الحل عند الفلاح بيب سيمبسون / نجم خطاوي                            

لم يعد خافياً على القاصي والداني استمرار مسلسل سرقة أموال الشعب وبالخفاء والعلانية, وبأشكال وطرق مبتكرة وعصرية. وفي كل مرة لا تفلح المحاكم ولجان النزاهة ومكاتب المفتشين, وغيرها من الجهات, في اكتشاف اللصوص والحرامية, خصوصاً وقد أتقنوا كل أسرار وطلاسم الشغل كما يقولون, وبات من الصعب الوصول لخيوط توصل لحقائق نهبهم وسرقاتهم.

 ولأول مرة في تاريخ العراق تلجأ السلطة للاستعانة بمحققين أجانب ومن دول مختلفة لكشف العتاوي والحيتان وفاقدي الضمائر من الذين أقعدوا البلد على الرنكات كما يقولون.

في أرياف الجنوب العراقي وعند الرعاة في كوردستان العراق, اعتاد الفلاحون وملاك الغنم والماعز في وضع اشارات ملونة فوق صوف حيواناتهم لتمييزها, واكتشافها حين تضيع أو يسرقها أحد.

ربما لم يكن السيد بيب سيمبسون الفلاح وصاحب المزرعة الانكليزي في منطقة  تروثبيك Troutbeck في بريطانيا قد اطلع على تجربة الفلاحين والمزارعين ومربي الأغنام والماعز العراقيين, في حماية أملاكهم من خفافيش الليل والحراميه, لكن طريقته بحق قد فاقت كل فنون التفكير في حماية الخرفان والحد من سرقة المواشي.

بيب سيمبسون فلاح انكليزي ومالك أغنام. في السنوات الأخيرة أرهقته الخسائر بفقدان أكثر من 300 خروفا من قطيع أغنامه الكبير, حيث كانت تسرق ودون أن يتمكن في معرفة الجناة. وبعد تفكير في الأمر توصل لفكرة تخلصه من الحراميه والسراق, والذين يصعب اكتشافهم, وخصوصاً أن الأغنام تتشابه في الأشكال والأحجام أحياناً. حيث قرر أن يصبغ جميع أغنامه المتبقية ال 800 باللون البرتقالي, وبصبغة من الصعب إزالتها ولكنها في نفس الوقت لا تحوي على مواد كيميائية مضرة بالأغنام.

ولم يعد الأمر مجرد 800 رأس أغنام مصبوغة بالتمام باللون البرتقالي في مزرعة السيد بيب سيمبسون, بل أن السواح في المنطقة بدؤوا في التوافد على المنطقة لمشاهد الخرفان البرتقالية, وصار الموضوع حديثا وسط أهل المنطقة, والتي حسب ما نقله البوليس في منطقة كومبريا Cumbria  فأن حوادث سرقة الأغنام قد ازدادت هناك.

ليس من المعلوم قيمة مبلغ كلفة أصباغ الفلاح سيمبسون التي أنفقها في صبغ صوف خرفانه ال 800, ولكنها بالتأكيد ليست باهظة في حال مقارنتها بأثمان خرفانه المسروقة.

ربما سيجد العراقيون في يوم ما حالهم مضطرين لتقليد تجربة الفلاح الانكليزي سيمبسون في حماية أموالهم وثرواتهم من الحراميه واللصوص, وصبغها  ليس بالبرتقالي بل باللون القرمزي الطوخ الذي سيميزها بسرعة ومن مسافة بعيدة.

ملاحظة

المعلومات عن صحيفة Aftonbladet

السويدية الصادرة يوم الأربعاء 28 أيلول 2016