بعض الملاحظات حول وثائق الحزب الشيوعي .. / عادل كنيهر حافظ
في البداية ليس هناك من بد للقول ، ان حدث مثل تجمع مندوبين منظمات الحزب ، في مهرجان سياسي ، لمناقشة وثائق مؤتمره العاشر ، لهو امر يثير ويحفز ابناء الحزب ، وأصدقاءهم من الوطنيين والديمقراطيين ، لتناول موضوعات النقاش ، بالجدية المطلوبة في البحث والتدقيق وإعطاء البديل الأفضل .
وهنا بودّي ابداء الرأي حول وثائق الحزب المقدمة للمؤتمر العاشر ، أولها : ان نظام الحزب الداخلي يكاد يكون ثابتا وليس هناك من تبديل جدي يستدعي الوقوف عنده طويلا . ثانيا : برنامج الحزب الذي أقر في الموتمر التاسع ومطلوب مراجعته ومعاينة ما تم تنفيذه ،ومن ضل عصي من مهام نظالية ، هو برنامج كبير ويتناول طيف واسع ،
يحتوي على ٢٧ باب ، ماعدى المقدمة التي تبدء من التعريف بهوية الحزب الطبقية ، وأسباب ظهوره وسفر تاريخه النضالي ، وما يعتنقه من مباديء وافكار ...... حتى باب العلاقات الإقليمية والدولية ، وهذه الأبواب تتضمن ٢٣٢ فقرة متتالية تتطلب التناول والتحقيق .
يشير الحزب الى ان نظاله ينصب ، في المرحلة الراهنة على تحقيق،تلك المهمات والاهداف ، الواردة على متن البرنامج ، بيد ان هذا الطيف الواسع من الأهداف والمهمات ، يحتاج الى قدرة خارقة لتحقيقه ،أو حتى شيء مهم منه ، بالرغم من جهادية الشيوعيين العراقيين وإصرارهم وحماستهم الوطنية المعهودة ، لا بد من الاعتراف بان اوضاع الحزب الشيوعي العراقي معروفة ،في هذا الزمن الرديء ، حيث يجد الحزب نفس ، مثل جواد مقيد وتحيط به ، سحابة من ذباب الخيل نعم ما جاء في برنامج الحزب من تحليل وتشخيص وتوصيف للعلاج الشافي ، لا يدع المجال للطعن في ، صحته ، لكن الغرض يكمن في إمكانية التحقيق ، للحصول على المصداقية والواقعية في العمل ، عليه نحن امام مفارقة غريبة ،نحن امام توصيف صحيح لعلاج الأمور ، ولكن تحقيق العلاج بالغ الصعوبة للحدالذي يقارب المستحيل ، من هنا ، لابد من اعتبار هذا البرنامج هو البرنامج العام ، ومن هذا البرنامج تصاغ مهام واهداف يمكن تحقيقها في المدى المنظور ، مثل القضاء على المحاصصة الطائفية ،ومحاربة الفساد الاداري ، وتقديم الخدمات من ماء وكهرباء وغيرها ، وتوفيرالامن للناس ، وتوسيع صندوق الاعانات ليشمل طائفة أوسع ما الفقراء والمحتاجين ، والنظال من اجل سن القوانين المهمة ،مثل قانون النفط والغاز، وقانون الأحزاب ، وقانون انتخابات جديد يكون فيه العراق داىرة انتخابية واحدة ، ... ويقدم للمؤتمر باعتباره البرنامج الاءاني ،لمناقشته وأقرأه ، مع البرنامج العام ،الذي يمثل وجهة نظر الحزب العامة في مختلف أمور الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ........ ، ثالثا: ان يصاغ شعار ،ينعقد تحته الموتمر ، يعبر بشكل مكثف ، عن مهام الحزب النضالية في راهن الضروف ، وان يكون جامعا للقوى الوطنية العراقية ، بالاضافة لكونه صياغة محكمة لمهمة النضال المركزية ، الذي يعتبر حلها مفتاح لحل القضايا الاخرى ، ويمكن ان يكون شعار الموتمر هو ( في سبيل عراق خالي من المحاصصة ، والفساد،) وهذا الشعار يؤيده الجميع تقريبا ، ويجب ان يقدم للمناقشة مع وثائق الحزب الان ، وليس قبل عقد الموتمر بثلاثة ايام .
رابعا : ان يقدم التقري السياسي ، والذي هو الوثيقة الأهم بالنسبة للموتمر ، في وقت كافي ، للمناقشة من رفاق الحزب وأصدقاىهم والنخب السياسة الوطنية العراقية ، وضروري ان يحوي التقرير على تقييم وافي للعمل السياسي منذ الموتمرالسابق ، ورؤيا لما يمكن عمله خلال الأربع سنوات القادمة حتى انعقاد الموتمر الحدي عشر ، ومن المفيد ان يشير التقرير السياسي ، الى ماهية المرحلة النضالية التي يمر بها الحزب ، وما هي طبيعة السلطة العراقية التي نتعامل معها ، وما هي القوى التي يمكن التحالف معها ، وما هي آفاق تطور البلاد الاحق .
خامسا: ان يقدم مقترح لمراجعة وجود الحزب في العملية السياسية ، هل يستمر في إطار العملية السياسية ، ام يكون خارجها ، ليتحرك بحرية اكثر ، لان هناك رأي سمعته من رفاق يحملون الحزب جزء من مسؤولية الانحطاط الذي وصلت اله البلاد ، ولو أني ضد هكذا رأي ، لكن مهم ان يثبت الموتمر وجود الحزب في إطار العملية السياسة من عدمه ليكون حراك الحزب مشفوعا ومقرا من اعلى هيئة في الحزب .
سادسا: ان تكون فقرة ضمن الباب الاول من برنامج الحزب ،تقول ( يعمل الحزب على الحد من التدخل الامريكي في شؤون العراق الداخلية ،) خصوصا وان الأمريكان لم يكتفوا بمنع قطعات الجيش والحشد الشعبي ،في متابعة داعش ، وإنما راحو ا يستهينون بمعاني السيادة الوطنية ، وبهيبة الدولة العراقية ، عندما يدخل وزير الخارجية الامريكي الى العراق دون علم الحكومة العراقية ويستقبله السفير الامريكي في بغداد ، في سابقة غريبة بالعرف الدبلوماسي المتعارف عليه دوليا ، دع عنك ما يقوم به السفير الامريكي في العراق حيث له القول الفصل عندمايلتقي قادة الأحزاب والقوى المتنفذة في الدولة العراقية ..... والتطرق لهذا الامر في برنامج الحزب ، يضيف تأكيدا على موقف الحزب الواضح من السياسة الامريكية الكونية وما تسببه من ماسي للناس في شتى اصقاع المعمورة .
وأخيرا لابد من القول ، ان اوضاع العراق وصلت الى حدود من التدني والانحطاط ، حتى راحت تبعث الضباب في الرؤى التي تستهدف التقويم ، وشحذ الهمم لتحقيقه ، من هنا يمكن النضر الى جسامة مهمة خروج الموءتمر بمشروع واضح المعالم وممكن التنفيذ ، عليهه لايبقى غير الدعاء بألموفقية لشيوعيين العراقيين في إنجاز مؤتمرهم العتيد .