الإصلاح في الرياضة العراقية / منعم جابر
توزيع الملاعب والمنشآت الرياضية
على جميع محافظات العراق ومدنه بعدالة
الحلقة العاشرة
في الحلقات الماضية عن الإصلاح في الرياضة العراقية تحدثنا عن أهمية القوانين التي تحكم المؤسسات الرياضية ومنها الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية الوطنية وتوفر الرغبة والشجاعة لدى القابضين على قيادة هذه المؤسسات إضافة إلى فتح الأبواب أمام الكفاءات والخبرات والمتخصصين لتقديم ما يمتلكون خدمة للرياضة والوطن وأكدنا على أهمية هيكلة المؤسسات الرياضية وتحديد مهماتها مركزين على أهمية إيجاد معهد وطني لإعداد القادة الرياضيين وتحدثنا عن أهمية الرياضة المدرسية ودورها في تأسيس قاعدة متينة للرياضة العراقية وحاولنا التركيز على أهمية ترسيخ التقاليد الديمقراطية في المجتمع الرياضي وتخلصه من شوائب الدكتاتورية وأنصارها. وسنحاول في حلقة اليوم الحديث عن أهمية المنشآت الرياضية ودورها في تحقيق التغيير والإصلاح في الرياضة العراقية حيث عانى الوطن خلال العقود الماضية ضعفا وفقرا في البنية التحتية وتخلفا في البناء والتحضير عكس الكثير من بلدان المنطقة والجوار التي نهضت وقدمت الكثير مما انعكس على رياضاتها وانجازاتها . أما نحن فقد عانينا الآمرين من ذلك. وعلينا اليوم أن نقدم ما يساهم في تعديل مسار البناء والإنشاء من اجل خدمة عموم الرياضة والألعاب.
خطوات صحيحة بدأت
في الخمسينات .....ولكن؟
في مطلع خمسينات القرن الماضي ومع تململ أسعار النفط أمام مجلس الأعمار تم بناء أكثر من عشرة ملاعب رياضية خدمة للرياضة المدرسية حيث تم تأسيس مجموعة ملاعب بإشراف الإدارات المحلية لخدمة الرياضة المدرسية وقد ساهمت هذه الملاعب الجديدة في نشر الرياضة والألعاب وإضافة المهرجانات والبطولات والسباقات المدرسية وكانت هذه الخطوة جريئة وانعكس الواقع الجديد على الرياضة العراقية . لكن هذه الخطوة ظلت يتيمة ووحيدة حتى تأسس ملعب الشعب الدولي حيث اقر عام 1959 وتم أكمال بنائه من قبل مؤسسة كولبنكيان عام 1966 وفي نهاية السبعينات أيام الخطة الانفجارية تم بناء بعض الأندية الرياضية النموذجية وبعض منتديات الشباب وعدد قليل من المسابح والقاعات التي لا تتناسب مع حجم العراق وسعة الممارسة الرياضية فيه ومع تقدم بلدان الجوار والمنطقة ظهرت عيوبنا ونقصان هذا المجال بشكل واضح .
سقطت الدكتاتورية وهطلت الأموال
وتكاثر الحرامية !
ومع الأحداث الكبيرة في 9/4/2003 وسقوط صنم الدكتاتورية وحصول الاحتلال الأمريكي للعراق وسطوة الحاكم المدني الأمريكي (بول بريمر) وإعلانه تجميد القوانين التي تحكم المؤسسات الرياضية وتشكيل هيئة عليا كقيادة للرياضة العراقية جرت محاولات لإعادة الحياة إلى المؤسسات الرياضية مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية لإعادة الحياة إلى المؤسسات الرياضية مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضية والأندية وجرت محاولات لانتخاب إدارات جديدة بدلا من الإدارات السابقة ومع غياب القوانين ثم إصدار تعليمات وتوجيهات ولوائح وعمت الفوضى في القطاع الرياضي وهطلت الأموال على الرياضة بلا حساب او كتاب! وتسلم البعض أموالاً طائلة لكن بلا ضوابط ومع زيادة الأموال وتكاثرها ازداد عدد (الحرامية) والمتلاعبين بالمال العام والصرف والإهدار بلا (وجع كلب) ! وضاعت مليارات الشعب هدراً. وخرجنا من هذه الفترة بلا أموال وبلا ملاعب ولا منشآت وأنصاف مشاريع تلاعب بها المقاولون وأصحاب الشركات الوهمية وهروب الكثير من الوسطاء الذين سهلوا (للحرامية) طريق سرقة أموال الشعب ! واليوم هناك عشرات المنشآت الرياضية أنجز منها بحدود 25في المائة، وغيرها 30 في المائة، وبعضها وصل إلى 50في المائة، وقد طالبنا بإكمال المشاريع التي أنجز نصفها على الأقل ولكن لا احد يسعى معنا إلى تحقيق ذلك لان أصحاب العمولة (كومشن) قبضوا عمولتهم وليس لهم مصلحة في إكمالها! والآن لدينا المدينة الرياضية في البصرة أكملت المرحلة الأولى وأنجز ملعب كربلاء وهناك بعض الملاعب التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة نطالب بإكمالها او البحث عن تمويل لإنجازها لأهميتها .
توزيع المنشآت الرياضية على عموم الوطن
لقد ميزت الحكومات المتعاقبة في توزيع المنشآت الرياضية من ملاعب مكشوفة وأندية رياضية ونوادي شباب حديثة ومسابح وقاعات وملاعب خماسي ومضامير للسباقات وحلبات ملاكمة مكشوفة وغيرها حيث تركزت بعضها في ممارسة ألعابها وهواياتها. هذا من جانب أما في الجانب الآخر فان المؤسسات الرياضية الداعمة مثل مجالس المحافظات ودوائر الدولة والمديريات العامة للتربية والجامعات ومختلف كلياتها ومؤسسات القوات المسلحة من الجيش والشرطة كل هؤلاء لا نعلم لهم اثرا واضحا او تأثيرا بينا في الساحة الرياضية رغم ممارسة منتسبيها الفعاليات والنشاطات الرياضية مما حمل وزارة الشباب ودوائرها منفردة مسؤولية بناء البنية التحتية الرياضية للبلد كل في مجال اختصاصه. ولو تحقق ذلك لقطعنا أشواطاً كبيرة على الطريق. وأظن أن مسؤولياتنا جميعا هو الدفع بهذا الاتجاه لأنه الطريق الأسرع والاصوب لسد هذا النقص الكبير في المنشآت الرياضية.
غياب واضح للإدارة الرياضية العلمية !
إن أهم ما تواجه الرياضة العراقية من مشاكل هو غياب الإدارة الرياضية العلمية فاليوم نحن نمتلك المئات من المنشآت الرياضية والمؤسسات والملاعب والقاعات إلا أننا نواجه صعوبة في إدارتها إدارة علمية صحيحة لغياب المختصين والعارفين بأسرار إدارتها. وبسبب غياب الإدارات العلمية الصحيحة نجد أن هذه المؤسسات تتعرض للخراب والدمار بسبب الجهل وعدم المعرفة. فلو توفرت المعرفة لزاد الاهتمام ولتطورت هذه المؤسسات وتجاوزت واقعها أما أن نتركها وقيادتها لكل من هب ودب فهذا هو اخطر ما يواجهنا ..........و إلى حلقة قادمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص 7
الاثنين 5/ 12/ 2016