المؤتمر العاشر – هل يصالح الحزب مع رفاقه ؟ / مازن الحسوني
عند الحديث عن المصالحة لابد من الفهم بأن هنالك خصومة ما، وفي حال الحزب الشيوعي العراقي فأن خصومته مع رفاقه هي من نوع آخر.
هنالك فئتان من الرفاق لهم هذه الخصومة مع الحزب.
- الفئة الأولى
هي الرفاق الذين لازالوا بداخل التنظيم الحزبي ومبعث الخصومة هي مجموعة الأعمال التي قامت وتقوم بها الهيئات العليا دون أن تستشير الهيئات الدنيا أو لم تكلف نفسها بالرد على ملاحظاتهم في الكثير من القرارات والمواقف سواء التي تخص المنظمة التي يعملون بها أو تخص مجموع الحزب.
خذوا مثلأ
* حزب يدخل انتخابات برلمانية وقواعده لا تعرف مع من يتحالف الحزب ولماذا.
* حزب يضع قائمة لمرشحيه دون معرفة القاعدة بإمكانية كل واحد منهم ومدى كفاءته لهذه المهمة (يمكن أن تعتقد القيادة بأنهم مرشحيها فقط وليس للحزب الشيوعي العراقي).
* حزب يوافق على دستور للبلد دون مراجعة الموقف مع رفاقه (ربما الدستور يخص القيادة فقط مو لعموم الحزب لو يستكثرون على القاعدة أن تعطي رأيها).
* حزب يجعل من قواعده منفذة لقرارات فوقية فقط دون أخذ رأيها حتى وأن قدمت رأي لا يسمع أو يؤخذ به.
* حزب تخالف قيادته نصوص النظام الداخلي ببعض قراراتها وعند الاعتراض على ذلك لا يسمع الرد ولا يتغير الموقف لا بل لا يبلغون بوصول اعتراض ودراسته واتخاذ الموقف المناسب.
* حزب يخسر انتخابات لمرة واثنين وثلاثة ولا تسمع أحدًا من القيادة يعتذر على سوء النتيجة أو يقدم استقالته (أيام كردستان كثير من أخطاء القيادة التي ذهب ضحيتها رفاق كانوا يبررون هذه الأخطاء بأسباب لا تقنع أي انسان، واليوم يسيرون على نفس السكة).
*حزب ......................الخ بربكم كيف سيكون حال الرفاق بعد هذه المواقف الغير مقنعة لأحد بالتأكيد ستنعكس على نشاط هؤلاء الرفاق وبالتالي سيعملون بنسبة لن تكون أكثر من 10% من طاقتهم للعمل الحزبي.
ما الحل؟ هذا هو السؤال. جوابه بسيط.
نصوص واضحة غير مطاطة بالنظام الداخلي تضمن حقوق وواجبات كل فرد ولجنة. أي تعديل فقرات النظام الداخلي وخاصة حق الاعتراض وضمان الرد قبل التنفيذ وصلاحية ل.م بأية نقاط لا تعود بها لبقية قواعد الحزب أو التي يجب أن تستشير بها القاعدة.
نص واضح بضرورة تصويت أللجان على القرارات وتدوين هذه القرارات وتبليغ المعنيين بالقرار بنسبة التصويت (يعني الهيئة الأدنى ستعرف أن القرار كان بالإجماع أو بنسبة معينة). هذا لأجل تقييم عمل كل فرد في المؤتمرات التي تلي هذه المواقف ليتحمل كل فرد مسؤولية قراره (الطاسة ضايعة علينا بالمؤتمرات ولا نعرف منو وافق لو لا على اية قضية).
نص واضح بمحاسبة اللجنة أو عضو منها في حالة التجاوز على النظام الداخلي وتفعيل لجنة الرقابة المركزية وتقديمها نشرات دورية بعملها لعموم الحزب وليس مثل ما يحصل الآن (خو مو بس المجاريد يتحاسبون والقيادة على رأسهم ريشة)
من كل ما تقدم وغيره وعند احترام وضمان حقوق القاعدة الحزبية بالمشاركة بالكثير من مثل هذه القضايا أنا واثق بأن مزاج الرفاق سيتحسن بشكل كبير وسنتلمس حيوية ونشاط لكل فرد لتصل نسبة المساهمة إلى 70% أو أكثر من طاقة كل عضو.
- الفئة الثانية
رفاق خارج التنظيم وهؤلاء بالمئات ولازالوا رغم خروجهم من التنظيم فهم بروحية الشيوعي وتفكيره واهتمامه بكل ما يخص البلد وسبب خصومتهم هي تصرفات ومواقف فردية من هذا الرفيق القيادي أو ذاك معهم وعدم الاعتذار أو رد الاعتبار إليهم بعد سنوات عديدة. من هذه الأمثلة:
رفيق يتهم بالتخابر مع المخابرات العراقية ولا يوجد أي دليل على ذلك بل هي رغبة مسؤول لا يحبذه، وعند التدقيق من جهات حزبية أعلى تؤكد عدم وجود أي شيء من هذا القبيل حول الرفيق. النتيجة خسرنا الرفيق دون حق وماذا فعلنا للمسؤول،لا شيء.
لجنة تعمل على تسقيط رفيق بسبب خلافه معها حول قواعد العمل الحزبي ( ألتمت عليه لجنة) والنتيجة نخسر الرفيق دون وجهة حق.
هذه الامثلة أنا عشتها وهنالك الكثير غيرها. الخطورة تكمن بأن كل هذه القضايا تبلغ قيادة الحزب بها ويطلب منها التدخل لحل ومعالجة هذه الأخطاء ولكنها لا تفعل شيء وتقف كالمتفرج.
هذه القضية الهامة أضعها أمام رفاقي مندوبي المؤتمر العاشر لأجل إيجاد حلول جذرية من خلال ما ذكرت (نصوص واضحة بالنظام الداخلي تحفظ حقوق وواجبات الجميع) لأجل إيجاد روحية عمل حزبي جديدة وضخ دماء لكل قواعد وخلايا جسم الحزب والتي تأثرت كثيرًا بسبب سوء تصرفات بعض القياديين قبل أن يجد الحزب نفسه يتراجع أكثر وأكثر بالتأثير داخل المجتمع العراقي.
دون رفاق نشطاء وحولهم جمهرة لا حزبية مستعدة لتقديم كل إمكانياتها لخدمة أهداف الحزب طالما هي تصب لمصلحة البلد، لن يستطيع الحزب الوصول لأي من أهدافه القريبة والبعيدة الأجل.
ماذا تقولون يا رفاق المؤتمر العاشر، هل تعيدون الاعتبار لرفاقكم خارج التنظيم ويقدم الحزب رسالة اعتذار؟ هل ستعيدون الحيوية والنشاط لرفاقكم الآخرين داخل الحزب؟
الجواب بعد المؤتمر!!!
12/10/2016