هل ماتت التسوية التاريخية ؟ عرب وين وطنبورة وين!! / جمعة عبدالله
هذا السؤال الذي يدور في الاروقة دهاليز السياسية , بأن مراسيم الدفن انهالت عليها وقبرتها تحت التراب , رغم التطبيل والترويج الاعلامي بجهازيته العالية والضخمة , بما يملك من وفير المال , لحملة الدعم والتضامن والاسناد , بأن يسوقوا , بأن التسوية والمصالحة , بأنها حدث تاريخي بارز في العراق , لم يشهد له مثيلاً من قبل , في المبادرات السياسية , هكذا روجوا لها , الكتاب والاقلام الصحفية , الذين باعوا شرف الكلمة والقلم , بثمن رخيص , هؤلاء الكتاب الذين لم تشحذ همتهم , إلا بمورفين الدولار . لذلك حلقوا بها الى السماء السابعة , بأعتبارها انجاز تاريخي عظيم من حكيم الزمان والكون . حرامي الجادرية ( عمار ) فقد دبجوا الكثير من المقالات الثعلبية االتي كتبت بحبر النفاق والتملق , , حتى وضعوا عراب التسوية , في مصاف اولياء الله الصالحين , او انه المهدي المنتظر , الذي جاء بوثيقة السلام وميثاق الامن والامان , لتنقذ العراق من الطوفان والهلاك , لتكون دويلة الكرادة التي اقامها ( عمار ) بمثابة مدينة العلم والسلام والامن والامان والفكر النير , وبابها حرامي الجادرية , هذا الزعيق التافه والسخيف والمنافق , لانه يحمل حرارة الدولار . لقد زعقوا الاعلام والفضائيات بهذا الهذيان المنافق بالصراخ والعواء والنباح صباحاً ومساءاً , رغم انها في جوهرها تسوية او مصالحة او تحالف , مع رموز الفساد والارهاب والاجرام , وهي في حقيقتها الضحك على الشعب وخداعه , الذي هو اولى ( الشعب ) بالتسوية والمصالحة , لانهاء عذاباته وازماته ومشاكله والخروج به من النفق المظلم , وليس التسوية والمصالحة مع الرموز التي تلطخت ايديهم بالاجرام والدماء , من ايتام واعوان البعث الفاشي , الذين عادوا من باب الاحزاب الاسلامية الطائفية ثانية . وساهموا في الحكم والبرلمان , وغرفوا بالفرهود والغنائم , شأنهم شأن الحرامية الاخرين ( كل احنه غرفنا , كل احنه شفطنا ) , لقد رفض الطرف السياسي المعني في التسوية التاريخية , حتى رفض استلامها , وادار ظهره لها , لانهم يريدون الجمل بما حمل . رغم ان من بنودها تتضمن , تصفير الازمات , والغاء قانون المسائلة والعدالة ( اجتثاث البعث ) , وكذلك اصدار قانون العفو العام , رغم هذا الانبطاح والانزلاق السياسي الخطير في الشأن السياسي , لكنها رفضت جملة وتفصيلاً , لان ايتام البعث يريدون الحكم بلا شريك ومنافس لهم , طالما عودتهم الاحزاب الشيعية الفاسدة , على سياسة الانبطاح والتخاذل والانهزام , في ذريعة جبر الخواطر , عفا الله عما سالف , ولكن عراب التسوية التاريخية , لم يفهم الدرس من عواقبها الوخيمة , طالما هو يتمتع في فردوس الجنة , في دويلته المقامة في الكرادة , ليذهب الجميع الى جهنم , وبهذا العناد الغبي والساذج , سافر الى الدول التي هي فعلاً , بيدها مصير العراق والقرار السياسي ( ايران . تركيا . السعودية . قطر ) لعل يضغطون على اجنداتهم في العراق , بقبول بالتسوية التاريخية . ولكن الطامة بالعار اصابت عراب التسوية التاريخية ( عمار ) بالمخازي , بأن السعودية وقطر وتركيا , رفضت استقباله , لذلك اكتفى بزيارة ( ايران . الكويت . الاردن ) هذا الرفض , هو لدفن للتسوية التاريخية نهائياً , التي ولدت وهي ميتة لا حياة فيها . وكان من اولى الامور لعراب التسوية التاريخية , اصلاح خرابة التخارف الوطني ( التحالف الوطني ) باعتباره رئيسه , وتنهشه الخلافات والصراعات , وحتى عدم التوافق على ابسط الاموربينهم , عليه اولاً معافاته من امراضه المزمنة , التي اصابته بالشلل والتفكك , هو يمر في اخطر ازمة خلاف سياسي , قد يقودها الى العنف , والحرب الاهلية ( شيعية - شيعية ) وخاصة بين حزب الدعوة والتيار الصدري , التي خرجت سكاكين الاخوة الاعداء الى العلن , على اثر طرد المالكي من المحافظات الجنوبية , بالتظاهرات الاحتجاجية السلمية , وهدد حزب الدعوة , برش الشوارع بالدماء , وارتكاب مذابح للشيعة المحافظات الجنوبية , بالقيام بصولة ( الغمان ) بالانتقام من اهانة المالكي , لان من يتطاول على حرامي العراق ( المالكي ) يرش بالدم , كأن العقلية البعثية الفاشية , ما زالت حية , وهي المتحكمة بعقول حزب الدعوة , وانهم في تهديداتهم بصولة الغمان , يعتقدون بأن الشعب واهالي ضحايا المجازر الدموية , سيدخل في نفوسهم الفزع والرعب , ويرفعون الرايات البيضاء استسلاماً , الى هالك العراق ( المالكي ) . وحزبه كفيل بتنفيذ المجازر والمذابح ضد الشيعة . كل هذا النذير بالحرب الاهلية بين الشيعة انفسهم , وعراب التسوية التاريخية الميتة , لم ينطق بحرف واحد , لانقاذ البيت الشيعي من هذه المخاطر الحقيقية التي تلوح بالافق , وهو مستمر في نفخ في جثة التسوية , وهذه مهزلة المهازل , لا يمكن حفظ البيت الشعي من الحرب الاهلية , فهو يغرد على انغام جيفة التسوية , حقاً عرب وين وطنبورة وين , والله في خلقه شؤون
والله يستر العراق من الجايات