عندما يخجل ، ولا يخجل ، المكتب......... / حكمت حسين
زار رئيس وزراء الدنمارك السيد لارس لوكه راسموسن يوم الجمعة الماضي بغداد ، والتقى مع رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، ضمن برنامج زيارته للقوات الدنماركية المشاركة في الحرب ضمن التحالف الدولي ضد داعش ، والمتواجدين في قواعد حلف الناتو على الأراضي التركية . وصدر عن الجانبين تقريرين صحفيين حول الزيارة وما تم التداول فيها .
ولكن اختلفت صياغة التقريرين ، بحسب اختلاف ثقافة نقل الخبر ، وثقافة العلنية والشفافية ، وثقافة احترام المتلقي ، واعلان الحقائق له ، وهذا ما نجده في خبر هذه الزيارة ، بعد ان نتجاوز الصياغات العامة المعهودة في مثل هذه الأخبار .
الخبر في صيغته الدنماركية ، أبرز ان الدنمارك ستقدم مبلغ 50 مليون كرونة دنماركية للجهود الانسانية لإغاثة النازحين من الموصل ، وخاصة في مجالي توفير الماء الصالح للشرب ، وتأمين شبكات الصرف الصحي في مخيمات النازحين ، وكذلك للمساعدة في تأمين الحياة الطبيعية بعد انتهاء المعارك ، ، وان هذه " المساعدة الاضافية " ستسخدم لعودة الحياة الطبيعية للمواطنين في مدينة الموصل ، ومعروف الجهد العسكري الدنماركي في ضرب داعش ، وكذلك في تدريب القوات العراقية ، وان الدنمارك ستواصل دعم الشعب العراقي .
ما خَجَل من ذكره مكتب اعلام العبادي ، هو ذكر مبلغ ال 50 مليون كرونه الي وعد بها رئيس وزراء الدنمارك ، على اعتبارات الخجل العشائري عند تقبل المساعدات ، كما هم متعارف عليه في مناسبا الأفراح والأحزان ، ولكنهم تناسوا ان ينقلوا الحقيقة الى الشعب .
ما لم يخجل منه مكتب اعلام العبادي هو ماذكره في الخبر : " كما اثنى على القيادة الحكيمة للسيد رئيس الوزراء العبادي " ، وهذه الصياغة غير متوفرة في الثقافة الدنماركية عموماً ، ولم يجر الإشارة لها في الصياغة الدنماركية للخبر .
في الدنمارك يحترمون كفاءات الفرد ، ويقدرون العمل الجماعي ، ولكنهم لا يبالغون في ذلك ، خاصة في مثل هذه اللقاءات الرسمية ، وهذا ما نعرفه من لغة التخاطب بينهم ، رغم اختلافاتهم الفكرية والسياسية في العمل البرلماني والسياسي عموما ، ولايحتاج ان نكون مع رئيسي وزراء الدنمارك والعراق لنعرف ذلك .
إنها ثقافة التزوير والتزويق والمخادعة ، التي تعتمدها احزاب الحكومة واحزاب الاسلام السياسي ، وابواقهم الدعائية من كتاب مأجورين وصحف وقنوات اذاعية وتلفزيونية ، تقدم لهم مايريدون مقابل ما يدفعون .
هل يقرأ العبادي ما يكتبه مكتبه الاعلامي ؟ أم انه أوصاهم بما يجب ان بفعلوا ، وعليهم التنفيذ بابداع ؟
كم أنت مسكين أيها العراقي ، يكذبون عليك ، وتصفق لهم ، وتنتخبهم من جديد ؟
للاطلاع على نص الخبرين ، تجدهما في الرابطين ادناه :
https://www.facebook.com/IraqPMMediaOffice/?hc_ref=NEWSFEED&fref=nf
http://www.dr.dk/nyheder/politik/danmark-giver-50-millioner-kroner-til-hjaelp-i-mosul
11 كانون الأول 2016