الوطنية لها رجالها الشرفاء / جمعة عبدالله                        

دأب قادة احزاب نظام المحاصصة الفرهودية ,  على ابتكار اشد  اساليب بالنفاق والتلون والتملق  , حسب المناخ السياسي , لتغطية على فداحة سلوكهم ونهجهم في السرقة واللصوصية . اي انهم يحملون وجه الشيطان الفاسد , ووجهه الراهب  النزيه المصلح , هذا العهر والمتاجرة اصبح  نهجهم السياسي اليومي  , يعتقدون بأن هذه الاساليب في المراوغة ,  بأنها كافية لتلميع وجههم الاسود في الاختلاس والاحتيال , في نهب البلاد والعباد , وترك  العراق هيكل  منخور بالفساد والفقر والارهاب الدموي . ان عقليتهم انحصرت كلياً على التنافس على انتزاع اكبر حصة من الكعكة العراقية . مما سببت سياستهم اللصوصية , ترك المواطن عرضة للارهاب الدموي , الذي يحصد الابرياء يومياً دون انقطاع . لقد انصب جشعهم الاناني , على تكبير وتضخيم مملكاتهم المالية وارصدتهم في البنوك الاجنبية , والعراق يحصد الارهاب وشبح الافلاس المالي  . ان التعاطي  بالازدواجية الشخصية المنافقة , بين وجه الحرامي , ووجه المصلح , الاول  يتحدث عن الاصلاح والوطنية والشرف .والوجه الثاني يسرق وينهب في وضح النهار  , الوجه الاول يتنغم  بافراط شديد بالكلام المعسول ,  عن الحرص والوطنية والدفاع عن العراق , واصلاح الخلل والاخطاء الجسيمة التي ارتكبت  , بقلب مؤمن رحيم وعطوف . هذه الشيطنة برعوا في اختراعها واتقانها ,  بامتياز فائق . فحين يتحدثون في خطاباتهم التهريجية المنافقة , بعسل الكلام , الذي يجعل العراق سيعيش في نور وجنة في بحبوحة العيش الكريم , طالما  يتحدثون عن اصلاح البين والاخطاء الجسيمة , ويذرفون دموع التماسيح بالحرص على العراق واهل العراق , وهم دفعوا العراق الى الخراب , وجعلوه يسير في حقل من الالغام ...........  مثلاً عمار الحكيم في خطبته الاخيرة , لبس ثوب الوطنية والحرص , وراح يغرد كالبلبل الفتان يطيرُ في البستان . وهو الذي شفط ونهب البلاد والعباد , في السرقة والاستيلاء والاستحواذ على الاراضي والعقارات في الجادرية , واستولى على الموارد المالية لوزارتي النفط والنقل , وحول اموالهما الى رصيده الشخصي وكذلك الى خزينة حزبه , الذي انفتح على العراق بالاعلام والفضائيات , وشراء الاصوات الانتخابية , وشراء الكتاب المنافقين والمتلونين المدفوعي الثمن , كذلك شراء الشخص الذي يشارك في احتفاليتهم ومظاهراتهم , كما حدث مؤخراً لشخص المشارك يدفع له مبلغ 50 ألف دينار , وللمرأة 75 ألف دينار , كأن المواطن بضاعة قابلة لشراء والبيع . يتحدث بنفاق عن الحرص والشرف والوطنية ( كانت تجربتنا في الحكم صعبة ومرة وقاسية , ارتكبنا فيها اخطاء , لعلها غير مقصودة , ولكنها جسيمة , كادت ان تضيع كل شيء ) ويضيف اكثر وضوحاً في التملق والنفاق عن ( الاولوليات في اعادة هيكلة الدولة , تحتاج الى تنازلات , بتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ) حتى يتحقق السلم الاهلي وانهاء شرور الازمات التي تعصف بالعراق  . لا شك ان هذا الكلام الوطني المعسول , يتطلب فعل وتطبيق وتنفيذ  , حتى لا يكون هذيان المحموم , او ثريد الكلام المنافق . يحتاج اولاً  الى اصلاح النفس وتطهيرها من الفساد وعقلية النهب والمال الحرام , ثم تطهير بيته الذي يعج بعتاوي الفساد الشرسة , وان يقوم بالمبادرة , بأرجاع المسرقات من الاموال والاراضي والعقارات الى الدولة , او الى الاهالي التي سلبت منهم , وان يصلح العيوب والاخطاء الجسيمة في البيت الشيعي , ولاسيما وانه رئيس التحالف الوطني الشيعي  , هذا الطريق السالك الى  الحق والعدل , حتى يكون قدوة للاخرين , وان يبادر بشكل فعلي بتطبيق كلامه المعسول ,  وإلا يكون نفاق وتملق وشيطنة , واستخفاف بعقول الشعب , كأنه يتعامل مع  شعب ابله وعبيط وبليد , فاقد العقل والبصيرة , لا يميز بين الاسود والابيض . مثلما يتحدث نوري المالكي عن الوطنية والحرص والمسؤولية , وهو الذي دفع العراق الى الخراب والدمار والمجازر الدموية , في عهده الكارثي , الذي اصبح العراق لعبة بيد الفاسدين ,  وبيد  الارهاب الدموي لتنظيم داعش الدموي  . حتى السيد العبادي , اعترف , بأن هناك مبلغ قدره 120 مليار دولار في خزينة البنك المركزي  , ضاعت في عهد المالكي , ولا يعرف مصيرها احد  , ولايعرف اين صرفت  وانفقت هذه الاموال , ولا توجد حسابات او وصولات , تحدد وجهة هذه الاموال التي ضاعت بفعل فاعل . هذا الوجه الحقيقي لحيتان الفساد , ولا يمكن تغطية مخازيهم وعارهم وسرقاتهم , بمعسول الكلام المنافق , الذي ليس له رصيد , سوى فقاعات هوائية من تخمة المعدة من الطعام الثقيل . انها احد اوجه السياسة العاهرة , بالمتاجرة بالعراق في المزاد العلني . كأن الوطنية والشرف والحرص والمسؤولية , حبوب تباع في الاسواق الشعبية , او في بسطية الباعة المتجولين ........ انها عملية شيطانية في امتصاص النقمة الشعبية ضدهم , في تعاطي النفاق لضحك على الذقون ............ والله يستر العراق من الجايات