التفجيرات في حمى الصراع على السلطة / جمعة عبدالله

عنوان بغداد اليوم : مذابح . مجازر . دماء . حرائق . انهيار أمني . هذا الجحيم يفتك بالمناطق الشيعية . ولا توجد في الافق بادرة انفراج وحل  , بالخروج من جحيم الموت من التفجيرات الدموية , التي اصبحت ظاهرة يومية , تحصد ارواح المواطنين الابرياء , وتركزت بالاخص على المناطق الشيعية , باهداف ومرامي مقصودة ومتعمدة , لانها وجدت الفرصة الذهبية , في ابادة الشيعة بحمامات الدم , وتحت راية  الحكم الشيعي , والاحزاب الشيعية الحاكمة  , التي وضعت مصالحها الضيقة والحزبية , فوق ارواح ابناء جلدتهم , ولا توجد رغبة حقيقية وصادقة في مساعدة ابناء جلدتهم في هذه المحنة  الدموية . لانهم في سعير  حمى الخلافات الطاحنة حول المناصب والكراسي , التي اصبحت اشرف واعلى همة وقامة من مصالح الوطن والعراقيين , بأن اصبح بريق السلطة دينهم ومذهبهم الاوحد . فلا حكومة ولا برلمان كل شيء  متعطل ومتعثر ومشلول. انهيار امني كامل , اجهزة امنية مخترقة يلعب في عبها الفساد والرشوة  , لذا فأنها الفرصة السانحة تشير الى زيادة في  وتيرة التفجيرات الدموية .  في هذا الوضع المأساوي الكارثي ,  الذي  انحدر اليه  العراق الى المستنقع الخطير  , بتشجيع من الاحزاب الشيعية الفاسدة , التي تتصارع من اجل السلطة والمال الحرام . ولا يعيرون اهمية الى الخراب والدماء الذي اصاب العراق   . فحزب الدعوة يصر بعناد على التمسك بمنصب رئيس الوزراء . حتى لو تعرضت الطائفة الشيعية  الى الابادة والتصفية الجماعية .... مجلس الاعلى ( عمار الحكيم ) يصر على عدم الافراط بحقائبه الوزارية . لانها غنيمته الشرعية من الغنائم والفرهود في نظام المحاصصة , ولا توجد نية على التنازل عن اية حقيبة وزارية , مهما كانت الاحوال , لانها تدر عليه المال والذهب والدولار . التيار الصدري يلعب على وهم  الزعامة والتسلط  , بان يكون اللاعب الاول في اختيار الحقائب والمناصب , وهو الذي يرشح ويختار ويرفض , ويركب الموجة بالابتزاز السياسي الرخيص , بدفع ابناء جلدته الى الموت والجحيم , ويلعب ( حاكم الزاملي ) لعبته الشيطانية بالابتزاز , في سبيل الحصول على  حقيبة وزارة الداخلية . فكيف يأتي الاصلاح والانفراج , وكيف تتم معالجة الامور بالحرص والمسؤولية , في ظل الانهيار الامني والسياسي , والكل يلعب من اجل الخروج من حلبة المصالح الحزبية , الفائز الاول . كيف يتم الاتفاق على التغيير الوزاري وحل ازمة البرلمان , وكل يرفض التنازل عن حصته , والكل  يهدد ويتوعد بالويل والجحيم  , اذا لم يحظى بحصته كاملة غير منقوصة , حتى لو تهدم العراق حجراً على حجر . كيف تتم معالجة الوضع الامني المنهار والاجهزة الامنية المخرقة من داعش والدواعش  وغيرهم  , طالما يدفعون  المال والدولار , والاحزاب الشيعية تحد  في حمى الانفجارات الدموية , فرصة   ذهبية للابتزاز والكسب السياسي الرخيص . كيف تكون مواجهة الفاسدين وسراق المال العام , وكل شيء في العراق معطل ومشلول وتعصف فيه الفوضى العارمة  . لا شيء سوى الموت والدمار  , والصراع على المناصب والكراسي . لا شيء سوى المزيد من التفجيرات الدموية والحرائق . والاسوأ المرتقب القادم في ظل حمامات الدم , ان يتحول الى الصراع الدموي بالسلاح بين الاحزاب الشيعية , وبدأت افاقه تلوح ,  وسيكون الخاتمة  لخراب العراق  , ليعبدوا الطريق بكل سهولة لسيطرة داعش وعودة البعث من جديد . حتى يبدأ مهرجان الابادة الجماعية للشيعة على المكشوف , وستكون المجازر والجثث مرمية في الشوارع بشكل يومي . ان وجود  الاحزاب الشيعية الفاسدة , شبيه بوجود وظهور ( الارملة السوداء ) التي تجول وتصول وتزرع الموت في كل مكان , في ظل انعدام الرعاية الصحية والطبية , وهي جزء من الخراب العام  ,  الذي اجتاح مؤسسات الدولة , التي اصبحت فقيرة ومشلولة , وهي نتيجة طبيعية لسياسة السرقة واللصوصية من احزاب المحاصصة الطائفية , ان العراق مقبل على خراب هائل عاجلاً ام اجلاً , والويل كل الويل اذا انفردت داعش بالمواطنين , في ظل العجز الحكومي . ورئيس وزراء فاشل ومشلول  , سوى اصبح غراب اسود بالصراخ والنعيق  , يصرخ يومياً بالتصريحات الفنتازيا , كأنه مخلوق هجين عن العراق , بأن يلوح بالصبر وتحمل الوضع القائم ,  لان  بشائر النصر الكبير  تلوح في الافق , والعزم على معالجة الوضع الامني لحماية المواطن , حتى اصبح هذا الصراخ والنعيق .  اسطوانة مشروخة  لسخرية والمسخرة , والموت يتجول بكل حرية يحصد الابرياء . لم يبق للشعب سوى الدفاع عن نفسة حماية حياته وحياة عائلته , بأن يأخذ زمام المبادرة في انقاذ روحه بكل الوسائل الممكنة  , ان يدافع عن حياته , حتى لو طلب حماية الدولية من هيئة الامم المتحدة , لان الحكومة عاجزة في توفير الامن , ليس هناك طريقة سوى الانتفاض واسقاط الاحزاب الفاسدة , في ثورة عارمة تطيح بهم , ليس هناك وسيلة , إلا ارادة الشعب بالنهوض من اجل كسب الحياة , اليوم قبل غدٍ