تركيبة المؤتمر العاشر – هل هي قادرة على التغيير؟ / مازن الحسوني

لا شك بأن الكثيرين حزبيين كانوا أم مؤازرين يعولون على  المؤتمر العاشر لإحداث تغيير فعلي بحياة الحزب الشيوعي العراقي الداخلية من أجل تغيير دوره السياسي بحياة المجتمع العراقي.

 ولهذا يترقب الجميع انعقاد ونتائج المؤتمر العاشر للحزب.

ولكن هل يمكن التعويل على هذا المؤتمر لإحداث التغيير؟

قبل الاجابة على هذا السؤال  لابد من فهم تركيبة أعضاء المؤتمر.

سيتكون المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي من المندوبين على النحو التالي:

- أعضاء  ل.م لحشع ولحشكع واللجان المرتبطة  ب ل.م مثل (لجنة الرقابة المركزية وعدد من اللجان الأخرى) وهؤلاء مندوبين (بلا فيزا) أي غير خاضعين لانتخابات في أماكن عملهم الحزبي مثل بقية المندوبين (المجاريد). وستكون نسبة هؤلاء بحدود 35-30% من الحاضرين. ولا يعول إلا على عدد محدود جدًا منهم بالمطالبة والإصرار على التغيير لواقع الحزب الغير مقنع للجميع سواء من داخل الحزب أو خارجه.

- رفاق الخارج وهم عدد محدود وأن وجد منهم من ينادي بالتغيير سيبقى دورهم محصورًا بالتحريض والتشجيع للتغيير دون أن يحسموا شيئًا بسبب قلة عددهم والتي تكاد لا تتعدى 5% من المندوبين.

- رفاق الداخل والذين ينقسمون على النحو التالي:

*رفاق شباب جدد دخلوا العمل الحزبي بعد 2003 وبعضهم خالي من عقد الماضي ويحملون أفكارًا طيبة ولكنهم يفتقرون للخبرة بكيفية التعامل مع هكذا فعاليات كبيرة ومن الممكن الاستفادة من حماسهم واندفاعهم  ونسبتهم حسب تـصوري تتراوح ما بين 5-10%.

*رفاق قدامى بقوا بالعراق وانقطعوا عن العمل منذ ثمانينات القرن الماضي وعادوا بعد سقوط الصنم وهم لازالوا يعيشون حياة السبعينات بطريقة أدارة العمل الحزبي والولاء الأعمى للقيادة متأثرين بالجو العام للبلد سواء العشائري أو الديني  أو القومي والذي يرى عدم المساس بالرمز مهما بدر منه من أعمال وهؤلاء يشكلون نسبة تصل بحدود 30 -20% وبالتالي ليس بالسهل انتظار شيء كبير منهم.

- ما تبقى هم رفاق قدامى عاشوا نفس ظروف الفئة التي قبلهم ولكنهم ذو عقلية متفتحة متنورة تحلل الواقع الحالي بطريقة صحيحة وترى ضرورة تغيير الحال لأجل تطوير الحزب بعيدًا عن الولاء الأعمى للقيادة وبدأ الكثير منهم يقود العمل بروحية لا تريد السير بنفس الطريق القديم الذي لم يقنع بنتائجه أحد ما.

  • هؤلاء بدأوا يكتبون وينشطون بطريقة تبعث على الاعتزاز خاصة وهم قادوا التنظيم بشكل كبير بعد السقوط واكتسبوا خبرة جيدة بالتعامل مع الاحداث. لكنهم اصطدموا بروتين العمل المقيد للإبداع ونظام داخلي جامد يحد من حرية التطور وهو ما جعلهم ينشدون التغيير ولكن بخشية أول الأمر.
  • أما الآن فلقد بدأت أصواتهم تعلو وبدأوا يتخلصون من عقدة ذنب الماضي والانقطاع عن العمل التي كانت تحرجهم سابقًا خاصة وأنهم تلمسوا حقيقة أن ليس كل من أستمر بالعمل الحزبي طيلة هذه السنوات يعتبر النموذج الوحيد للعطاء الصحيح.
  • واقع الحال أثبت بأن الكثير ممن استمروا دون انقطاع بالعمل الحزبي أساءوا لرفاقهم أكثر مما فعله الأعداء.
  • من كل ما تقدم نفهم بأن عملية التغيير ستكون صعبة ولكن ليست بالمستحيلة لو أحسن من يرغب بالتغيير من كل هذه الفئات وتلمس المشتركات الإيجابية مع طروحات ومواقف الآخرين من الفئات الأخرى.
  • أي أن توحيد جهود عناصر هذه الفئات الناشدة للتغيير ستعطي ثمارًا إيجابية في طرح عملية التغيير لكثير من ثوابت الحزب المعرقلة للتطور ومن ثم المطالبة بوضع قوانين عمل (سواء بمواد النظام الداخلي أو البرنامج) جديدة للوصول لهذا التغيير وصولاً إلى المطالبة بتواجد طاقم عمل قيادي على قمة هرم الحزب (سكرتير ومكتب سياسي ول.م) متنور متفتح على كل الأفكار الديمقراطية الداعمة للتغيير.

لقد أنقضت سنوات  عديدة كان بالإمكان الاستفادة منها بطريقة أفضل والحصول على نتائج واضحة توازي طاقات وإمكانيات الحزب وعناصره والتي تحسده الأحزاب الأخرى على هذه الأمكانيات.

علينا أن لا نضيع سنين أخرى في التراجع بالتأثير بالمشهد السياسي والذي يسبب خيبات أمل نفقد من خلالها الكثير من الرفاق  وليس من السهل تعويض هؤلاء.

لكل رفاقي مندوبي المؤتمر العاشر أصحاب مشروع التغيير لا تترددوا في وضع خارطة طريق جديدة لمسيرة الحزب ليتبوا مكانته الحقيقية في قيادة جماهير الشعب التي سأمت كذب وخداع الأحزاب المتعكزة بالدين والطائفة والقومية وتحتاج  الحزب الشجاع ألذي يأخذ بيدها لبناء مجتمع العدالة والتسامح والتآخي والازدهار وعدم الفساد.

ماذا تقولون يا رفاقي  مندوبي المؤتمر العاشر هل أنتم بقدر هذه المسؤولية وتغيروا واقع حال الحزب؟

- الجواب بعد المؤتمر.

 

9/10/2016