حكومة العبادي معزولة عن دول العالم  / جمعة عبدالله      

تلقت المملكة السعودية سيلاً غير منقطع , من رسائل وبرقيات  التضامن والاستنكار والتعاطف الكبير , من الدول العربية . الدول الاسلامية , والدول الاقليمية . الدول الاوربية , وكبقية دول العالم , والمنظمات الدولية والانسانية , من الرأي العام  العالمي , من منظمات المجتمع الدولية بمختلف اختصاصاتها , على الحادث الاجرامي في المدن السعودية , ( القطيف ) و ( المدينة المنورة ) وكان عدد ضحايا العمل الاجرامي والارهابي . 4 أشخاص قتلى   و5 مصابين , وقد ابرزت وسائل الاعلام الدولية , الحادث في صدر نشرات الاخبار , وعبرت عن التعاطف الكبير مع السعودية , وارسلت رسائل التعزية الى عوائل  الضحايا , وكذلك اهتمت  بادانة العمل الاجرامي الارهابي . وحتى الدول التي تملك ابراج عالية زينتها بالعلم السعودي , وكذلك اجتمع   مجلس الامن بكامل اعضاءه وخصص في  جلسته الحادث الاجرامي , وعبر عن ادانته واستنكاره للعمل الارهابي الاجرامي , وعبر عن تضامنه ووقوفه مع حكومة المملكة والشعب السعودي , وارسل برقيات تعزية الى عوائل الضحايا . وكذلك اجتمع الاتحاد الاوربي في بروكسل , واصدر بيان مماثل لبيان مجلس الامن , وتمنوا العلاج السريع للمصابين . هكذا برزت السعودية , امام دول العالم , في برقيات وبيانات استنكار وادانة وتعاطف كبير ,  بالمكانة المرموقة الكبيرة  . ونقارن هذا الحشد الدولي الداعم والمتضامن  بالوقوف مع السعودية , مع حالة العراق المنكوب . بالتفجيرات الدموية المروعة , بالمجازر البشعة التي تطال المواطنين الابرياء بين فترة واخرى , واخرها التفجير الدموي المدمر في الكرادة . بغداد . الذي حصد المواطنين الابرياء , حيث بلغت الحصيلة غير النهائية  لحد الآن 450 شخص بين قتيل وجريح ومحترق . كأن هذه الدماء الزكية التي سفكت ليس لها اهتمام وشأن وتعاطف ورأفة من دول العالم  . فلم نسمع بيانات وبرقيات استنكار وادانة وتضامن وتعاطف , من جميع دول العالم ومنظماته الدولية والانسانية ( ما عدا ايران ) . لم نسمع عن اجتماع مجلس الامن , او الاتحاد الاوربي , او منظمة التضامن الاسلامية , او الجامعة العربية . او . او . أو ..... الخ . لماذا هذا التجاهل والصمت الدولي المشين  ؟ رغم ان التفجير الدموي يماثل مجازر النازية المروعة . لماذا لم يتلقى العراق اي تعاطف  وتضامن دولي وانساني من المجتمع الدولي  , حتى وسائل الاعلام العربية والدولية والعالمية , برزت التفجير الدموي في الكرادة , بأنه نتيجة منطقية للصراع الطائفي منذ عام 2003 ولحد آلآن  , وحالة التدهور العام الذي يشهده العراق , وسيطرت  المليشيات الطائفية في الشارع , وفي اقترافها  الانتقام الطائفي والاعمال العنف الدموية الانتقامية  . كما اشارت الى ضعف الحكومة وهزالتها , وحملتها كامل المسؤولية لما يجري في العراق من قتل  ومجازر دموية , وهي مسؤلة عن الخراب والانهيار الوضع الامني والسياسي  , لانها تركت قيادة شؤون العراق , وتحصينه وحمايته  من الارهاب الدموي والارهابين  . وانشغلت باللصوصية والسرقة والفساد المالي , وهزالة الاجهزة الامنية , التي يلعب في عبها الفساد والرشوة والصفقات المشبوهة مثل صفقة السونار التي كلفت العراق الملايين الدولارات , وليس له علاقة لا من بعيد ولا من قريب في كشف المتفجرات والعبوات الناسفة , وانما علاقتها تختص  بكشف الروائح  , وكما اشارت الى الانعدام الاستقرار الامني والسياسي  في العراق ,يرجع الى  التنافس على الفرهود والغنائم والنفوذ والمال  . هذه حقيقة الرأي العام الدولي , ودول العالم اجمع  , وهي  المهازل التي اوصلتنا اليه ,  الاحزاب الاسلامية الطائفية الفاسدة  , بأن وصل الحال الى قمة المأساة , بأن  الضحايا والدماء الطاهرة من المواطنين الابرياء , ليس لها قيمة ومكانة ومنزلة في دول العالم والمجتمع الدولي ,  وليس لها رصيد من التعاطف الانساني  , لان الشعب العراقي ,  بسبب بأنه  هو من منح الثقة الى الاحزاب الاسلامية الفاسدة ان تتحكم في مصيره  , وعليه ان يتحمل كل  النتائج الكارثية التي تقع على رأسه , ويدفع ثمنها الباهظ , لذلك فقد وخسر  التعاطف والتضامن الدولي في نكبته الدموية . بأن الشعب هو المسؤول عن الخراب والمجازر , لانه وضع مصيره في ايادي  غير امينة , ولا حريصة على الشعب بان تكون سداً منيعاً يحميه من الارهاب الدموي . ولكن من جانب اخر يعزو هذا الانعزال والتجاهل الدولي لمصائب ونكبات الكارثية , الى الفشل الذريع  لوزارة الخارجية , بانها فشلت في ايصال رسالة العراق الحقيقية الى دول العالم , فشلت في علاقتها الدبلوماسية , فشلت في تكوين منظومة من الدول الصديقة والشقيقة , فشلت ان تكسب بعض الدول  , التي تقف الى جانب العراق في  محنته وشدته الكارثية  , . وهذا يؤكد بأن العراق وحكومتة هجرت العلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي الدولي  , فقد حول الوزير الريزخوني ( ابراهيم الجعفري ) وزارة الخارجية الى وزارة ريزخونية بامتياز . ونسى الصداقة والعلاقات مع دول العالم ( ما عدا ايران ) , وهي ايضاً تتحمل نتائج المدمرة لهذا الانعزال , ان يفقد العراق مكانته ومنزلته الدولية بأن تصل الى الحضيض  . بدليل تجاهل العالم الدماء الزكية التي سفكت من الانفجار المدمر , هكذا اوصلت العراق احزاب الفساد والفاسدين الى قاع الحضيض  .

ملاحظة هامة : هذا لايعني بأن السعودية ضحية الارهاب حتى تبرز بهذا التعاطف والتضامن الهائل من دول العالم  , بل هي مع شقيقتها ايران , هما من يصدران الارهاب الدموي  الى الخارج  والدول المجاورة ومنها العراق