هنا لا تسجل الجريمة ضد مجهول !!!!!! / نجم خطاوي
القانون ضروري وأساسي لتنظيم حياة البشر وطريقة معيشتهم وبشرط واقعيته وعدالته وهو وجد ليحمي الناس وليطبق على الجميع ضامنا حقوق الناس في حياتهم ومماتهم.
وهناك أحكاما تطبق على الجاني وأخرى تنصف المجني عليه وبطريقة تنصف الناس والمجتمع في محاولة التذكير بالعقوبات التي تنتظر من يفكر أو يشرع بفعل الجرم...
حق العيش هو حق للإنسان ولا يستطيع كائن من كان أن يسلبه هذا الحق، ومن يفعل ذلك سيعرض نفسه لأحكام القانون وعقوباتها.. لا توجد احصائية دقيقة في العراق عن عدد جرائم القتل التي راح ضحيتها بشر لا نعرف الأسباب التي دعت المجهولين لقتلهم.
درجت العادة أن تسمي المحاكم جرائم القتل التي لا تحقق فيها أو التي لا تصل لنتيجة لمرتكبيها بالجرائم المسجلة ضد مجهولين، ورغم كون هؤلاء الذين يكنون بالمجهولين يتواجدون في المجتمع وكان يمكن للقانون أن يصل اليهم ويدينهم لو كان القانون من القوة والمناعة والحماية والحياد. وللموضوع حكاية حدثت هنا في السويد وفي مدينة أربوكا،وهي التي دعتني لسرد موضوعي هذا، حيث تعرض رجل في ال٦٨ من العمر للقتل وأصيبت زوجته البالغة ٦٣ عاما بجروح كبيرة, في آب ٢٠١٦، لتلقي الشرطة بعدها القبض على ابنتهما البالغة ٤١ عاما وعلى الشاب زوجها ذو ال١٨ عاما متهمين بجريمة قتل اب المرأة ومحاولة قتل أمها..
الى هذا الحد يبدو الموضوع طبيعيا جدا، لكن القانون لا يهمل هنا خصوصاً في مواضيع جرائم القتل, والجرائم لا تسجل ضد مجهول لتطمر ولتضيع الحقيقة.
المرأة التي يحتجزها البوليس اليوم متهمة بقتل والدها والشروع بقتل أمها، كانت قبل أعوام متزوجة من شخص مات غرقا في بحيرة لم يتجاوز عمقها المتر، وفي حينها لم تسجل الحادثة كحادثة قتل وكجريمة، ولكن التحقيقات في المدة الاخيرة توصلت لبعض الشكوك بأن الزوج الغريق لم يتعرض للغرق بل ان هناك اسبابا أخرى.. ومن أجل اعادة التحقيق بهدف الحصول على معلومات جديدة دالة ومفيدة, قررت الشرطة اجراء الكشف على الشخص المتوفي، حيث ستقوم شرطة ستوكهولم بفتح القبر يوم ١٥ تشرين الثاني وإجراء الكشف ثانية، واتخذت مسبقاً اجراءات مختلفة واحترازية لهذه المهمة, حيث ستحوط الشرطة المقبرة مع عدم السماح بدخولها للزائرين ،كما ستغلق اجواء التحليق في سماء المقبرة....كل هذه الإجراءات والتكاليف هدفها التوصل لحقيقة حول الشكوك بأن الشخص ربما يكون قد تعرض لجريمة قتل ولم يمت بسبب الغرق كما أعلن في حينه....
.........
أقول بأن الانسان يبقى أثمن رأسمال وهو يستحق أن يضمن له المجتمع العيش الكريم وأن يحرص على عدم تعرضه للأذى ومحاسبة من يسيء له ويعرض حياته للأذى أو الموت
.........
المعلومات عن صحيفة أفتونبلادت السويدية
الصادرة اليوم الجمعة ١١ تشرين الثاني ٢٠١٦