لا تجعلوا من الانتصار في الفلوجة . منصة ...../ جمعة عبدالله

معركة تحرير الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي اهلكت قدرات العراق  , فقد جندت الحكومة كل طاقتها العسكرية لحسم المعركة ,  في انهزام تنظيم داعش المجرم وتحقيق الانتصار , ولكنها تراخت امنياً في مناطق متعددة , وبالاخص في  بغداد , هذا التراخي الامني تمثل في زيادة حدة التفجيرات الدموية في الفترة الاخيرة  , التي تطال الابرياء , ولم تضع الحكومة في حساباتها وتقديراتها  , بأن الانتصار في الفلوجة لن يمر بسلام , سيعوض تنظيم داعش  خسارته المهلكة , في الانتقام من اهالي بغداد , وخاصة ان تنظيم داعش يملك حشداً من الخلايا النائمة , التي يحركها وفق مايشاء , الى حشد اخر من المتعاونيين والمتواطئين والمندسين  , والذين يفكرون بالانتقام الطائفي , اذا عرفنا ان تنظيم داعش , يملك قدرة مالية هائلة , يستغل عناصر من الاجهزة الامنية , التي يلعب بها الفساد والرشوة , في عبور السيارات المفخفخة , ان تواطئ بعض عناصر السيئة والمندسة  من الاجهزة الامنية واضح للعيان ولا يحتاج الى دليل  , ولكن الحكومة تغض الطرف عن المحاسبة والعقاب , مما شجع بعض من عناصر الامنية السيئة  , ان تبيع ذمتها وشرفها , بحفنة من المال , وهذه اسباب نجاح تنظيم داعش في الانتقام الدموي . فكان متوقعاً رغم التحذيرات بتشديد القبضة الامنية , ويجب تحذير بشكل صارم  العناصر المسيئة والغثة  من الاجهزة الامنية , من مغبة التواطئ والانخذال في الواجب , سيحتم عليهم عواقب وخيمة , مثلاً الاعدام وحجز الاموال المنقولة وغير المنقولة , وليس الاكتفاء بعقوبة تنزيل الراتب او السجن لاسبوع اواسبوعين , او حتى اقصى عقوبة الطرد , نادراً ما تستخدمها الحكومة , مهما بلغ حجم الضحايا الابرياء , هذا ما عودتنا عليه الاجهزة الامنية المرتشية والفاسدة , فكيف يكون الحال بالتراخي الامني , وانشغال الحكومة ومؤسستها العسكرية والامنية , في معارك الفلوجة في محاصرة تنظيم داعش بطوق الخناق , وترك له حرية التصرف في مناطق اخرى مثل بغداد . ان العبادي واقطاب حكومته واحزاب المحاصصة , تتحمل كامل المسؤولية لهذا الخلل الامني الخطير , بترك بغداد دون طوق او حزام  امني مشدد , حتى يحمي المواطنين من انتقام تنظيم داعش . وهذا يؤكد حتى للجهلة والاغبياء والساذجين , بأن احزاب المحاصصة الفرهودية . غير جديرة بالمسؤولية . غير جديرة بحماية المواطن , وانما وجدت غنيمتها المنشودة في السرقة واللصوصية , وتنتهز الفرص للعب على ذقون الشعب بالمخادعة والنفاق , كما هي الآن تستغل ظروف معارك الفلوجة ونشوة الانتصار , في الهجوم على الاصلاح والتغيير وشطبه نهائياً من قاموسها اليومي , ويأتي قرار المحكمة الاتحادية بالغاء تعيين الوزراء الجدد , برفض التعديل الوزاري الاخير  , ورفض الاصلاح برمته , ومنع تقليم اظافر حيتان الفساد . ان احزاب المحاصصة الفرهودية , تنفست الصعداء , بعد الضغط الشعبي الهائل , التي اجبرها ان تنحي امام عاصفة الشعب  , لكنهم وجدوا الفرصة الثمينة , ان يتخلوا عن وعودهم وتعهداتهم بالاصلاح الجذري , وهل ننسى تقديم الوزراء استقالاتهم الى رؤوساء كتلهم , وليس الى العبادي المهزوز والضعيف , وقد ركبوا موجة الاصلاح والتغيير , حتى اصبحوا فرسانها الاشاوس والميامين بأقتدار  . اينهم هم  اليوم ؟ لاذوا بالصمت وهم فرحين , بأنهم انتصروا على الشعب. اين حكومة تكنو سخام , التي جعلوها حكومة ملائكة لحل معضلات العراق وبناءه من الجديد بالاصلاح والتغيير الحقيقي . لقد عبر العبادي المهزوز والضعيف عن ارتياحه الكبير , امام ممثلي عدد من وسائل الاعلام بقوله ( بأنه يحترم قرار المحكمة الاتحادية , وليس لديه مانع بعودة الوزراء القدماء الى وزاراتهم ) . هكذا يثبت العبادي الضعيف والمهزوز , بأنه شريك اساسي في عمليات الفساد والرشوة والسرقة واللصوصية . شريك اساسي في الدفاع عن نظام المحاصصة الطائفية الفرهودية , وهو مقتنع تمام الاقتناع مثل بقية قادة الاحزاب الاسلامية الفاسدة , بأن اي تنازل للشعب حتى لو كان صغيراً , فأنه يجر الى تنازلات اخرى لصالح الشعب , وقد يجر الى سلسلة اصلاحات اخرى , تضرب بالصميم حيتان الفساد , وقد يقود الى تصدع نظام المحاصصة الفرهودية , وقد يؤدي الى تصاعد المطالبات الشعبية , بعودة الاموال المسروقة من ضلع الشعب , وتقدر قيمتها بأكثر من 700 مليار دولار . لذلك فأن حيتان الفساد صعدت حميتهم ونشوتهم  بعد الانتصار على الشعب , بعدما وجدوا فرصة الانتصار , بأستغلاله ابشع استغلال , لا اصلاح ولا تغيير , لتتنعم حيتان الفساد على الوسائد الحريرية , وهم يكتنزون الذهب والفضة والدولار . فما اهمية حجم الكبير  المواطنين اذا ذهبوا ضحية التفجيرات الدموية , وحتى لو اتخذت مسار الابادة الجماعية , بالاخص الشيعة المنكوبة بهؤلاء الحرامية , الذين ليس لهم ذمة ولا ضمير وشرف واخلاق , انهم عبيد الدولار . ولكن هل يقبل الشعب بهذا الذل والمهانة ؟ هل يقبل ان يكون ضحية التفجيرات الدموية , والقادة في امان وفردوس الجنة  , لا تقترب منهم حتى  ذبابة واحدة . هل يقبل ان تتاجر بدمه الاجهزة الامنية التي يلعب في عبها وضميرها وذمتها الفساد والرشوة ؟ ان امتحان صعب امام الشعب , لا يحل إلا بالحسم لصالح الشعب ضد عتاوي الفساد