الحشد الشعبي يترك العراق ويذهب ......!! / جمعة عبدالله 

انبثق الحشد الشعبي  من فتوى الجهاد الكفائي , التي اطلقها السيد السيستاني , بهدف محاربة داعش الارهابي , والدفاع عن حياض الوطن والذود عنه , بعد ما وقع تحت رحمة تنظيم داعش الوحشي , الذي عاث خراباً ودماراً في العراق , بسبب انشغال القادة السياسيين , بالتنافس الشديد والصادم , في حمى الغنائم والفرهود , والعراك على المناصب وسرقة المال العام , وتركوا شؤون العراق بيد حفنة من الفاسدين , معظمهم خريجي المدرسة والثقافة والعقلية البعثية الفاشية المدمرة , ولهم علاقات حميمة وصميمية مع تنظيم داعش الارهابي , لانهم نفس المدرسة والانتماء عقلاً  وروحا وقالباً , الى العقلية النازية الوحشية المدمرة  , لذلك عملوا بكل جهد ونشاط على تقوية نفوذ داعش الارهابي  , حتى اصبح بدور المؤهل للتهديد بالويل والثبور , وحتى في التهديد   باحتلال بغداد وتحويلها الى انهار من الدماء , بهذا الظرف الخطير والحساس والعصيب , جاءت الفتوى الكفائية , وهي موجهة الى كل الطوائف العراقية , دون استثناء , وليس موجهة الى طائفة واحدة . بهذا النداء الوطني تطوع الاف من المواطنين وبالزخم الكبير  , بالدفاع عن بغداد والمناطق الاخرى , التي  احتلها تنظيم داعش الارهابي , وعاث خراباً ودماراً , واوصت المرجعية الدينية بالالتزام بقيادة الحشد الشعبي , مرتبطة بالحكومة ورئيس الوزراء والبرلمان  , باعتبار رئيس الوزراء  القائد العام الفعلي للحشد الشعبي , دون اشخاص اخرين طارئين  , هذه كانت فحوى فتوى الجهاد , حتى لا يسجل الحشد الشعبي,  بأسم اي سياسي او تيار او حزب  , يستحوذ عليه , ويحرفه عن  اهدافه المعلنة  , نحو الكسب السياسي الرخيص لهذا الزعيم او ذاك  , او اقحامه في زيادة الاحتقان الطائفي او الصرعات والازمات السياسية  , او استخدامه منصة للنفوذ والصعود بأسم الحشد الشعبي , ولكن القادة السياسيين الفاسدين والفاشلين , قلبوا هذه المعادلة , وراح كل واحد منهم يصرح بأسم الحشد الشعبي , او يدعي قيادة الحشد الشعبي , لانهم خسروا كل وزنهم السياسي واحترقت كل  اوراقهم , واحترقت ادوارهم السياسية , لذلك يحاولون القفز على الواقع , لكي يعيدوا اوراقهم محترقة ودورهم الفاشل في قيادة العراق من جديد  , لتحويل هذه الخسائر , الى عملية نفاق  رابحة , تعيدهم الى الادوار الاولى في قيادة العراق من جديد ,  وهذه المرة من باب قيادة الحشد الشعبي , وبكل صلافة واستهتار على مضمون فتوى السيستاني , يزعمون بأنهم هم من اسسوا الحشد الشعبي , قبل الفتوى الجهادية , وبأنهم هم من دعوا الى التعبئة  والتجنيد , وليس الفتوى الجهادية , لذا من حقهم قيادة الحشد الشعبي والتصريح بأسمه . هذا الاستخفاف بعقول الشعب والمرجعية , يشكل غطرسة وعنجهية خطيرة  , ستكون وبالاً وشراً على العراق , وهي في مغزاها  تمدد زمن  الحريق والخراب , وليس المساعدة على اطفاءه بانهاء معضلة داعش المجرم , ان تصريح المالكي الى موقع ( الايلاف ) يشكل بادرة خطيرة في حرف اهداف  الحشد الشعبي , نحو مليشيا تابعة لقائد سياسي , وليس الحشد الشعبي  مرتبط برئيس الوزراء , كما جاء في وصية الفتوى . فقد قال المالكني بصريح العبارة ( أنا من اسس الحشد الشعبي في العراق , وفكرتي عن تأسيس الحشد الشعبي , موجودة منذ عام 2014 ) ويضيف ( وأنا قمت بزج الحشد الشعبي وطالبت بالتعبئة , وبعد ذلك صدرت فتوى المرجعية ) بهذا الاستهتار بالمرجعية الدينية وبالسيستاني , يدعي البطولة المزيفة , بأنه القائد والمؤسس والحاشد الى التعبئة , هو المنقذ الوحيد للعراق , كأن ذاكرة الشعب ضعيفة , نست تماماً عهده الكارثي الذي حطم العراق , وسلم اربع محافظات الى تنظيم داعش الارهابي , ليس بخسارة في الحرب , وانما بعملية الاستلام والتسليم , دون ان تعلو ذرة واحدة من  غبار المعارك ,  وصلصة الرصاص والنار , بهذه المهزلة الكوميدية , يكون النفاق السياسي , من اجل المزايدات الرخيصة ,  والعنتريات الفارغة , والكسب السياسي المزيف . ان عملية الاستحواذ على قيادة الحشد الشعبي , تجري بكل خسة ودناءة , من اجل تشويه سمعته ,  حتى يتمرغ  بالمستنقع الاسن , بأن يكون مليشيات مسلحة طائفية  , تابعة لهذا السياسي او ذاك , ممن اثبتوا الفشل في الخيانة والفساد المالي . بهذا يتجاهلون عن عمد وقصد , فحوى الفتوى الجهادية , وزخم التطوع الكبير , وسقوط منهم شهداء ابرار , ضحوا بدماءهم الزكية من اجل تراب الوطن , وليس من اجل السياسيين , الذين اثبتوا عفونتهم اكثر من عفونة حاويات القمامة والازبال , ولا يمكن ان يكون الحشد الشعبي سلم لصعود حيتان الفساد , والقادة الفاشلين , الذين يجندون انفسهم كخونة وعملاء لبلدان الجوار بشكل مشين وعار   , او يحاولون بنفاقهم بالاستهزاء بالرجولة والشهامة العراقية , بأن يصورون للاعلام والشارع ,  بان الانتصارات الحشد الشعبي , بسبب قائده الفعلي في الميدان ( قاسم سليماني ) كأن الامهات العراقيات عقرت بانجاب رجال صناديد , ولا يمكن اقحام قوات الحشد الشعبي , في الصراعات العربية , والحروب الداخلية , او زجه في الحروب الطائفية مشتعلة هنا وهناك  , مثلاً الدفاع عن النظام الدكتاتوري الفاشي في سوريا ( بشار الاسد ) ,  ومهزلة التقييم العوراء  والعرجاء بالضحالة المعايير عند هؤلاء السياسيين الذين اصبحوا نقمة وبلاء على الشعب   ,  لهم معاييرهم الخبيثة التقييم  , بين البعث العراقي , والبعث السوري , رغم انهما  من نفس الطينة الوحشية والفاشية المدمرة لشعوبهم . ان تصريح هادي العامري ,بأرسال قوات الحشد الشعبي الى سوريا , دعو خطيرة , لانها تفتح صندوق باندورا على مصرعه في اقحامه في معارك  تصب الزيت على النار في العراق  , وتجعل العراق في عين العاصفة المدمرة  , وهذا مخالف بشكل صريح , لمضمون نداء المرجعية , بأن تكون مهام الحشد الشعبي في داخل  العراق فقط وليس ارساله الى  خارج العراق , ويكون بقيادة وامر  رئيس الوزراء  , هو القائد الفعلي وكذلك بقرار من  الحكومة والبرلمان  , وليس بامر  فلان وعلتان وشعيط ومعيط وجرار الخيط ............. والله يستر العراق من الجايات