تحرير الموصل والإنتخابات الأمريكية / لينا النهر                             

في ندوة لي في  عام ٢٠١٤ طرح حزب  اليسار السويدي سؤالا عن داعش وتحرير العراق منه، وكان جوابي حينها: يبدأ تحرير الموصل مع الإنتخابات الأمريكية  . فالعراق وساسته من عرب واكراد ليسوا سوى قطع شطرنج تحركها ايادي مسيطرة . فبين تطلعات السياسيين ومتطلبات الخضوع لهذا وذاك للتوصل الى أهداف شخصيه، قوميه وطائفية قدم ساسة العراق البلد على مائدة مفتوحة . 

 واحتياج أمريكا لمن يشغل امور شعبها بمخاوف هي بالحقيقة بعيدة عنهم ولكنهم بحاجه اليها لتبرير سياسة بلدهم بالتخويف من  دخان نار تاكل الغير وكانت داعش والنزاع السياسي المبني على القومية وغيره افضل مكان للتنفيس عن هذه الاحتياجات . ونرى بالرغم من ان سوريا تمر بما يمر به العراق وأكثر فلا يتدخل احد في حل نزاعاتها او ما تسمى بالتحرير. 

فسوريا لها طرفان معروفان  ، بشار وداعش . فالمقاومة السورية اختفت بين هذين الاثنين . وبين بشار الأسد وداعش حرب اكبر بين روسيا وأردوغان، ولهذا لانرى التدخل الامريكي هناك . 

 ترامب وباء كبير يهدد العالم، ليس فقط أمريكا وحدها. وحملته الانتخابيه ضد داعش والإسلام على انه اكبر خطر يهدد العالم بين اخطار اخرى لاتحصى يهدد بها يحذر منها، وتكون أغلبيتها لا صحة لها ولكنها تمتص من المنتخبين الموالين له تأجج الكره لداعش وما المقصود بداعش هنا ليس فقط المجاميع الإرهابية وانما العراقيين باجمع باختلاف قومياتهم وأديانهم. فالناخب الذي يصوت الى ترامب هدفه الفاشية العمياء لاغيرها ولايفرق بين ارهابي و عراقي . 

 هذا الامر استخدمه الطرفان  في الانتخابات، فرعب العالم من ترامب ( وهو مطلوب جدا ان فاز ويجوز حتى مقارنته بنهاية العالم وانتظار الحرب العالمية الثالثة) استخدمه الديمقراطيون وهيلاري كلينتون وبات اوباما محاولاً ان يحل أزمة الاٍرهاب في العراق في أسابيع قليلة وغير مهتم بمن يقتل او يشرد او حتى بالنتيجة نفسها. الأهم بالنسبة لهم هو استخدام الموصل في الانتخابات وتحقيق النصر وان كان ليس كاملاً وبعيد عن التحرير لكسب الأصوات الانتخابية لهيلاري 

 وبعد ان يتم الفوز يمكن الاختيار بين طريقين ، اما ان تحرر الموصل كاملاً وباسم سواعد أمريكية وترك العراق مرة اخرى للتخلص من نار القومية والطائفية التي كانت هي السبب الاول في هذا كله وبمساندة أمريكية بحته لكل الأطراف في داخل العراق وبهذا يسجل انتصارا لهيلاري في اول طريقها وان كان انتصارا شكليا  ، او اختيار الطريق الاخر بعد فوزها ويبقى الحال كما هو عليه من معارك، النصر يوما والصمت يوما اخر. الى ان يتخذ قرار جديد حسب متطلبات السياسة الامريكية وليس غريبا ان يكون القرار حرب أمريكية على الاراضي العراقية ضد داعش، او غيرها من دول الجوار باسم تحرير جديد. 

المهم ان كلاً من هذه الطرق تكون السبب في التواجد الامريكي في العراق واستخدام السياسيين الأمريكان له كما فعل غيرهم من رؤساء أمريكا لأكثر من عشرين عاما . 

الموصل، العراق اجمع وشعبه لعبة مهداة من ساسة العراق لاسيادهم الأمريكان.