وعشرات المليشيات التابعة لهم/ بتحالفهم الهش مع ما يدعون انفسهم ممثلي الطائفة السنية وكدلك ما يدعون انفسهم ممثلي الشعب الكردي، هدا التحالف المصلحي الردئ الذي فشل فشلا ذريعاً وشاملا على كل المستويات الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية والبيئية وقاد العراق وشعبه ـ و ما يزال ـ الى مجمل من الكوارث المتعاقبة وادخله في ازمات داخلية وخارجية ما برحت تهدد وحدة العراق وشعبه وتزيد من تمزق نسيجه الاجتماعي والثقافي.
ان الشعب العراقي يعيش الان اكبر واخطر ازمة اقتصادية واجتماعية وانسانية وحضارية في تأريخه المعاصر .
فماذا تريد امريكيا ومادا يريد رئيسها ودول الجوار اكثر واعمق من المستنقع الاسن والمأساة التي يعيشها الشعب العراقي بكل أقوامه واديانه وطوائفه مند حوالي عقد ونصف من السنين الضائعة.. ان بقاء الرئاسات الثلاث التي تعكس وترمز للمحاصصة الطائفية والاثنية ـ سيئة الصيت ـ وبقاء القضاء المسيس الذي خان العهد على وضعها الراهن يعني بقاء المأساة وتفاقمها واستمرارها، يعني بقاء الفاسدين والمفسدين والمجرمين وحواضنهم وانصارهم .
فهل هذا ما تريده يا اوباما ؟
ان الحراك الشعبي والتظاهرات السلمية لعموم الشعب العراقي المطالبة بالإصلاح الجدري الدي يعتبر اقرار مبدأ المواطنة الحقة هو الهدف الرئيسي والعامل الحاسم للخروج من هده الازمات القاتلة. عن طريق بناء صرح الدولة المدنيةـ الديمقراطية ـ الوطنية،التي تعتمد مبدأ، الدين لله والوطن للجميع، وتستمد قوتها من الشعب العراقي المناضل من اجل اقرار وصيانة حقوق الانسان وحقوق القوميات المتآخية الساعية للحفاظ على الوحدة الوطنية وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
مطلع ايار 2016